“أوبك” تنجح في تقيد المعروض النفطي

ارتفعت أسعار النفط أمس متخطية 55 دولارا للمرة الأولى منذ نيسان (أبريل) الماضي، مدعومة بقوة من أحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية التى كشفت عن نجاح خطة “أوبك” بالتعاون مع المنتجين المستقلين في تقييد المعروض النفطي كما توقعت طفرة مقابلة في نمو الطلب على النفط الخام بما يعجل باستعادة التوازن في السوق.
وذكر معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت بنحو مثلي المستويات المتوقعة في الأسبوع الماضي، وخفضت المصافي إنتاجها بعد الإعصار هارفي في حين هبطت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وأظهرت بيانات المعهد أن مخزونات الخام قفزت بمقدار 6.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من أيلول (سبتمبر) لتصل إلى 468.8 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 3.2 مليون برميل، وارتفعت مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 1.3 مليون برميل.
وأشارت البيانات إلى أن استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام انخفض بمقدار 424 ألف برميل يوميا، وهبطت مخزونات البنزين 7.9 مليون برميل الأسبوع الماضي بينما كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا انخفاضا قدره 2.1 مليون برميل.
وقال المعهد “إن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، تراجعت بمقدار 1.8 مليون برميل بينما كان من المتوقع أن تنخفض 1.5 مليون برميل، وانخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 95 ألف برميل إلى 7.1 مليون برميل يوميا”.
من جهة أخرى، أكد تقرير “فوربس” الأمريكي أن شركات الطاقة والشركات الأخرى التي تتخذ من مدينة هيوستن مقرا لها تعاني حاليا تأخيرات طفيفة، وليس تأخيرا جوهريا حيث تسارع منطقة جنوب شرق تكساس في عملية التعافي من الأضرار الناجمة عن إعصار هارفي وذلك وفقا لما ذكره المسؤولون التنفيذيون في صناعة الطاقة والمصرفيون في مصارف الاستثمار.

وأوضح التقرير الدولي أن منطقة هيوستن تعد مقرا رئيسيا لنحو 500 من شركات الطاقة أبرزها كونوكوفيليبس، كما أنها مركز رئيسي لكل من “إكسون موبيل” و”رويال داتش شل” و”شيفرون”.
وكشف التقرير عن استمرار أعمال تقييم تأثير الإعصار في أوضاع شركات الطاقة، إلى جانب فحص ومساعدة الناس في أعمالهم التي تأثرت من جراء القوة التدميرية للإعصار.
وأفاد التقرير بأن تأثير الإعصار في بعض الشركات كان محدودا، مدللا على ذلك بقول كيفن بويل، المدير المالي لشركة فلووركس التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، “إن تأثير إعصار هارفي في الشركة كان طفيفا جدا، حيث تقوم فلووركس بتوزيع الأنابيب الصناعية المتخصصة، والصمامات، والتجهيزات والحلول التقنية ذات الصلة لقطاعي الطاقة وصناعة النفط الخام”.
ونقل التقرير عن مصرفي متخصص في الاستثمار في مجال الطاقة في مشاريع المنبع أن “شركات الطاقة الكبرى لحقت بها أضرار جراء حدوث اضطرابات الإنتاج نتيجة الإعصار، لكن الإعصار لم يدمر عملياتها في حقول النفط في خليج المكسيك وجنوب تكساس”، مضيفا أن “العامل الأكبر الذي نركز عليه بقوة حاليا هو الناس وتلبية احتياجاتهم الشخصية قبل التركيز مرة أخرى على استئناف العمل بكامل الطاقات”.
واتفقت تقديرات كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للبترول”أوبك” حول حدوث نمو جيد في مستويات الطلب خلال العامين الحالي والمقبل خاصة في أسواق آسيا وأوروبا فيما تتأهب لجنة الوزراء الخمسة المعنيين بمراقبة خفض الإنتاج لاجتماع جديد في فيينا يوم 22 من الشهر الحالي لبحث فرص رفع الامتثال لحصص خفض الإنتاج كما تجرى اتصالات ومشاورات تحضيرية لهذا الهدف على مستوى رفيع وفعال.وفي هذا الإطار، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة “كيو اتش أي” للخدمات النفطية في بريطانيا، “إن تقرير وكالة الطاقة الدولية جاء إيجابيا على نحو واسع ومدعما لخطة عمل “أوبك” ومعززا لاتفاق خفض الإنتاج على الرغم من حملات التشكيك الواسعة التي تعرض لها منذ البدء في تطبيقه في يناير الماضي