
تتوطن محطات إنتاج الرياح في مصر، في 9 مناطق، تتوزع بين الساحلين الشمالي والشرقي، وتقع جميعها في مسار الطيور المهاجرة من شرق ووسط أوروبا، بحسب دراسة حديثة أعدتها الباحثة مروة العزب، بكلية الآداب جامعة عين شمس.
وتعد محطة الزعفرانة وجبل الزيت والغردقة، هي مراكز إنتاج الكهرباء من الرياح، أما مواقع الساحل الشمالي فكلها خارج الخدمة، لانتهاء عمرها الافتراضي.
الدراسة التي تحمل اسم “توطن محطات إنتاج الكهرباء من الرياح في مصر”، ونشرتها مجلة البحث العلمي بالكلية في عددها الأخير، ذكرت أن الأقاليم الجغرافية التي أُنشئت فيها محطات الرياح، تقع كلها في مسار الطيور المهاجرة من أوروبا إلى المناطق الدفيئة في شرق ووسط أفريقيا.
وتعد مصر محطة لاستقبال الطيور، التي تستمر في الطيران على طول امتداد البحر المتوسط لتستريح في مصر، وخلال فصل الخريف يمر مئات الآلاف من الطيور المهاجرة من شرق أوروبا وشمال آسيا، في طريقها إلى الدفء الأفريقي.
ذروة هجرة الطيور تكون في الفترة من نهاية شهر أغسطس وبداية شهر سبتمبر، وفيه تمر أسراب متلاحقة، أهمها طيور السمان والأبالق والهداهد والطيور الجارحة.
الموسم الثاني يبدأ منتصف شهر أغسطس وحتى نهاية أكتوبر، وهو الموسم الرئيسي لاستقبال مئات الآلاف من الطيور المهاجرة، وبداية من شهر ديسمبر وحتى فبراير تصل الطيور المهاجرة من أوروبا، أما رحلة العودة فتبدأ اعتبارا من مارس وحتى نهاية مايو.
ويتباين التأثير على مسارات الهجرة بين المحطات، يقل هذا التأثير في الغردقة، بسبب انخفاض طول التوربينات، في حين تواجه محطة جبل الزيت مشكلة وقوعها في مسار الطيور، لارتفاع التوربينات إلى 105 أمتار.
تعترض توربينات الهواء مسارات الطيور، وقد تتسبب في موت أو هلاك بعضها، خاصة المهددة بالانقراض، لذا يجب تحديد أماكن إنشاء التوربينات بعناية.
وقالت الباحث الرئيسي في الدراسة إن عوامل توطن مزارع الرياح، تعتمد بشكل أساسي على متوسط سرعة الرياح واتجاهها وشبكات البنية التحتية والقرب من الشبكة الكهربائية الموحدة، ثم مساحات الأراضي التي تشغلها واستخداماتها، ومسارات هجرة الطيور ومخرات السيول والعواصف الترابية.
وتضيف: من الصعوبة تحقيق كل هذه العوامل مجتمعة في مكان واحد، لكن ما يحدث هو المفاضلة بينها، ولأن سرعة الرياح العامل المؤثر الرئيسي في إنتاج الكهرباء، فلذلك تعتمد مزارع الرياح في توطينها على متوسط الرياح في المقام الأول.
بحسب الدارسة فإن سرعة الرياح ترتفع في مناطق الزعفرانة ورأس غارب وخليج الزيت، لتتراوح بين 9 إلى 10.3 م / ث، بينما تنخفض سرعة الرياح في العريش والفرارفرة والاسكندرية والقصير واسوان لتسجل ما بين 2.5 الى 5.5 م/ث.
By Hatem Moushir – محطة الزعفرانة Link
بحسب تقييم أجراه باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية لسرعات الرياح على مستوى العالم في العام 2005، فإن نحو 13% من مسطحات العالم يمر فيها رياح أعلى من 6.9 متر/ث، وهو الحد المناسب لتوليد الكهرباء من الرياح.
وتعد مصر في مرحلة بداية الاعتماد على طاقة الرياح في إنتاج الكهرباء، وتعتمد مزارع الرياح على متوسط سرعة الرياح واتجاهاتها بشكل رئيسي.
وبشكل عام فإن أكثر الرياح السائدة في مصر هي الشمالية، ما عدا الشتاء، الذي تسود فيه الرياح الغربية، والشمالية الغربية.
تنتشر محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح في مصر على مساحة 229.4 كيلو متر، منهم 198.5 في البحر الأحمر فقط.