أسباب ارتفاع أسعار النفط في 2017

في تناولها لاسباب ارتفاع اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية هذا العام، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية: ان اسعار النفط شهدت انتعاشا قويا جدا منذ يناير من هذا العام، بعد انخفاض كبير في العام 2015.

وفي يناير من العام الماضي، انخفض سعر الخام إلى ما دون 29 دولارا للبرميل، ولكن منذ ذلك الحين اتخذت الاسعار اتجاها صعوديا، حيث ارتفعت لتلامس 59 دولارا في الأسبوع الماضي مسجلة أعلى مستوى لها في عامين.

وتساءلت الصحيفة: لماذا يرتفع سعر النفط؟ من المرجح أن يعود ارتفاع الأسبوع لما فوق 59 دولارا لتهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باغلاق انبوب النفط الذي ينقل النفط العراقي بعد ان صوت الاكراد في البلاد لصالح الاستقلال في استفتاء عام. ولكن بالنظر إلى الفترة منذ يناير 2016، فإن خفض العرض العالمي ادى بالفعل إلى إحداث فرق حقيقي.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت أوپك أن اعضاء الكارتل النفطي وافقوا على خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا. علاوة على ذلك، وافقت روسيا، التي ليست عضوا في أوپيك، على خفض انتاجها بمقدار 600 الف برميل يوميا.

وإجمالا، يبلغ هذا التخفيض الاجمالي حوالي 2% من مجموع الإنتاج النفطي العالمي. وكان ثمة شكوك حول جدية الاتفاق عندما تم الإعلان عنه، واعرب البعض عن شكوكهم في أن تخفض السعودية إنتاجها، ولكن الكثير من النقاد تساءلوا عما إذا كانت الدول الصغرى في أوپيك ستلتزم بتعهداتها، ناهيك عن روسيا.

ومع ذلك، فقد تم الحفاظ الاتفاق وانخفض الإنتاج، بل ان الامر تعدى الى ما هو أكثر من ذلك، عندما تم تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر أخرى في مايو. وفي الوقت نفسه، ارتفع الطلب على النفط مع ثبات قوة النمو الاقتصادي العالمي هذا العام.

ومضت الصحيفة الى القول: هل يمكن أن تسجل الاسعار مزيدا من الارتفاع؟ هناك الكثير من اللغط أنه سيتم تمديد فترة خفض الإنتاج مرة اخرى، والاقتصاد العالمي لايزال يبدو مزدهرا جدا، وهذا يوحي بارتفاع اخر للأسعار.

ومن ناحية أخرى، يتوقع ارتفاع انتاج النفط الصخري الأميركي في عام 2018، ومن شان ذلك الحيلولة دون تحقيق المزيد من المكاسب على صعيد الاسعار، لأن ارتفاع انتاج النفط الصخري الأميركي هو جزء حاسم من هذه القصة.

وقد ظهرت تقنيات جديدة على مدى السنوات العشرين الماضية، مما يعني أنه يمكن الآن استخراج احتياطيات نفطية اميركية كبيرة بتكلفة معقولة، وكانت نتائج هذا الارتفاع في الإنتاج هي الحافز الذي دفع السعودية للتحرك لخفض أسعار النفط في 2014.