بقلم: د.فيصل مرزا
ارتفعت أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي وتخطى خام برنت حاجز الـ60 دولارا لأول مرة منذ منتصف عام 2015 واستقر عند 60.44 دولارا، وارتفع خام نايمكس إلى 53.9 دولارا، هذا وتوسعت الفجوة بين الخامين إلى 6.54 دولارات دعما لتنافسية الخام الأميركي وزيادة صادراته!
ارتفاع أسعار النفط جاء بالرغم من زيادة مخزونات الخام الأميركية مؤخرا، وحتى مع استئناف إنتاج حقول النفط في ليبيا مع استقرار الوضع الأمني، وهذه أكبر دلالة على قوة الطلب التي تمتص اي زيادة في الإمدادات.
توقعات أسعار النفط لم تنجح منذ عدة سنوات ولم يتوقع الكثير من محللي الأسواق أن يتخطى خام برنت حاجز الستين دولارا هذا العام، والذي يعتبر حاجزا نفسيا صعب من وصوله الإعلام النفطي الغربي واستبعدت توقعات البنوك وبيوت الاستشارات العالمية والمنظمات الدولية، وصوله قبل عام 2020 عندما يظهر تأثير نقص استثمارات المنبع أثناء بيئة أسعار النفط المنخفضة في السنوات السابقة على النقص في الإمدادات!
تخطي حاجز الستين دولارا هو مفتاح توازن أسواق النفط، وعند هذا المستوى من الأسعار يفترض أن يبدأ المستثمرون في جني الأرباح، وانتهاز فرص التحوط لبعض الناتج الهامشي للسنوات المقبلة ما سيدعم المزيد من الارتفاع، لأن أحد اهم الأسباب الرئيسية للمضاربين في الشراء هو أنهم يتوقعون المزيد من الارتفاع في الأسعار، وبذلك فهم يرغبون في ركوب موجة الشراء خاصة خام نايمكس الآجل الذي يواجه المزيد من الانبساط في المنحنى الأمامي والذي لا يظهر اي حافز لوضع المزيد من النفط في الخزانات بسبب عزوف المصافي الأميركية المتطورة عن تكرير النفط الصخري الخفيف بسبب اقتصادياته الأقل أمام نفوط الخليج العربي! وهذا شجع تزايد صادرات الخام الأميركي، التي استفادت من اتساع الفجوة السعرية بين خامي برنت ونايمكس Brent/WTI Spread، تنافس الخام الأميركي صعد بصادرات الخام الأميركي مؤخرا إلى أكثر من 1.9 مليون برميل يوميا.
مخزونات النفط الخام الأميركية وصلت إلى 456 مليون برميل، أي 80 مليون برميل أي أقل من ذروتها في أواخر مارس 2017، والتي بدأت تستنزف بسبب الصادرات القياسية.
وهناك عوامل أخرى دعمت ارتفاع الأسعار: قوة الطلب من الصين لأن الطاقة الاستيعابية لمصافي التكرير الصينية وصلت إلى مستويات قياسية فوق 12 مليون برميل يوميا مستفيدة من الهوامش الربحية العالية للمشتقات البترولية، ولذلك جاءت الحاجة إلى زيادة كبيرة جدا في واردات النفط خصوصا من المصافي المستقلة على وجه الخصوص، والمتوقع استمرار الطلب من المصافي الصينية بهذا لتغذية الطلب القوي خلال فصل الشتاء، ولذلك سوف يزيد الطلب من الصين في الوقت الذي لايزال تصدير النفط الخام الأميركي إلى الصين محدودا.
وقد لوحظ ايضا تعثر صادرات النفط والمكثفات الإيرانية إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية عام 2015 عند مليوني برميل يوميا هبوطا من ذروتها مؤخرا عند 2.3 مليون برميل يوميا بسبب أعمال الصيانة.