التحديات الجديدة لمدراء تقنية المعلومات التي سببها التحول إلى الأعمال الرقمية في الشرق الأوسط، فهم اليوم بحاجة إلى المزيد من الابتكار، وقدرة أكبر على مواكبة التغييرات، فضلاً عن ضرورة حفاظهم على المستويات المطلوبة من التحكم والإدارة.
وتتأثر كافة القطاعات في الشرق الأوسط بشكل واضح بالتحول الكبير نحو الاقتصاد الرقمي الجديد وعصر إنترنت الأشياء القادم الزاخر بمزايا الاتصال. وقد أظهرت آخر الأبحاث التي أجرتها شركة “في إم وير” أن 68% من قادة الأعمال في الشرق الأوسط على سبيل المثال، يقولون بإن إدارة تكنولوجيا المعلومات لاتقتصر على أقسام تكنولوجيا المعلومات بل تحولت إلى باقي الأقسام التي تعنى بالأعمال نتيجة لهذا التحول الرقمي.
هذا وقد بينت النقاشات التي جمعتني بمدراء تقنية المعلومات خلال ملتقى VMware Executive Exchange في دبي مؤخراً أن تأثير التحول الرقمي القائم على الحوسبة السحابية قد وصل الآن إلى كافة الإجراءات والعمليات ضمن الشركات، بدءاً من الحوكمة، ومروراً بقضايا الامتثال لأمن المعلومات، ووصولاً إلى القوانين الناظمة، مما يضيف مزيداً من التعقيدات والتحديات.
ماهو دور مدراء التقنية في الاستجابة لحالة اللامركزية التي باتت تشهدها تكنولوجيا المعلومات
مع زيادة حالات اللامركزية التي تشهدها تقنية المعلومات في الشرق الأوسط، ظهرت تحديات أكبر أمام شركات التقنية وأصبح من الواضح أن كل وحدة أعمال تحتاج إلى وضع أجندة خاصة بالتحول الرقمي.
وبهذه المناسبة، قال براين غاماج، الرئيس التنفيذي للتسويق التقني لحوسبة المستخدم النهائي لدى في إم وير: “يعمل مدراء تقنية المعلومات في الشرق الأوسط، لمواجهة ذلك، على إعادة تحديد استراتيجياتهم في الوقت الذي يتطلعون فيه إلى تعزيز قدراتهم في إدارة السحب الحوسبية المتعددة وتعزيز السيطرة والابتكار أيضاً. وبات هؤلاء المدراء يشكلون صلة وصل حيوية ضمن شركاتهم على نحو متزايد، وباتوا يمثلون الجسر الواصل بين تكنولوجيا المعلومات وقطاع الأعمال ويلعبون دوراً هاماً في دفع النمو الحقيقي واستغلال الفرص المتاحة”.
أحد أفضل مدراء تقنية المعلومات في الشرق الأوسط هو داني داغر من بنك عودة، وهو أكبر بنك تجاري في لبنان وواحد من أسرع البنوك نمواً في الشرق الأوسط. وقد تم تحويل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في بنك عودة بشكل كامل من خلال خدمات “في إم وير” Cross-Cloud Architecture الممتدة على مختلف منصات الحوسبة السحابية والتي تدعم عمليات أتمتة السحابة الخاصة والمحاكاة الافتراضية وأدوات التعافي من الكوارث. وبعد أن تحولت تكنولوجيا المعلومات إلى إحدى مصادر الإيرادات اليوم، بات يتمتع بنك عودة بقدرة أكبر على التوفير لجهة النفقات الرأسمالية بملايين الدولارات الأمريكية.
وفي معرض حديثه عن تجربته الخاصة في قيادة عملية تحويل بنية تكنولوجيا المعلومات في بنك عودة، قال داغر: “يقوم مدير تقنية المعلومات بقيادة فريق العمل الذي يمتلك فهماً جيداً للتوجهات التقنية الناشئة، وينبغي أن ينظر مدير تكنولوجيا المعلومات في كيفية تأثير هذه التوجهات على مختلف القطاعات وبذلك يمكنه هو وفريق العمل توقع الطرق التي ستؤثر بها التكنولوجيا في تشكيل القطاع الذي ستتركز فيه أعمالهم، وكيف يمكنهم البقاء دوماً على بعد خطوة متقدمة ضمن البيئة التنافسية.
إشراك أعضاء مجلس الإدارة في دفع الابتكار نحو التحول الرقمي
مع وصول مستويات الإنفاق المشترك على تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات والسعودية إلى 13 مليار دولار أمريكي في عام 2017، بات مدراء تكنولوجيا المعلومات بحاجة إلى جعل التكنولوجيا تتفاعل بشكل أسرع وأن
يحافظوا على المرونة وأمن المعلومات بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق. ولتحقيق ذلك، هناك ثلاثة مبادرات تقنية رئيسية يجب على هؤلاء المدراء الاهتمام بها بشكل كبير:
– دمج السحابة العامة بهدف الوصول إلى بيئة تشغيلية مشتركة.
– تحديث البنية التحتية لمراكز البيانات والتحول نحو نموذج عمل مُعرف بالبرمجيات بهدف أتمتة تكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء وتطبيقات الأجهزة الجوالة الحديثة والآمنة.
– النهوض بأمن المعلومات لرفع سوية وكفاءة أدوات الحماية ابتداءاً من مراكز البيانات ووصولاً إلى الأجهزة المرتبطة بها.
بينما بات مدراء تقنية المعلومات في الشرق الأوسط يدركون أن التحول الرقمي يخلق إمكانات جديدة لقطاع الأعمال ويقود نماذج أعمال مبتكرة وتجارب مميزة للتقنيات الجوالة بالإضافة إلى تجارب جديدة للعملاء، لابد أنهم بحاجة أيضاً إلى تعزيز كفاءتهم في التأكد من اعتراف أعضاء مجلس الإدارة بضرورة دعم التحول الرقمي وتبني خطوات جدية لتنفيذه.