تعددت الأسباب.. والنفط رابح في 2017

ارتفعت أسعار النفط في آخر أيام التداول في العام 2017 بدعم من تراجع الإنتاج الأميركي والمخزونات الأسبوعية، حيث ارتفعت عقود الخام الأميركي وبرنت بنسبة 0.7% لتغلق عند 60.25 دولارا للبرميل و66.6 دولارا على التوالي عند أعلى مستوياتها خلال العام وبذلك تحقق أداء إيجابي ومنذ بداية العام بارتفاعات كبيرة مع توقعات بأن يحافظ الطلب المتصاعد على الأسعار فوق 50 دولارا بحسب جولدمان ساكس خلال العام الجديد على الرغم من تخوفات من خلافات بين المنتجين داخل أوپيك والمستقلين من خارجها وزيادة مطردة في انتاج الخام الأميركي. ومر النفط الكويتي خلال العام 2017 بمراحل مهمة ومؤثرة نحو تحقيق مكاسب تاريخية خلال العام لتصل إلى مستويات يونيو من العام 2015 فكيف تحققت تلك الارتفاعات وما وراءها من محطات رئيسية وهي:

اتفق منتجو النفط داخل وخارج منظمة أوپيك على البدء في تنفيذ اتفاقية خفض الإنتاج ودخولها حيز التنفيذ بدءا من 30 نوفمبر 2016 وبلغت نسبة امتثال المنتجين لخفض الإنتاج في أول شهر لخفض الإنتاج 90%.

كما بدأت بعض الدول غير المنضمة للاتفاقية تعلن تأييدها لها، حيث أعلنت ليبيا ونيجيريا موافقتهما على وضع حد أقصى لإنتاجهما من الخام خلال يوليو الماضي.

تعطل الإنتاج بحقول كبرى

تلقت العديد من الحقول الرئيسية حول العالم ضربات قاصمة وكان أكثرها تأثيرا على أسعار النفط تراجع إنتاج حقل شرارة الليبي بنسبة 20%، في مارس الماضي حيث كان ينتج أكثر من 200 ألف برميل يوميا.

ومؤخرا توقف أكبر حقل إنتاج نفطي في بحر الشمال ««فورتيز» ويستمر التعطل لمدة شهر من المقرر أن تنتهي في بداية يناير المقبل.

على الجانب الآخر، ساهم الإنتاج الأميركي المتحمس في التأثير على سعر الخام، فمنصات التنقيب عن النفط ارتفعت بمقدار 278 منصة خلال فترة العام المنتهي في 15 ديسمبر الماضي لتبلغ 931 منصة مما شكل ضغطا على أسعار النفط.

زيادة الإنتاج الأميركي

الإنتاج الأميركي من النفط الصخري سجل مستويات مرتفعة في 2017 مما ساهم في زيادة الإنتاج الأميركي الكلي من الخام، حيث وصل إلى أعلى مستوى منذ بداية السبعينات خلال ديسمبر.

ويبلغ الإنتاج النفطي وفقا لآخر بيانات تم الإفصاح عنها في 15 ديسمبر 9.78 ملايين برميل يوميا.

ويبدوا أن هذا الارتفاع لن يتوقف، حيث ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنه بحلول 2025 فإن النمو في إنتاج النفط الأميركي سيساوي ما تنتجه السعودية في ذروة توسعها.

تراجع المخزونات

تراجعت المخزونات النفطية بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 240 مليون برميل، وذلك بعد أن تجاوزت المخزونات متوسطها خلال 5 سنوات لتسجل مستوى قياسيا عند 380 مليون برميل، فإنها تراجعت إلى 140 مليون برميل فوق المتوسط. فيما ذكر بنك “جولدمان ساكس” ان رغبة أوپيك في تقليص مخزونات النفط عبر ارتفاع الطلب قد تتحقق بصورة أقرب من المتوقع، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه إنهاء خطوة تقليص الإنتاج في وقت مبكر من المقرر له.

تمديد خفض الإنتاج لنهاية 2018

اتفق منتجو النفط في نهاية نوفمبر على تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية العام 2018 بعد أن رأوا آثارا إيجابية لخفض الإنتاج على أسعار النفط فالإصرار الجماعي يأتي على الرغم من وجود خلافات ومعارضة لاستمرار الخفض من بعض الدول وفي مقدمتها روسيا ومطالبات بمراجعة للموقف قبل يونيو المقبل.

ومن المقرر أن يقوم منتجو النفط بمراجعة الاتفاق الجديد بشأن تقليص إنتاج الخام خلال اجتماع المنظمة القادم في يونيو 2018.