منتدى الطاقة الأوروبي الآسيوي: احتياجات النفط والغاز مؤمنة لربع قرن

أكد تقرير لمنتدى الطاقة الأوروبي الآسيوي في فيينا أن احتياجات السوق العالمي من النفط والخام ستظل مؤمنة لمدة 25 عاما على الأقل على الرغم من الأزمات المالية المتكررة في سوق الطاقة، لافتا إلى أن تمويل مشروعات الطاقة سيكون متوافرا ومتاحا بقوة في مشروعات النفط والغاز خاصة من الموارد غير التقليدية وذلك على نحو كبير بعد 2020.
وأوضح التقرير الدولي أن السوق حاليا يتطلب عملا جماعيا ولا بديل عن مرحلة المشاركة في المسؤولية من كل الأطراف لاستعادة التوازن الكامل والنمو المستدام في السوق، مضيفا أن روسيا تتمتع باحتياطات هائلة من النفط والغاز خاصة في بحر قزوين ولكنها حاليا تواجه منافسة شرسة مع النفط والغاز الصخريين اللذين يتم إنتاجهما في الولايات المتحدة، مشددا على أن مزيدا من إنتاج الغاز سيشعل المنافسة بين امدادات خطوط الأنابيب والغاز المسال اللذين يؤثران على بعضهما بعضا.
ويرى التقرير أن الصين انتهت بالفعل من بناء احتياطات ضخمة من كل موارد الطاقة ولكنها تواجه حاليا مشكلات تباطؤ الطلب بسبب ارتفاع الديون التي تصل إلى تريليون دولار، معتبرا أن أبرز التحديات التي تواجه إمدادات الطاقة في آسيا تتمثل في المساحات والمسافات الشاسعة للقارة، الأمر الذي يرفع تكلفة نقل الطاقة عبر خطوط الأنابيب خاصة في المناطق الجبلية الوعرة ما يجعل المستقبل لإمدادات الغاز الطبيعي المسال.
إلى ذلك، قال” يانس كوباتشي” مدير جمعية الطاقة السلوفينية، إن سوق الطاقة في مرحلة تحول مهمة وتحتاج السوق إلى تعزيز التجارة وجذب الاستثمارات الجديدة ودعم أمن الإمدادات والحفاظ على المعروض في مستويات جيدة ومتوازنة مع الطلب بالتوازي مع رفع مستوى الكفاءة وجذب التكنولوجيا.
وأضاف كوباتشي أن الأسواق تعيش مرحلة الوفرة والرخص في موارد الطاقة الكربونية وهذا أمر غير إيجابي للاقتصاد العالمي ومن هنا جاءت أهمية جهود المنتجين في إصلاح وضع السوق من خلال تعزيز نمو الأسعار والوصول إلى علاقة صحية ومتوازنة بين العرض والطلب.
ومن جانبها، توضح” جولميرا رازيفا”كبير الباحثين في مركز دراسات الطاقة الاستراتيجية في أذربيجان، أن بلادها تعد مصدرا مهما للنفط والغاز خاصة إلى الأسواق الأوروبية وتركيا وتولى اهتماما خاصا للتعاون مع “أوبك” لضبط المعروض النفطي العالمي، مشيرة إلى أن السوق بدأت بالفعل التعافي وأهم مؤشر على ذلك الانخفاض المستمر في فائض المخزونات. وأضافت رازيفا أن هناك مشروعات مشتركة مستقبلية في مجال الغاز، منوهة إلى أن السوق تتجه بقوة نحو حالة تنوع الإمدادات وأن أسعار الغاز تحديدا تشهد حالة من التنافسية الواسعة في الأسعار، لافتة إلى أن أذربيجان مرتبطة بعقود طويلة مع السوق الأوروبية تصل إلى 25 عاما. وشددت رازيفا على أن أغلب المنتجين يسعون إلى تعزيز قدراتهم في مشروعات المنبع ويلجأون إلى تحقيق هذا الهدف عن طريق الدخول في شراكة إنتاجية مع دول أخرى معتبرة أن دول “أوبك” تعد شريكا استثماريا متميزا لأغلب المنتجين من خارج المنظمة، كما الدول المستهلكة تستثمر أيضا في زيادة وارداتها من النفط والغاز كما هو الحال في تركيا.
ومن ناحيتها، تقول” سارين أبادو” محللة شؤون النفط والغاز في شركة “إيه كنترول”، إن صادرات النفط والغاز ستظل محور اقتصاديات المنتجين التقليديين على الرغم من جهود التنوع الاقتصادي، مشيرة إلى أن الاستثمارات مطلوبة بشدة لتحديث قطاع الطاقة ليكون مواكبا للتحديات والمتغيرات المتلاحقة في السوق.
وأشارت أبادو إلى أن انخفاض أسعار النفط الخام في منتصف 2014 رفعت مستوى شهية المنتجين لإجراء إصلاحات جادة وسريعة في قطاع الطاقة، موضحة أن إنتاج الكهرباء يعتمد على الغاز حاليا بنسبة كبيرة في أغلب دول العالم ولكن من المخطط له على المدى الطويل استبدال الغاز بالطاقة المتجددة. من ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط أمس بفعل توقعات بزيادة في مخزونات الخام الأمريكية، لكن تعليقات الحكومة الروسية بخصوص احتمالات تعزيز التعاون مع “أوبك” لتنسيق تخفيضات الإنتاج حدت من الخسائر. وبحسب “رويترز”، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63.26 دولار للبرميل، بانخفاض 25 سنتا، أو ما يعادل 0.39 في المائة عن التسوية السابقة.
ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 29 سنتا أو 0.43 في المائة إلى 67.83 دولار للبرميل، بعدما صعد 0.7 في المائة الثلاثاء. وأظهر استطلاع لآراء محللين في القطاع أنه من المرجح ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي، لتزيد 200 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 30 (مارس).
وقال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، إنه من المحتمل تأسيس منظمة مشتركة بين “أوبك” والمنتجين المستقلين بعد انتهاء سريان اتفاق خفض الإنتاج الحالي في نهاية هذا العام.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي على عكس التوقعات مع زيادة إنتاج مصافي التكرير، بينما تراجعت مخزونات البنزين وارتفعت مخزونات نواتج التقطير.
وأظهرت بيانات من إدارة المعلومات أن مخزونات الخام هبطت 4.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثلاثين من (مارس) بينما كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا زيادة قدرها 246 ألف برميل.
وارتفعت المخزونات في مركز التسليم في كاشينج بأوكلاهوما 3.7 مليون برميل، وزادت مصافي التكرير استهلاك الخام بواقع 141 ألف برميل يوميا، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.7 نقطة مئوية.
وأشارت بيانات إدارة المعلومات إلى أن مخزونات البنزين تراجعت بمقدار 1.1 مليون برميل بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 1.3 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بواقع 537 ألف برميل بينما كان من المتوقع أن تهبط 1.1 مليون برميل، وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 847 ألف برميل يوميا إلى 5.72 مليون برميل يوميا.