نفط الكويت :مسح زلزالي جديد في جزيرة بوبيان وغرب الكويت

كشف مدير الاستكشاف في شركة نفط الكويت، محمد دواس العجمي، أن أهم المشاريع المستقبلية التي ستقوم مجموعة الاستكشاف بتنفيذها قريباً طرح مناقصة لتنفيذ عمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد لتغطية جزيرة «بوبيان».
وأعلن العجمي انتهاء أحد أكبر المشاريع الجيوفيزيائية المرتبطة بالمياه الضحلة في العالم، والمتمثل في مشروع المسح الاستكشافي ثلاثي الأبعاد لمنطقة جون الكويت والمناطق المحيطة بها، مشيداً بدور الوزارات والهيئات التي ساهمت في تذليل العقبات لإنجاز المشروع كأحد مشاريع خطة التنمية للدولة.
وعقب إعطاء الدروع التكريمية لهذه الجهات، كشف العجمي أن «نفط الكويت» طرحت مناقصة جديدة لتنفيذ مسح استكشافي ثلاثي الأبعاد لمنطقة غرب الكويت والواقعة على الحدود السعودية والعراقية، وهو ما يتطلب التنسيق مع الجهات الحكومة والخاصة.
وأكد العجمي أن مجموعة الاستكشاف تشهد تطوراً ملحوظاً على أكثر من مستوى، أهمها الخبرات الفنية والتطبيقات الناجحة لأحدث التقنيات، وهو ما أدى لتحقيق العديد من النجاحات خصوصاً في التعامل مع المكامن الصعبة وغير التقليدية مثل مكامن العصر الجوراسي، والتي «حققنا فيها العديد من الاكتشافات في كل أرجاء البلاد».
وأوضح أن الخطط الاستراتيجية لمجموعة الاستكشاف تتركز على محورين أولهما اكتشاف مكامن جديدة في جميع مناطق اليابسة، وثانيها البدء في استكشاف وتحديد الإمكانات النفطية للمنطقة البحرية مما سيؤدي إلى زيادة المخزون النفطي، وكذلك العمر الافتراضي للنفط والغاز.
واعتبر أن احتفالية «نفط الكويت» بانتهاء المسح الزلزالي تعتبر مثالاً للتنسيق والتكامل بين العديد من الهيئات المختلفة، حيث أدت إلى إنجاز هذه المشاريع حسب ما هو مخطط فنياً وزمنياً، ويؤكد حرص «نفط الكويت» على التواصل مع كل هيئات الدولة للتنسيق والتعريف بمشاريع الشركة الحالية والمستقبلية.
وقال إن مجموعة الاستكشاف هي المسؤول عن جميع عمليات الاستكشاف للمناطق اليابسة والبحرية في الكويت، حيث تتعدد نواحي الأنشطة والتخصصات الفنية بها، مشيراً إلى حجم الاستكشافات الأخيرة التي أعلن عنها والنجاحات التي تحققت.
ولفت إلى أن هناك المسوحات الجيوفيزيائية ومنها الجاذبية، المغناطيسية والكهرومغناطيسية والمسوحات الزلزالية بأنواعها ثنائية وثلاثية ورباعية الأبعاد، ثم تأتي عمليات معالجة البيانات وتحليلها وتفسيرها، وكذلك تقوم المجموعة بالدراسات الجيولوجية والجيوكيميائية، وعلى ضوء النتائج يتم تحديد المناطق والنطاقات الجيولوجية ذات الاحتمالات الهيدروكربونية ومواقع الحفر الاستكشافي.
وأكد أن «الدور الرئيسي لمجموعة الاستكشاف بشركة نفط الكويت هو إضافة احتياطات جديدة من النفط والغاز الطبيعي والمساهمة في تعويض الإنتاج اليومي من كل الحقول الحالية المنتجة».
وأوضح العجمي أن اختلاف وتنوع مناطق البحث والاستكشاف، وما يتطلبه ذلك من تخطيط وتحديد لطرق المسح الزلزالي واختيار التقنيات والمعدات اللازمة يتطلب التواصل والتنسيق المسبق للتعريف بمشاريع شركة نفط الكويت الحالية والمستقبلية وللوصول إلى أعلى درجات التعاون مع جميع مؤسسات وهيئات الدولة لضمان نجاح هذه المشاريع وتطبيق أعلى معدلات الامن والسلامة وتنفيذ مشاريع شركة نفط الكويت في زمن قياسي.
وأوضح العجمي أن عمليات مشروع المسح الاستكشافي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لـ«نفط الكويت» نظراً لاستخدام تقنيات حديثة ومتطورة ومتنوعة في تسجيل بيانات المسح الجيوفيزيائي، مما يتطلب كفاءات وخبرات على مستوى عال، إضافة إلى المتابعة الدقيقة على مدار الساعة.
وذكر أن المساحة الإجمالية للمسح الاستكشافي لجون الكويت والمناطق المحيطة بلغت 3300 كم مربع، تمثل 19 في المئة من مساحة الكويت، لافتا الى بدء العمليات الحقلية في أغسطس 2015 والانتهاء منها في مايو 2017، قبل الجدول الزمني المحدد بشهرين ومن دون وقوع اي حوادث، مما يعتبر إنجازاً.
وبين أن «نفط الكويت» تشرف حالياً على عملية معالجة البيانات ومن ثم تحليلها ورسم الخرائط وغيرها من العمليات للوقوف على النتائج التي من المتوقع أن تكون مبشرة، مشيراً إلى أنه «يهدف هذا المشروع الضخم الى الحصول على صورة جيولوجية دقيقة وتفصيلية للمنطقة الممتدة بين حقل (برقان) الكبير وحقل (بحرة) مرورا بحقل (مدينة) الموجود تحت مياه جون الكويت».
وأضاف ان التحديات التي واجهت عمليات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لمنطقة جون الكويت والمناطق المحيطة به تمثلت في مسائل فنية وميدانية، موضحا ان التحديات الفنية كانت في طبيعة البيئات المختلفة البحرية والبرية والمناطق السكنية ومناطق السبخات وكيفية تسجيل ودمج المعلومات، مبينا أن الشركة ولأول مرة تستخدم نظام اللاسلكي في تسجيل البيانات.
أما بالنسبة للتحديات الميدانية، فقد قال العجمي «تمثلت في كيفية التنسيق بين الجهات المختلفة للعمل عند بدء أعمال المسح الزلزالي سواء في البحر أو المناطق السكنية أو البرية والذي كان واضحاً منذ توقيع العقد حرص «نفط الكويت» بالتخطيط المسبق ووضع الجداول الزمنية الدقيقة للتنفيذ.