هل يستفيد الاردن من عصر الطاقة المتجددة ؟

بدأ العالم يدرك أخيراً ، أن العصر الحالي هو عصر الطاقة المتجددة بلا منازع، في وقت تتجه معظم الدول المتقدمة نحو الطاقة المتجددة بكل أنواعها، لما لها من ميزات اقتصادية وبيئية استطاعت أن تنافس الطاقة التقليدية وتتفوق عليها؛ولم يعد لمخاوف الطاقة المتجددة أي مبرر، بعد أن اصبحت قليلة الكلفة متوفرة، منافسة، ومتاحة للجميع، ولم تعد حكرا على أحد.

وفي نهاية عام 2016 بلغت نسبة الطاقة المتجددة 5% تقريباً من استهلاك الكهرباء محليا، ويتطلع الأردن إلى أن تصبح مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة 20% من استهلاك الكهرباء في الفترة الواقعة بين 2020 و2025، علماً بأن الأردن سجل رقم 3 عالمياً من حيث حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة نسبة لمجمل الدخل القومي، إلا أن خبراء بيئية يرون بأن على الاردن تقديم المزيد للاستفادة من عصر الطاقة المتجددة.

يقول الخبير البيئي الدكتور ايوب ابو دية أنه في عصر الطاقة المتجددة هذا من الحكمة إعادة قراءة المشهد في العالم على الأقل أربع مرات في السنة لأن الطاقة المتجددة تجدد نفسها دوما وتزيد من كفاءتها وتخفض من أسعارها شهراً إثر آخر.

وأوضح أن العالم المتقدم أدرك هذه الحقيقة مؤخراً وبخاصة بعد افتتاح محطة لطاقة الرياح في محافظة استراليا الجنوبية بقدرة تجميع 100 ميجاواط من الكهرباء، وبذلك فإن مدينة بأكملها يمكنها أن تستغني عن الشبكة الكهربائية وتعمل فقط على طاقة الرياح وتخزينها في البطاريات، حتى عندما ينقطع المدد وتتدنى سرعة الرياح فإن البطاريات تقدم الكهرباء بلا انقطاع.

وبين أن بطاريات الليثيوم غدت تتطور اليوم بسرعة فائقة بحيث أصبحت البطارية أصغر حجماً وأقل تكلفة وأكثر كفاءة ولم يعد لها أي أثار سلبية على البيئة، فضلاً على أنه يمكن إعادة تدويرها بسهولة وتعيش لمدة لا تقل عن سبعة وعشرين عاماً ويمكن ربطها بالتوازي، أي أنك بإمكانك إضافة بطارية إلى ثانية إلى ثالثة وهكذا حسب الطلب على الكهرباء.

وقال، أنه وفي هذه الأثناء فإن دولة مثل اسكتلندا التي كانت نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في إنتاج حاجتها من الكهرباء نحو 30% عام 2015 فإنها تطمح أن تستكمل حاجتها من الطاقة المتجددة بنسبة 100% في عام 2020 ثم تصبح بعد ذلك بعشر سنوات، أي في عام 2030، كافة كهربائها ومركباتها ومصانعها تعمل على الطاقة المتجددة.

أما في العالم العربي فإن المغرب تتصدر مسرح الطاقة المتجددة حيث تساهم الطاقة المجددة بنسبة 35% حالياً وتتطلع إلى أن تصبح 42% عام 2020 ثم 52% عام 2030.

أما رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان فقال أن الاقتصاد الاخضر هو مستقبل الاقتصاديات في العالم بأسره وأن الدول التي تتطلع الى الازدهار فهي تلك الدول التي بدأت تتوسع في هذا الاقتصاد.

و حذر الشوشان من عواقب هذا القرار الذي سيؤثر سلبا على حجم سوق مركبات الهايبرد والتي شكلت من أهم مصار تخفيف الانبعاثات الغازية في الاردن خاصة وأن قطاع النقل يعتبر أكبر مستهلك للطاقة في الاردن وثاني أكبر منتج للغازات الدفيئة في المملكة,

وشدد الشوشان على أن الاردن وقع على مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات الملزمة بتخفيض الانبعثات والتي اصبحت تلزم الأردن بتخفيض الانبعاثات وهو ما يشكل اخلالا بهذه الاتفاقيات.

واعتبر الشوشان أن رفع الضريبة الخاصة على سيارات الهايبرد هو خطوة للخلف على الجانب الاقتصادي على المدى البعيد، لما له من اثار تحسب في تكلفة التدهور البيئي على المدى البعيد بالاضافة الى تراجع الاردن عن تشجيع الاقتصاد الاخضر.

Print Friendly, PDF & Email