المرزوق: نتطلع لعودة الاستثمارات لتنمية الاقتصاد العالمي

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”أن استثمارات النفط الصخري الاميركي التي كانت مصدرا لحصة كبيرة من النمو في الإمدادات في خلال السنوات الثلاث الماضية تمر حاليا بفترة من بطء إنتاجية الآبار، وتسارع التضخم في التكاليف، وتباطؤ نمو عدد الحفارات، وزيادة القيود والصعوبات في الوصول إلى أسواق رأس المال.
ولفت تقرير حديث لـ “أوبك” -حول نتائج الاجتماع الخامس للجنة الوزراية المعنية بمراقبة وتقييم اتفاق خفض الإنتاج – إلى أن قرارات الاستثمار النهائية الجديدة المتعلقة بمشاريع شركات النفط قد انخفضت بشكل ملحوظ إلى أقل من المتوسطات التاريخية والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير في المستقبل على نمو المعروض النفطي.
ونقل التقرير عن عصام المرزوق وزير النفط ورئيس اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق خفض الإنتاج تأكيده أن الجميع يتطلع إلى اليوم الذي تنشط فيه الاستثمارات وتعود بقوة مرة أخرى إلى المستويات الصحية وهو ما سيجعل الاقتصاد العالمي قويا وأكثر نموا.
وشدد التقرير على الحاجة إلى تعميق الشراكة على المدى الطويل وتوطيد علاقات التعاون المستمر بين دول أوبك والشركاء من المنتجين خارج المنظمة وهو ما يسهل قطع شوط طويل نحو الوصول إلى الأهداف المشتركة وتحقيق صالح الصناعة والاقتصاد العالمي ككل.
وأوضح التقرير أن مؤشرات السوق إيجابية خاصة ما يتعلق بالطلب، لافتا إلى أن التقديرات السابقة كانت تشير إلى أن مستويات النمو في الطلب على الخام أقرب إلى الثبات عند مستوى نحو 1.3 مليون برميل يوميا في كل من عامي 2017 و2018، ولكن الصورة تبدلت وفق واقع السوق حيث رصدت “أوبك” زيادة كبيرة في مستويات الطلب العالمي على النفط بنحو ما يقرب من مليوني برميل يوميا هذا العام وأوائل العام المقبل.
وأضاف التقرير أنه مما لا شك فيه أن هذا النمو المتوقع في مستوى الطلب سيسهم في تحقيق مزيد من التخفيضات في مستوى مخزونات النفط التجارية ويعجل بتوازن السوق وبدعم آخر من ارتفاع مستويات المطابقة والالتزام بالتخفيضات الجماعية للإنتاج من قبل منتجي أوبك وشركائهم من المنتجين المستقلين الآخرين بقيادة روسيا.
وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة اوبك أن خطة عمل “أوبك” قد تغيرت وتطورت كثيرا على مدار هذا العام عقب التوصل إلى اتفاق الجزائر الجزئي، مؤكدا أنه ليس هناك شك في أن كل هذه الإنجازات كانت تستحق هذه المجهودات وهذا العناء الكبير، مشيرا إلى أن هناك دلائل واضحة على أن السوق تستعيد التوازن مشددا على ضرورة الاستمرار في الالتزام بالعمل على تحقيق أهداف وغايات إعلان التعاون تحقيقا تاما.

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد ارتفعت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي بعد موجة صعود بفعل عدم الاستقرار الجيوسياسي في إقليم كردستان العراق الذي ساعد برنت على تحقيق أقوى أداء في الربع الثالث منذ عام 2004.
ومن المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الصخري الاميركي للشهر العاشر على التوالي في أكتوبر ليسجل 6.1 ملايين برميل يوميا، وتتوقع دانييلا كورسيني الخبيرة الاقتصادية المعنية بسوق السلع الأولية لدى «إنتيسا سان باولو»، أن يظل ارتفاع إنتاج النفط الصخري وإنتاج ليبيا ونيجيريا هو الخطر الرئيس الذي يهدد جهود أوبك لتقييد المعروض العالمي

Print Friendly, PDF & Email