وكالة الطاقة تنتقد تركيز الاميريكيين على زيادة الحفر وتجاهل كفاءة الحقول

أكدت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها عن إنتاجية الحفر في الآبار الأمريكية أن مستوى كفاءة وإنتاجية الحقول الأمريكية الجديدة انخفضت في يونيو الماضي وذلك للشهر العاشر على التوالي.
وتوقعت أن يتواصل انخفاض إنتاج كل منصة حفر أمريكية في الفترة المقبلة، حيث إن المشغلين يقومون بحفر آبار أكثر مما يحتاجون وبأعداد كبيرة ولا يركزون على الوصول إلى أقصى درجات كفاءة المنصات والحقول.
وأضافت الوكالة في أحدث تقاريرها أنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة 9.3 مليون برميل يوميا في عام 2017، بزيادة 0.5 مليون برميل يوميا مقارنة بعام 2016.
وأوضح تقرير الوكالة أنه في عام 2018 من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الخام الأمريكي إلى 9.9 مليون برميل يوميا في المتوسط، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 9.6 مليون برميل يوميا في عام 1970.
ونقل تقرير “وورلد أويل” عن وكالة الطاقة أن معظم النمو في إنتاج النفط الخام الأمريكي بحلول نهاية عام 2018 سيأتي من تشكيلات صخرية ضيقة داخل منطقة بيرمي في تكساس ومن خليج المكسيك الفيدرالي.
وقال التقرير إن الإنتاج في بعض المناطق مثل منطقة بيرمي، تمكن المشغلون نسبيا من الحفاظ على التدفق النقدي الإيجابي بسبب محاولة خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية وزيادة نشاط التحوط من جانب المنتجين، وكثير منهم باعوا الإنتاج في المستقبل بأسعار أعلى من 50 دولارا للبرميل، ويمكن أن تسهم التدفقات النقدية المتاحة في نمو الحفارات في هذه المنطقة على الرغم من أسعار النفط الخام الضعيفة نسبيا منذ ديسمبر 2016.
وفي هذا الإطار، قال لـ”الاقتصادية” أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية، إن السوق تتجه الآن بقوة نحو تصحيح الأوضاع وعلاج أوجه الخلل السابقة، مشيرا إلى أن دول “أوبك” تبذل جهودا حثيثة بقيادة السعودية لتقييد المعروض النفطي كما أن الإنتاج الأمريكي، الذي عادة ما ينتعش بشكل غير مدروس بمجرد تعافي الأسعار يتجه الآن إلى التقلص من جديد، وهو ما اتضح في عودة تباطؤ نمو الحفارات مرة أخرى.
وأكد أن فصل الصيف عادة ما يشهد نموا قويا على الوقود، وهو ما حدث بالفعل وأدى إلى السحب كثيرا وبوتيرة سريعة من مخزونات الوقود الأمريكية وتواكب ذلك مع تعافي في مؤشرات الطلب على النفط الخام في الصين واستمرار معدلات النمو القوية في الهند، ما حرك كثيرا من الركود الذي حدث في مستويات الطلب في الفترة الماضية.
من جانبه، أوضح لـ”الاقتصادية” سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن المخزونات النفطية فقدت 26 مليون برميل منذ نهاية يونيو الماضي وهو تراجع جيد ومؤثر في خلال نحو شهر واحد، ما أدى إلى عودة أسعار النفط الخام فوق مستوى 50 دولارا للبرميل لأول مرة منذ مايو الماضي، وهو ما يمكن تلخيصه في نجاح خطة تعاون المنتجين بقيادة “أوبك” نحو دفع السوق مرة أخرى إلى استعادة التوازن. وقال إن الزيادات التي طرأت على إنتاج “أوبك” في يونيو الماضي تجري حاليا السيطرة عليها وإعادة منظومة العمل وفق اتفاق خفض الإنتاج إلى المسار الناجز والأكثر فاعلية، مشيرا إلى أن جهود خفض الإنتاج في “أوبك” جيدة، وهو ما أدى إلى تراجع الواردات النفطية الأمريكية من إنتاج “أوبك” في يونيو بنحو 2.6 في المائة.
بدوره، أكد لـ”الاقتصادية” مايكل تورنتون المحلل بمبادرة الطاقة الأوروبية، أن أسعار النفط الخام من المتوقع أن تتجاوز مستوى 55 دولارا بنهاية العام الجاري وبداية العام المقبل كما أن مستوى المخزونات على الأرجح ستتم زيادة السحب منه بشكل جيد ومتسارع بما يدفع نحو تعافي الأسعار وبقائها في مستويات جيدة وملائمة للسوق.
وقال إن تحقيق مستوى الأسعار في شهر يوليو أعلى مستوى مكاسب على مدار العام بمكسب بلغ 8.3 في المائة، يؤكد أن الإجراءات الحالية كافية والتي اتخذتها “أوبك” والمنتجون المستقلون واستمرار تحسن مؤشرات السوق وتعافي الأسعار قد يجعل خطة “أوبك” تزداد في مصداقيتها وتأثيرها على السوق، وبالتالي قد لا يكون ملحا التفكير في تعميق تخفيضات الإنتاج في المرحلة الراهنة.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط نحو 2 في المائة لينزل عن أعلى مستوياته في شهرين أمس، مع استمرار كبار منتجي الخام في العالم في ضخ مزيد من الإمدادات مما يثير قلق المستثمرين من أن مكاسب مطردة استمرت لأسابيع ربما دفعت الأسعار لأبعد مما ينبغي.
وزاد إنتاج “أوبك” في تموز (يوليو) حسبما أظهر مسح أجرته رويترز أمس الأول، رغم اتفاق خفض الإنتاج. وأدى ذلك إلى عمليات بيع بعد أن ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي أكثر من 16 في المائة منذ أواخر حزيران (يونيو) الماضي.
وقال فيل فلين المحلل لدى مجموعة برايس فيوتشرز في شيكاغو “يبدو أن الأمر فني بدرجة أكبر وقد أدى ذلك إلى جانب تقرير أوبك إلى دفع الجميع صوب محاولة الخروج سريعا في نفس التوقيت”.
ومن المتوقع أن تظهر تقارير المخزونات الأمريكية التي تصدر هذا الأسبوع تراجع مخزونات الخام 2.9 مليون برميل الأسبوع الماضي لتواصل انخفاضها للأسبوع الخامس على التوالي.
وتحدد سعر التسوية لخام القياس العالمي برنت منخفضا 94 سنتا بما يعادل 1.8 في المائة عند 51.78 دولار للبرميل في حين تراجع الخام الأمريكي 1.01 دولار أو 2 في المائة ليغلق عند 49.61 دولار للبرميل.
وقال بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي “الطلب الأمريكي على البنزين زاد إلى المستويات المرتفعة المسجلة العام الماضي وانخفضت المخزونات الأمريكية على الأخص في الساحل الشرقي”.
وإجمالا انخفضت مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة 10 في المائة من مستوياتها المرتفعة المسجلة في أواخر آذار (مارس) الماضي، إلى 483.4 مليون برميل.
وعلى الرغم من انخفاض المخزونات الأمريكية، هناك مؤشرات على أن أسواق النفط العالمية ستظل تحظى بوفرة في الإمدادات، ما يكبح زيادات أخرى في السعر.
وأظهر مسح أجرته “رويترز” أن إنتاج منظمة أوبك من النفط زاد هذا الشهر 90 ألف برميل يوميا إلى أعلى مستوى في 2017 عند 33 مليون برميل يوميا بقيادة تعاف آخر في الإمدادات من ليبيا، وهي واحدة من بلدين معفيين من اتفاق لخفض الإنتاج. وحقق النفط الخام الأمريكي أمس الأول، ارتفاعا بنسبة 0.7 في المائة، وصعدت عقود برنت بنسبة 0.8 في المائة، في سادس مكسب يومي على التوالي.
وعلى مدار شهر تموز (يوليو) المنصرم حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 8.3 في المائة، في أول مكسب شهري خلال خمسة أشهر، وبأكبر مكسب شهري خلال هذا العام، بدعم علامات على تحسن الطلب في الولايات المتحدة والصين، واستمرار “أوبك” والمنتجين المستقلين في العمل على تحقيق التوازن بالسوق.
وفي الولايات المتحدة وعلى حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، انخفضت مخزونات الخام خلال الأسبوع المنتهي 21 تموز (يوليو) لأدنى مستوى في ستة أشهر، وفقدت المخزونات نحو 27 مليون برميل منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي. وتشير التوقعات إلى انخفاض المخزونات بنحو 4.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي 28 يوليو، في خامس انخفاض أسبوعي على التوالي، في علامة على استمرار تحسن الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم. وبعد اجتماع المنتجين في سانت بطرسبرج الروسية تعهدت السعودية والكويت والإمارات بخفض الصادرات خلال الأشهر المقبلة بهدف تقليص وفرة المعروض بالسوق.
وقال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي إنه يري أن إعادة التوازن للسوق تحدث بسرعة أكبر خلال النصف الثاني من هذا العام.
وارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 49.97 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 49.46 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت أكثر من ثلاثة دولارات، مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 46.01 دولار للبرميل.

Print Friendly, PDF & Email