
21 سؤالا يجيب عليها 50 شخصا تكشف الحقائق وتوضح المفاهيم
مارد الشبكة العنكبوتية يلتهم الإذاعة ويعيدها للمربع صفر
تويتر يستحوذ على 82 في المئة من الاهتمام والمتابعة
في الوقت الذي هيمنت فيه وسائل الإعلام الجديد بأشكالها المختلفة (تويتر – فيسبوك – انستجرام – سناب شات – واتساب وغيرها) على مجريات الأحداث في مجتمعاتنا.. مازال البعض من أبناء الأجيال الحالية خصوصا من هم فوق الأربعين عاما يتشبثون بقراءة ولو مقال في صحيفة أو متابعة برنامج إذاعي أو حتى قراءة فصل في كتاب أو مطبوعة.
ولا شك أن الإعلام البترولي والذي لا يختلف اثنان على الدور الحيوى والمتنامى الذى يلعبه فى نشر وتعزيز الثقافة البترولية بين أوساط المجتمع أصبح لزاما عليه مجاراة العصر وفتح قنوات للتواصل مع المجتمع عبر تلك الوسائل الإعلامية الجديدة.
بل أن الإعلام البترولي نفسه لم يكن في الماضي يحظى بنفس الإهتمام الذي يحظى به حاليا بعد أن ثبت جليا وبالأخص في الدول المعتمدة على النفط والغاز أنه أساسي في صنع القرار وفي ارتفاع وانخفاض الأسعار وتحديدا في دول الخليج العربية محل هذا التقرير.
فقد تنبهت دوائر وإدارات الإعلام المتخصصة في الوزارات والشركات الخليجية الى هذا الدور فعمدت الى خلق هوية خاصة بها تعمل على تثقيف المجتمع بتروليا.
ولم ينبع هذا الاهتمام من فراغ فإذا كانت الحاجة الى هذه الثقافة البترولية ضرورة في الماضي فإنها أصبحت ملحة جدا في الوقت الحاضر مع الاعتماد بشكل شبه كامل على النفط والغاز باعتبارهما مصدرين شبه وحيدين للدخل في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبالفعل زاد الاهتمام الملحوظ بالاعلام البترولي بل أن الأمر تخطى ذلك بإنشاء اتحاد ممثلي الإعلام في دول الخليج العربية الست ليستخلصوا تجربتهم العملية وخبرتهم الطويلة في مجال الإعلام البترولي بوضع استراتيجة خاصة تهدف إلى تعزيز الثقافة النفطية بين مواطني دول المجلس والتعريف بهذه الثروة المعدنية التي هي العامود الفقري للاقتصاد في هذه الدول.
النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي
منذ اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي في دول الخليج العربية بدأت دول المنطقة تعتمد شيئا فشيئا على هذه الثروة الطبيعية التي حباها بها الله كمصدر للدخل حتى أصبح النفط والغاز هو المصدر الرئيسي للدخل القومي بمتوسط يبلغ أكثر من 90 في المئة لأغلب هذه الدول ،وتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في اي صناعة أو حتى زراعة أو تجارة ولهذا هي أم السلع فى الخليج ،كما أن قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بشكل عام أساس وعصب الحياة الاقتصادية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لذلك يجب أن يحظى بالاهتمام على كل المستويات وبين كافة شرائح المجتمع.. وهو الأمر الذي يؤكد أهمية الإعلام البترولي الذي يرسخ الصورة الذهنية عن هذا القطاع سواء بالسلب أو الإيجاب.
حقائق وأرقام عن الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي
أن الطلب على النفط يزيد يوما بعد يوم وتشتد الحاجة إليه حتى ان زيادة الطلب العالمي على النفط بلغت نحو 2ر1 مليون برميل يوميا خلال عام 2016، حيث بلغ معدل الاستهلاك اليومي في الربع الثالث نحو 15ر95 مليون برميل يوميا بعد أن بلغ نحو 70ر93 مليون برميل في الربع الثاني من السنة ذاتها، مقارنة بمعدل استهلاك بلغ 98ر92 مليون برميل في عام 2015.
وبحسب منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك فإن الطلب العالمي على النفط زاد أيضا بنحو 2ر1 مليون برميل في عام 2017، ليصل اجمالي الطلب العالمي 6ر95 مليون برميل منها 5ر56 مليون برميل من الدول خارج منظمة أوبك.
وعلى الرغم أن دول الخليج العربية تعتمد على النفط في اقتصادها اليومي إلا أنها مع الأسف الشديد من الدول المستهلكة بمعدل استهلاك كبير يفوق المعدل العالمي إذ أنه ووفقا لتصريحات المسؤولين في الكويت كنموذج من المتوقع أن تصل زيادة الطلب على الطاقة في الكويت الى مليون برميل نفط يوميا بحلول العام 3035 بوصول عدد سكان الكويت الى نحو (خمسة ونصف مليون نسمة) في 2035 وفقا لتقديرات خبراء وهو ما سيعادل ربع انتاج الكويت وقتها والتي تستهدف انتاج 4 مليون برميل نفط يوميا بحسب الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية.
ولأن أسعار النفط مرشحة للصعود خلال السنوات المقبلة فإن الخسارة لزيادة الاستهلاك في دول الخليج العربية ستكون أكبر وتزيد يوم بعد آخر وهو ما يستلزم انتباه المسؤولين والمجتمع ككل لهذا الامر الخطير الذي سيؤثر على مستقبلهم الاقتصادي.
وحيث أن دول الخليج العربية لديها ولله الحمد الكثير من الاحتياطي العالمي سواء بالنسبة للنفط أو الغاز فإنه من المفروض الاهتمام بتشكيل كوادر قادرة على رعاية هذه الثروة وتنميتها على كافة الاصعدة سواء بالنسبة للصناعة أو للخدمات المساندة لها أو حتى الإعلام المختص وهو الاعلام البترولي.
وفي هذا الشأن لا يمكن تجاهل ما جاء في تقرير امين عام منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) السنوي 2015 حول احتياطيات النفط والذي يؤكد ان تقديرات الاحتياطي من النفط التقليدي في العالم ارتفعت في مطلع عام 2015 لتصل إلى 4ر1285 مليار برميل وهو ارتفاع بسيط لا يزيد عن 25ر0 في المئة من تقديرات احتياطي عام 2014 التي بلغت 3ر1282 مليار برميل أي أن مجمل ارتفاع التقديرات بلغ زهاء 3 مليار برميل.
ويؤكد تقرير أمين عام أوابك السنوي انه لم يطرأ تغير يذكر على احتياطيات النفط في الدول العربية الأعضاء ومنها بالطبع دول مجلس التعاون الخليجي العربية أو غير الأعضاء في أوابك بل يلاحظ أن نسبة احتياطيات الدول الأعضاء إلى احتياطيات العالم تراجعت من 3ر56 في المئة إلى 6ر54 في المئة رغم أن احتياطي الدول الأعضاء في أوابك زاد بنحو 35ر3 مليار برميل خلال الفترة من 2011 الى 2015.
وبحساب احتياطي النفط العالمي تقريبا (1300) مليار برميل واعتبار الاستهلاك العالمي من النفط يوميا (100) مليون برميل فإن العمر الافتراضي لنضوب النفط في العالم هو 35 عاما مع وضع في الاعتبار أن الاحتياطي تتفاوت نسبه بين الدول المنتجة والوضع في الاعتبار ان الكويت كمثال وحدها تمتلك أكثر من 10 في المئة من احتياطي النفط العالمي وفق التقديرات غير الرسمية.
والثابت أيضا أنه في الوقت الذي سينضب فيه النفط في كثير من الدول في العالم ستكون دول مجلس التعاون الخليجي مازالت توفر الامدادات للعالم لسنوات طويلة قدها بعض المتخصصين بنحو 100 سنة أخرى.
بل أن دول الخليج لديها استراتيجيات ورؤى طليعية إذا أنها تحاول أن تعتمد على الطاقات الأخرى غير النفط في استهلاكها المحلي لتوفر النفط للتصدير وزيادة ايراداتها فقد أظهرت دراسة تحليلية أجرتها “فروست آند سوليفان” بتكليف من القمة العالمية لطاقة المستقبل ومعرض الطاقة الشمسية التابع لها أن دول مجلس التعاون الخليجي سوف ترفع قدراتها الخاصة بإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمقدار 50 ضعفاً بين العامين 2015 و2025.
وكانت المملكة العربية السعودية وحدها أعلنت عن خطط لإضافة 9.5 غيغاواط من الطاقة الكهربائية المتولدة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.
ومازالت دول الخليج العربية تبحث عن موارد اخرى بديلة للدخل فعلى سبيل المثال أظهر تقرير اقتصادي رسمي أن القطاع غير النفطي في مملكة البحرين حقق نموا بنسبة 5 % خلال الربع الأول من العام الحالي.
وبين التقرير الصادر عن مجلس التنمية الاقتصادية البحريني ان الارتفاع في القطاع غير النفطي فاق التوقعات موضحًا أن القطاع غير النفطي يشكل أكثر من 80 % من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وقال أن عددا من القطاعات ضمن الاقتصاد غير النفطي حقق نموًا قويا مثل قطاع الخدمات الاجتماعية والشخصية الذي ارتفع بمعدل 8.3 %على أساس سنوي متجاوزا قطاع الفنادق والمطاعم الذي كان القطاع الأسرع نموا في العام الماضي.
بل اننا نجد دولا خليجية عربية تسعى للاستثمار في مجال آخر تم اهماله لعقود وهو الموارد البشرية التي انتبه لها العالم واصبح الجميع على يقين الآن بانها أغلى وأهم ثروة تمتلكها الدول حتى أن المنتدى الاقتصادي العالمي حرص على رصد الدول الأكثر استثمارا في طاقاتها البشرية بهدف دعم أجيال أكثر صحة وأفضل تعليما وإنتاجية وقد حققت الإمارات من حيث الدول الأكثر استثمارا في مواردها البشرية المركز الأول عربيا و54 عالميا بينما جاءت الكويت في المركز السادس عربيا و93 عالميا.
ولاشك ان الاستثمار في العنصر البشري مهم جدا خصوصا بعد ان تراجعت عائدات التصدير في دول مجلس التعاون الخليجي بسبب تدهور اسعار النفط بما يقرب من 300 مليار دولار بين عامي 2014 و 2015.
ومن تأثير تراجع اسعار المصدر الرئيسي للدخل نجد الحكومات تضطر لاتخاذ اجراءات تخفف من العبء عليها ففي اعقاب ذلك بدأت معظم دول مجلس التعاون الخليجي بالفعل إصلاحات في أسعار الطاقة حيث زادت البحرين والمملكة العربية السعودية تعريفة الكهرباء على الصناعة ودولة الإمارات العربية المتحدة رفعت رسوم الكهرباء والماء لعامة السكان، وعمان قامت بزيادة أسعار الغاز الطبيعي للصناعة، والكويت وقطر رفعت أسعار البنزين والديزل.
لكن الملاحظ هنا انه ووفقا لتقرير للمركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية ومقره الكويت ان قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات العربية المتحدة اسهم بنسبة 34.3% من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية في العام 2014.
ما نريد قوله هنا أن قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بشكل عام أساس وعصب الحياة الاقتصادية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لذلك يجب أن تحظى بالاهتمام على كل المستويات وبين كافة شرائح المجتمع.. وهو الأمر الذي يؤكد أهمية الإعلام البترولي الذي يرسخ الصورة الذهنية عن هذا القطاع سواء بالسلب أو الإيجاب.
الإعلام.. وتأثيره المجتمعي
ونشير هنا في هذا التقرير الذى أعددناه في (وكالة أنباء النفط www.oilnewsagency.com) الى انه منذ ظهور وسائل الإعلام المختلفة ولها تأثيرها الذي لا يمكن انكاره على المجتمع ايجابا وسلبا.. ويختلف هذا التأثير من وسيلة لأخرى بحسب قوتها وسهولتها في الوصول لأفراد المجتمع بكافة شرائحهم ..وبحسب ثقافات المجتمع نفسه.
كما ان عنصر الزمان مهم جدا فعصر التطور التكنولوجي والتقني الذي نعيشه حاليا.. يختلف كليا عن عصور سابقة بعيدة لم يكن فيها كل هذا التطور الذي جعل الخبر الذي يحدث في اقصى بقاع العالم متوفر لدينا في لحظات مع كامل تفاصيله المكتوبة والمصورة..
ناهيك عن البث المباشر للأحداث التي توفر لنا مشاهدة ما يحدث في تلك المناطق في التو واللحظة في حين كانت الاخبار قديما تنقل بعد أيام أو شهور أو ربما سنوات ولكن تحققت نبوءة مارشال ماكلوهان الذي قال قبل اكثر من خمسين عاما وبالتحديد في الستينيات من القرن الماضي ان العالم في طريقه بفضل ثورة الاتصال الى ان يصبح قرية كونية صغيرة.
و بفضل ثورة الاتصال أصبح للإعلام تأثيره الطاغي المتوحش الذي يغير المفاهيم ويحدد الاتجاهات ويخلق الرؤى.. خصوصا الإعلام الجديد الذي أصبح امتلاك وسائله بارخص الأثمان ومتوفر في كل ركن من أركان المنزل أو العمل أو حتى في الشارع.
فبمجرد الاتصال بشكبة المعلومات العالمية )الانترنت( يستطيع الإنسان أن يشاهد ويقرأ عن ما يحدث فى شتى انحاء الأرضي من شرقها إلى غربها.
الاعلام البترولى ..حائط الصد ..والمتحكم فى الاسعار
ونؤكد هنا في هذا التقرير على أن الاعلام البترولي يستطيع أن يدافع عن مواقف الدول المنتجة وأن يوضح دورها الهام والحيوي في توفير الامدادات للعالم كله، كما انه يستطيع التأثير على الرأي العام العالمي بل أنه أصبح يتحكم صعودا وهبوطا في اسواق المال والنفط العالمية.
فخبر صغير تنشره وسائل الإعلام قد يتسبب في رفع اسعار النفط وقفزها لمستويات عالية وخبر آخر قد يتسبب في انهيار الاسعار سريعا .. بل أن ربما هذا الخبر الذي يؤثر مجرد شائعة أو خبر مفبرك بغية مصلحة ما أو الوصول إلى هدف معين.
و مما يؤكد صحة ما يذهب إليه تقريرنا من تأثير الإعلام على الأسواق العالمية ما جاء على لسان وزيرالنفط الكويتي ورئيس لجنة مراقبة اتفاق خفض الانتاج بين دول اوبك والدول من خارج اوبك قبل عام ونصف تقريبا وبالتحديد في شهر مارس 2017 عندما قال في اجتماع اللجنة وقتها.. “لاحظنا ان هبوط الاسعار حدث فجأة بعد المؤتمر الذي عقد في هيوستن وقد يكون السبب الرئيس بعض التصريحات التي خرجت عقب المؤتمر والتي لم يكن تأثيرها جيدا على اسعار النفط”
فلولا أن الإعلام نقل هذه التصريحات الصحفية لما كان هناك هذا الخفض في الاسعار.. كما أننا ومع المتابعة اليومية لأخبار أسعار النفط في الأسواق العالمية نجد أن الأسعار يوميا تتأثر بتصريحات صحفية وبيانات ومعلومات ما كانت لتصل إلى الجمهور والمتعاملين بالأسواق والمستثمرين إلا عن طريق الإعلام.
ومنذ فترة ليست ببعيدة وحتى الآن نجد تصريحات المسؤولين التي يدلون بها لوسائل الإعلام تتسبب في صعود وهبوط أسواق المال والبورصات العالمية وأيضا أسواق النفط بل أن التأثر شديد جدا وبحساسية عالية للغاية.. فتصريح لوزير النفط السعودي (أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم) من شأنه أن يلقب الموازين ذلك لتأثير المملكة الكبير على الأسواق بصفتها أكبر منتج للنفط في العالم.
كما نلاحظ وبشكل جلي أن الأخبار بشأن المخزونات الأمريكية وكذلك ما يتعلق بانتاج النفط الصخري تؤثر على أسعار النفط في الأسواق العالمية وتدفعها للهبوط إذا ما زادت وللصعود إذا ما انخفضت في علاقة عكسية مع الأسعار.
الأخبار الجيوسياسية تؤثر على اسعار النفط
وكذلك الأخبار الجيوسياسية لها تأثير كبير على الأسواق سواء باندلاع حروب أو اشتباكات أو حتى مشادات كلامية بين أطراف صراع خصوصا إذا كان في منطقة ملتهبة وحيوية وبها انتاج نفطي مرتفع كما في الشرق الأوسط والخليج العربي ومضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 40 في المئة من نفط التصدير في العالم.
وقد شهد العالم ازمات صغيرة ومناوشات كان لها تأثير كبير نتيجة التضخيم الإعلامي الذي يصور الأمرعلى أنه صعب وأنه على وشك الانفجار كما حدث قبل سنوات قليلة بشأن مضيق هرمز وارتفاع اسعارالنفط لحدود ال 120 دولار للبرميل قبيل انهيار الاسعار في منتصف 2014 .
العلاقة بين الإعلام والنفط مصالح وسياسة
ان العلاقة بين الإعلام والنفط ليست علاقة اقتصادية خالصة هذا هو واقع الحال الذي لابد أن نقر ونعترف به .. وهو أمر كما هو طبيعي قد يكون في بعض الأحيان لأهداف نبيلة وفي أخرى غير ذلك.. فمن الطبيعي أن يدافع الإعلام عن مصالح دوله الاقتصادية والسياسية بالتبعية ولكن في بعض الأحيان تتدخل مصالح الأشخاص في نشر أخبار وترويج شائعات.. ولعل هناك نماذج لا يفضل الحديث عنها بشكل مباشر لكنها تظهر جلية في المناقصات والعقود.
فمع سيطرة بعض أصحاب الشركات ورجال الأعمال على بعض وسائل الإعلام أصبح استخدام الإعلام في فرض الرأي وفي التحيز في العقود والمناقصات أمر ثابت لا يمكن مجابهته إلا بوجود إعلام بترولي رسمي قوي يتصدى لمثل هذه المحاولات التي غالبا مع تنجح في الوصول لمبتغاها.
اعلام بترولى للدفاع عن مصالح الخليج
قد لا ينسحب الأمر فيما يتعلق بالمصالح على كل الدول ولكنه أمر موجود .. ولاشك أن محاولات دول الخليج العربية في خلق إعلام بترولي قوي يدافع عن مصالحها أمر مشروع بل ومطلوب ،وعلى الصعيد الدولي نجد الإعلام أثر بشكل كبير على الصورة الذهنية للدول منتجي النفط وخاصة ما يتعلق بالتلوث والبيئة ورسمت وسائل الإعلام صورة ذهنية عن الدول المنتجة بأنها الملوث الأول والأخير للغلاف الجوي في الكرة الأرضية متناسين ما تسببه مصانع دولهم الصناعية من تلوث ومخلفات برا وبحراوجوا.
ومن هنا تتحتم الضرورة في إيجاد إعلام بترولي خليجي قوي يقوم على تصحيح الأوضاع وتحسين صورة دول مجلس التعاون الخليجي لدى المواطن في الغرب والعالم أجمع بعدما عمدت وسائل الإعلام الأجنبية على تشويه الصورة ومن شأن هذا الإعلام الخليجي إبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به دول الخليج في توفير الإمدادات النفطية التي تساعد العالم على تحقيق النهضة والتطور والتقدم في كل الصناعة وفي كل المواد والسلع والاسهام في نمو الاقتصاد العالمي وهو ما يحقق في النهاية توازن في الأسواق بين العرض والطلب والثبات على سعر عادل للثروات الطبيعية يحقق الربحية للمنتجين ويوفر الأمان للمستهلكين.
الإعلام محرك رئيسي للسوق النفطية
على مدار العقود الماضية وبالأخص في السنوات الأخيرة شهد الإعلام طفرة كبيرة في تطور وسائله وأصبحت الأخبار تبث مباشرة على مدار الساعة وفي خلال ثوان معدودة يكون الخبر انتشر في جميع أرجاء العالم وهو الأمر الذي جعل من الإعلام محرك رئيسي للسوق النفطية قد يكون ذلك بشكل ايجابي وربما في بعض الأحيان بشكل سلبي لخلق الشائعات وهو ما يجعل الحاجة ملحة لتطوير الإعلام البترول الخليجي الذي يستطيع أن يشكل حائط الصد الأول لأي مؤامرات أو شائعات.
ولكي يتطور الإعلام هناك نقاط رئيسية لابد وأن توضع في الحسبان منها الحرص على الشفافية وتوفرالمعلومات وتأهيل الإعلاميين المتخصصين ومواكبة التطور التكنولوجي الحاصل والتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية ومساندة الحكومات للوصول إلى تقديم إعلام جديد قادر على التأثير.
وقد عمدنا هنا في (وكالة أنباء النفط www.oilnewsagency.com) ألا نكتفي بطرق هذا الموضوع المهم بما نسرده في هذا التقرير وإنما أجرينا استبيانا حول الاعلام البترولي في منطقة الخليج العربي لنتعرف على رأي أصحاب القرار ومن هم يتواجدون بأنفسهم على الأرض ويتعاملون يوميا مع هذا الموضوع .. حيث تم استقصاء الآراء وتحليلها لمعرفة ما يدور على أرض الواقع من أفضل الطرق للخروج بنتائج إلى حد بعيد حقيقية ومن ثم تقديم الحلول التي تكون متسقة مع المجتمع.. واستنباط الحلول المناسبة للوصول إلى الأهداف بأقصر الطرق وبأسرع وقت.
وفي الاستبيان طرحنا 21 سؤالا شاملا على 50 شخصية هي عينة الاستبيان جمعت بين المتخصص وغير المتخصص والمهتم وغير المهتم.. كانت العينة نوعية لا نستطيع القول انها عشوائية صرفة ولا منتقاه بشكل محدد… وكانت النتائج كالتالي:
أسئلة محيرة
# ما هي وسيلة الإعلام المحلية التقليدية أو الحديثة التي تعد مرجعا أساسيا لك في الاطلاع على الأخبار البترولية في دول الخليج؟
وللاجابة على هذا السؤال طرحنا على المشاركين في الاستبيان خانات للتعبئة لكنهم لم يلتزموا بها فمنهم من عبأها بشكل كامل ومنهم من لم عبأ خانة واحدة فقط لذلك فضلنا نشر سرد يوضح النتائج وليس رسما بيانيا كما في الأسئلة السابقة.
وكان من الواضح اعتماد المشاركين بشكل اساسي على وسائل تواصل اجتماعي شهيرة وبالأخص تويتر والحسابات الرسمية للشركات والوزارات والمؤسسات النفطية الوطنية ووكالات الانباء الحكومية الرسمية للدول الخليجية وتمتع الأخيرة بثقة المشاركين بشكل كبير جدا.
تمتع صحف بعينها بالمتابعة المستمرة والاعتماد عليها ومنها الاقتصادية والرياض والجزيرة والبيان والاتحاد والخليج والشرق والراية.
عدم الاعتماد على محطات فضائية باستثناء )سي أن بي سي – والعربية – وسكاي نيوز ( والاعتماد على القنوات الرسمية قليل.
# ما هي وسيلة الاعلام الاجنبية التقليدية او الحديثة التي تعد المرجع الأساسي لك في استيفاء الأخبار الخاصة بمجال البترول في الخليج؟ اذكرها؟
وجاءت النتائج هنا على هذا السؤال توضح الأتي:
الاعتماد على وكالات الأنباء العالمية مثل رويترز وبلومبيرج والفرنسية وفوكس نيوز والمواقع الاقتصادية الشهيرة.
الاعتماد على مواقع مؤسسات رسمية عالمية منها )وكالة الطاقة الدولية – معهد البترول الامريكي( بالاضافة الى مواقع وزارت البترول للدول من كبار المنتجين مثل )روسيا وأمريكا(.
متابعة مجلات اقتصادية متخصصة ومواقع لمحطات تلفزيونية شهيرة ونشرات نفطية متخصصة مثل )بي بي سي – سي أن أن – نشرة بلاتس – ارجوس – ايكونومكس – فايننشال تايمز – نيويورك تايمز ( بالاضافة الى موقع منظمة الدول المصدرة للبترول )اوبك( وتقاريرها الدورية.
هناك متابعات للدوريات الاقتصادية والمجلات المتخصصة وأيضا للمؤتمرات وورش العمل المتخصصة بمجال النفط والغاز.
طفرة كبيرة فى التعامل مع الاعلام بدول مجلس التعاون الخليجي
من الحقائق الثابتة والتي تأكدنا منها بما لا يدع مجال لشك هي أن تثقيف المجتمع الخليجي بتروليا أمر مهم جدا حيث أن كل بيت خليجي عربي مصدر أمواله يعتمد على النفط أو الغاز بشكل مباشر أو غير مباشر ولا يخلو بيت واحد لا يعتمد على ذلك إما من خلال رواتب حكومية أو من خلال تقديم خدمة أو تجارة مع المجتمع الذي يعتمد على البترول كمصدر دخل وهنا لا نقول الدول العربية الخليجية فقط هي التي تعتمد على النفط والغاز كمصدر دخل قومي يتخطى 90 في المئة من اجمالي الدخل ولهذا كان تثقيف المجتمع الخليجي العربي بتروليا أمرا هاما ليعرف المزيد عن ثروته حتى يحافظ عليها ويشارك في تنميتها بل وأيضا يرشد في استهلاكها.
وإذا ما نظرنا إلى الإعلام البترولي في دول مجلس التعاون الخليجي العربية سنجد ولاشك أن هناك طفرة كبيرة في التعامل مع هذا الإعلام وأنه استطاع تطوير نفسه خلال السنوات الأخيرة.. بل أن القائمين عليه استطاعوا أن يوجدوا قنوات للتواصل والتعاون لوضع استراتيجية موحدة بين هذه الدول تتعامل مع الأزمات المشتركة وتحاول تحقيق الهدف في تعزيز الثقافة البترولية بل والمساهمة في تنمية وتطوير هذا المجال ولعل الاجتماعات الدورية والمناقشات المستمرة بين الاطراف ذات العلاقة في هذه الدول لها دور في التطوير ولكن الملحوظ أن هذه الجهود لم تؤت ثمارها حتى الآن ولم تصل إلى مبتغاها.
ونتوقع أن تحقق لجنة الإعلام البترولي في المستقبل القريب نتيجة تكثيفها لجهودها الملموسة في السنين الأخيرة التي هي حتما لن تأتي ثمارها في التو واللحظة ولكن على المدى المتوسط والمدى البعيد.. ولهذا كان من الطبيعي ان نجد ان نحو 58 في المئة من المواطنين متخصصين وغير متخصصين لا يرون أن الاعلام البترول في دول مجلس التعاون الخليجي يقوم بدوره في تثقيف المجتمع حاليا.
ومن الحقائق التي يجب أن نعلمها أن نحو 64 في المئة من الخليجيين لا يساهمون في تثقيف المجتمع إلا إذا توافرت لهم الفرصة المناسبة في حين أن 24 في المئة فقط هم الحريصون على المشاركة في تثقيف المجتمع بتروليا بينما هناك نحو 12 في المئة لا يعيرون الأمر اهتماما ولهذا لا بد من تشجيع الايجابيين بطرق مختلفة وتذليل العقبات أمام من لا يساهمون إلا عندما يجدون الفرصة حيث أنه لابد من خلق هذه الفرص بابتكار اساليب وطرق مختلفة كما أنه لابد من حث السلبيين على المشاركة بابتكارات أخرى.
مارد الشبكة العنكبوتية يلتهم الاذاعة ويعيدها للمربع صفر
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن شبكة المعلومات العالمية أو ما يطلق عليها الشبكة العنكبوتية أصبحت هي المسيطرة على الساحة الإعلامية وأصبحت هي الأكثر تأثيرا ليس هذا وحسب بل أن نسبة تأثيرها تزيد يوما بعد يوم من خلال المواقع والنطاقات الشيقة والمثيرة والسريعة التي تعمل عليها في حين أن وسائل الإعلام الأخرى تراجع دورها وفي تراجع يوما بعد آخر أمام هذا المارد المدعو الشبكة العنكبوتية المسيطرة على العالم كما أننا نجد أن وسيلة كالإذاعة أصبحت حائزة على الرقم صفر في الاستماع والمتابعة في حين أن التلفزيون إلى حد ما مازال له متابعيه وربما سيظلون إلى فترة طويلة لكنه بأي حال يتضاءل دوره أمام الانترنت وتبقى للصحف الورقية مكانة في قلوب البشر حتى اليوم ولكنها باي حال لم تعد الأولى كما كانت والتوقعات بأنها إلى زوال إلا فيما رحم ربي من صحف ومجلات والتي هي أيضا لتصارع من أجل البقاء أنشأت لها مواقع على الانترنت وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد ايضا على الانترنت وذلك لتحتفظ ولو بجماهير هي في تناقص ولا محالة يوم بعد آخر وهو الأمر الذي يستدعي الاهتمام بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر وبأهمية تفوق الاهتمام بالصحف والوسائل الأخرى.
وإذا ما أردنا تحري الدقة أكثر والولوج إلى التفاصيل بشكل أكثر عمقا نجد أن هناك نطاقات معينة على الانترنت هي التي تستحوذ على اهتمام المواطن الخليجي ويأتي في مقدمتها تويتر بلا منازع والذي يستحوذ على ما مجموعه نحو 82 في المئة من الاهتمام والمتابعة يعقب ذلك وسائل تواصل أخرى أقل أهمية في الخليج العربي تحديدا لكنها ربما تكون الأكثر أهمية في مناطق أخرى او مجالات أخرى مثل انستجرام والفيسبوك وسناب شات وغيرهم.. ولهذا يجب التعامل مع هذا الواقع والتوجه بشكل مباشرإلى تويتر وتكثيف العمل عليه سواء إذا ما كان هناك رغبات في عرض أخبار بعينها أو حتى إعلانات تجارية تحث على الثقافة النفطية أو لنقل حدث أو قيادة حملة دعائية للترويج لمشروع أو هدف ما.