
یعد الذكاء الاصطناعي ھو لغة العصر الحالي والمستقبل القادم، ورغم عدم تطوره الكامل فقد دخل إلى شتى مجالات الحیاة الیومیة سواء على صعید البرامج الإلكترونیة، أو تنفیذ المھام البسیطة والصعبة، ودخولھ عالم الروبوتات التي زادت المخاوف حول موضوع استبدالھا
بالبشر في مجال الأعمال، مما قد یرفع معدلات البطالة عالمیا،وھذا ما یشكل مخاوف كبیرة في نفوس الأفراد والمؤسساتالمعنیة، فلماذا أصلا وصل بنا الحال إلى ھذا الذعر؟.
بدایة قد نتطرق إلى موضوع انعدام الأخلاقیات عند صانعي ومطوري ھذه التكنولوجیا، فجاءت ھذه التقنیة والتكنولوجیا في المرتبة الأولى لراحة وسعادة البشر، ولیس للقضاء على الوظائف التي یستعیش منھا الأفراد والعائلا، فبات صناع التكنولوجیا ملیئین بالجشع وما یھمھم بالمرتبة الأولى الربح المادي فقط، ویعملون حالیا على زیادة التطور حتى نصل لمرحلة الاستبدال بالبشر.
إقرأ أیضا: مواصفات خیالیة لحاسوب ACER الشخصي ومن ھنا تأتي أدوار الجھات والمؤسسات العالمیة التي یجب علیھا ضبط عملیة دخول الآلات والروبوتات إلى حیاة البشر، حتى لا نصل یوما إلى مرحلة یفقد بھا البشر كرامتھم أمام الآلة.
أما في حال عدم تحرك ھذه الجھات فقد یدخل العالم حینھا في ثورة صناعیة رابعة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، بعد ثورة البخار، والكھرباء،والثورة الرقمیة.
أما ما یساھم في عملیة استبدال الآلة بالبشر:
أولا: ارتفاع أجور العاملین مقابلة بالآلات إقرأ أیضا: ادمان الوجوه التعبیریة في الدردشات بالنظر إلى مجموع أجور العاملین، نرى أن تكلفة شراء معدات وروبوتات، ھو عملیا أجدى للمؤسسات من حیث تقلیل سعر المنتج، ورفع نسبة الأرباح، ولا یحتاج الذكاء الاصطناعي سوى طاقة لیعمل وینتج دون توقف، عكس البشر الذین یحتاجون فترات راحة وإجازات، ویطالبون بزیادة المرتبات.
ولا وجھ للمقارنة بین الصیانة التي یحتاجھا الروبوت والذكاء الاصطناعي على فترات متباعدة، وبین الراتب الشھري لموظفي المؤسسة.
ثانیا: یعد الذكاء الاصطناعي أعلى كفاءة في ضغط العمل، والأعمال الصعبة إذ لا یستطیع البشر أن یعرضوا حیاتھم للخطر في بعض الأعمال التي تحتاج مجھود ٍ عال، أو في التعامل مع الأشیاء الخطرة، او درجات الحرارة العالیة مثلا، وھنا نجد الحل سریعا بتواجد الذكاء الاصطناعي.
ثالثا: ما بعد الوظیفة، وما یترتب علیھا نظرا لانتشار مؤسسات تعنى بحقوق العمال والنقابات، فإن الشركات تضطر لتأمین الموظفین صحیا، وصرف رواتب تقاعدیة لكبار السن، إلا أن الروبوت بمجرد انتھاء صلاحیتھ أو خرابھ یمكن استبدالھ ودون تكلفھ طائلة على الشركة.
تقسم مستویات الوظائف في الشركات إلى ثلاثة أقسام: قسم الإدارة وأصحاب القرار، وقسم المكاتب والعمال المنتجین والمتحكمین بالآلات، وقسم عمال التنظیف.
إقرأ أیضا: تطبیق لاستخدام الھاتف بید واحدة وفي حال غزو الذكاء الاصطناعي عالم الصناعة والتجارة والزراعة، فسیحل الذكاء الاصطناعي محل القسم الثاني في الشركات، ھو القسم الأكبرعددا مما سیقلل حجم الوظائف، بالتالي ستنحصر الوظائف في قسم الإدارة الذي یتطلب شھادات دراسیة علیا وتدریب وذكاء ومھارات عالیة، وقسم عمال النظافة الذین سیزداد عددھم وستقل رواتبھم، نظرا لأعدادھم حینھا.
ما أكثر الفئات ضررا من استحواذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف ھم:
النساء، الرجال ذوي البشرة السمراء، الأشخاص الذین لم یكملوا تعلیمھم، العمال في المدن الصناعیة أكثر من النائیة.
نحن لا ننكر أنھا دائما بمحصلة الثورات الصناعیة تكون النتائج الإیجابیة في صالح البشر، وقد یوفر الذكاء الاصطناعي حیاه أكثر رفاھیة، وفرص جدیدة للعمل على مدى بعید، ولكن ما علینا الیوم ھو أن نكون أكثر حذرا ومسؤولیة، خاصة أولئك المنظمات المسؤولة عن ھذا الموضوع، لیتم توفیر فرص عمل للجمیع ولیس للقلة المحظوظة التي تتمتع بذكاء یفوق الآلة.