أسعار النفط مرشحة للتوازن في الربع الأخير من 2018

توقع عصام المرزوق وزير النفط الكويتي أمس أن ترتفع أسعار النفط لتستعيد “توازنها” في الربع الأخير من العام المقبل، بعدما قامت الدول المصدرة للخام بتمديد اتفاق خفض الإنتاج.
وبحسب “رويترز”، فقد أوضح الوزير الكويتي للصحافيين على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول “أوابك” في الكويت أن الأسعار ستخضع للعرض والطلب وستحافظ على المستويات الحالية قبل أن ترتفع نهاية 2018.
وكانت فعاليات الاجتماع التاسع والتسعين لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” قد انطلقت أمس في الكويت بحضور الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الدولة لشؤون الطاقة الذي ترأس وفد السعودية في الاجتماع.
وشارك الأمير عبد العزيز، في أعمال اجتماع المجلس الذي ترأسه المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء المنظمة، حيث تمت مناقشة وإقرار مشروع ميزانية المنظمة (الأمانة العامة والهيئة القضائية) لعام 2018، كما استعرض المجلس نشاطات الأمانة العامة لعام 2017 ومن ضمنها المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي عقدتها أو شاركت فيها، بما في ذلك الإعداد والتحضير لمؤتمر الطاقة العربي الحادي عشر الذي سيعقد في العام المقبل 2018، وكذلك ما قامت بإعداده من دراسات فنية واقتصادية، إضافة إلى متابعة شؤون البيئة والمفاوضات المتعلقة بتطورات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.
وقال وزير النفط الكويتي إن الاجتماع الوزاري لـ “أوابك” تطرق إلى تقارير المكتب الفني واعتماد الميزانية للمنظمة للسنة المقبلة كما تم اختيار الإمارات لرئاسة الدورة المقبلة كما تم اعتماد الاجتماع المقبل في (ديسمبر) المقبل بالكويت.
وبالعودة إلى سوق النفط، فقد اتفقت الدول المنتجة للنفط داخل منظمة الدول المصدرة “أوبك” وخارجها في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)على تمديد اتفاق خفض الإنتاج لتسعة أشهر أخرى من  (مارس) المقبل حتى نهاية العام المقبل.
وكانت هذه الدول قد توصلت إلى الاتفاق في (نوفمبر) 2016 وقررت حينها خفض الإنتاج بمعدل 1.8 مليون برميل يوميا في محاولة لرفع الأسعار بعد انهيارها عام 2014، وفي أيار (مايو) الفائت، تم تمديد قرار خفض الإنتاج حتى آذار (مارس) 2018.
وأسهم الخفض في ارتفاع سعر برميل النفط لأكثر من 60 دولارا كما قلل من مستويات المخزونات، وقال المرزوق إن الدول الموقعة على الاتفاق ستعقد اجتماعا مهما في (يونيو) المقبل “لدراسة الأسواق واحتمال وضع دراسة للخروج من اتفاقية التمديد”، كما أن لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق ستجتمع مرة كل شهرين.
وأشار وزير النفط الكويتي إلى أن منظمة أوبك ستدرس قبل  (يونيو) المقبل إمكانية وضع استراتيجية لكيفية الخروج من اتفاق خفض الإنتاج.
وأضاف المرزوق: “ما زالت هناك اجتماعات كل شهرين للجنة الوزارية التي تراقب الاتفاق لخفض الإنتاج .. وسوف يتم فيها وضع دراسة لاحتمال الخروج من الاتفاقية .. وستكون موجودة في الاجتماع المقبل قبل يونيو”.
وتجتمع منظمة أوبك في (يونيو) في حين سيعقد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية لمراقبة الالتزام بالاتفاق في كانون الثاني (يناير) في عمان، وقال وزير الطاقة الروسى إلكسندر نوفاك إنه من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية الخروج من الاتفاق العالمي لخفض إنتاج البترول وإن الانسحاب النهائي من الاتفاق يجب أن يكون تدريجيا.
وأضاف نوفاك أن عملية الخروج من الاتفاق قد تستغرق ما بين ثلاثة وستة أشهر اعتمادا على كيفية انتعاش سوق النفط العالمية بحلول ذلك الوقت وعلى حجم الطلب على النفط، وبموجب الاتفاق الحالي يخفض المنتجون نحو 1.8 مليون برميل يوميا.
وفيما يتعلق باتفاق لاستيراد الغاز العراقي، قال وزير النفط الكويتي إن المباحثات تدور حول زيادة واردات الغاز العراقي من 50 مليونا إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميا خلال عشر سنوات.
وأوضح المرزوق أن هناك وعدا من الوزير العراقي بأن تزيد الكميات عن هذا المستوى، مضيفا أن مرافئ استيراد الغاز التي دشنتها الكويت الخميس الماضي ستنتهي في نهاية 2019 وبداية 2020 وتكفي لسد حاجة البلاد خلال 30 عاما مقبلة.
وذكر المرزوق أن مرافق استيراد الغاز المسال في منطقة الزور عبارة عن ثمانية خزانات لتخزين الغاز لتستوعب ناقلات الغاز التي تصل أعماقها إلى 17 مترا مبينا أن تلك المرافق تكفي لحاجة دولة الكويت المستقبلية. وأشار المرزوق إلى أن بلاده في المراحل النهائية لاعتماد أسعار الغاز المستورد من العراق مبينا أن استيراده لن يكون بشكل فوري وإنما ستكون هناك ترتيبات لمد خط أنابيب جديد، مضيفا أن الخط الحالي قديم نوعا ما وسيتم تجديده وبناء مرافق لتنقية الغاز قبل دخوله إلى منظومة الغاز الكويتية. من جانبه، توقع وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أن تدور أسعار النفط حول 60 دولارا للبرميل لافتا إلى أن بلاده تنتج 4.350 مليون برميل يوميا ومن المتوقع أن تبلغ خمسة ملايين برميل في النصف الثاني من العام المقبل.