عالم صناعة الغاز

هل المحركات الكهربائية صديقة للبيئة؟ «1»
م. عبدالرحمن النمري

بقلم :م. عبدالرحمن النمري
عود على بدء، تناولت في المقال السابق شرحا موجزا عن مصادر الطاقة المختلفة بشقيها الناضبة والمتجددة. ومررت في عجل على الوقود الأحفوري الذي ينتمي إليه الغاز الطبيعي موضوع هذه السلسلة من المقالات وموقعه في سلم ترتيب مصادر الطاقة العالمية. بعد ذلك بدأت جولتنا الفنية بطبيعة المكامن التي تحوي الغاز الطبيعي وطرق استخراجه. عندما يتم استخراج الغاز الطبيعي من مكامنه “غير المصاحب” يتم نقله من حقوله عبر أنابيب خاصة إلى منطقة التجميع ومنها إلى منشأة متطورة تقوم بمعالجته وتنقيته وذلك بإزالة الشوائب عنه وفصله. تسمى هذه المنشأة الصناعية بمحطة الفصل. أما الغاز المصاحب الذي سبق أن عرفناه في المقال السابق أنه يأتي مصاحبا للنفط حين استخراجه. هذا النوع من الغاز يجب فصله عن النفط والماء إن وجد قبل نقله إلى معامل الفصل والمعالجة. تتم عملية الفصل بواسطة جهاز مخصص يسمى “الفاصل” ووظيفته فصل النفط والغاز والماء عن بعضها بعضا للاستفادة منها على حدة. يمر الغاز الطبيعي بكثير من العمليات الفيزيائية والكيماوية المعقدة التي تهدف إلى تنقيته من بعض الشوائب غير المرغوب فيها. من هذه الشوائب على سبيل المثال لا الحصر مركبات الكبريت والزئبق حتى يصل تركيز هذه الشوائب إلى مستويات مقبولة وفق المقاييس العالمية. الجدير بالذكر أن الغاز الطبيعي ليس مصدرا للطاقة وحسب، بل إن له استخدامات كثيرة ومتعددة. يستخدم الغاز الطبيعي في الطهي والتدفئة وتسخين المياه، كما أنه يستخدم في بعض معدات محطات توليد الكهرباء، حيث يتم توليد الكهرباء بإحراق الغاز الطبيعي والاستفادة من حرارة الحرق لتوليدها. ومن الأمثلة على استخدام الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء الولايات المتحدة حيث تصل نسبة الكهرباء التي يتم توليدها من الغاز إلى 34 في المائة‏. يعتبر الغاز المصدر الأول لتوليد الطاقة الكهربائية في أمريكا حيث تملك قرابة 1793 محطة لهذا الغرض. في قطاع البتروكيماويات يستخدم الغاز الطبيعي في صناعة الأسمنت والبلاستيك بأنواعه المختلفة وغيرها الكثير. ولعلي أوضح هنا أن الغاز الطبيعي عديم الرائحة، ولكن يضاف له بعض الروائح قبل الاستخدام كإجراءات سلامة لكشف التسربات. إذا كان هناك فائض من هذا الغاز فيكون التصدير هو الإجراء المجدي المتبع خصوصا للدول التي من الله عليها بوفرة منه تتجاوز الحاجة المحلية إلى أغراض صناعية وتجارية. طبيعة الغاز الفيزيائية تجعل نقله من دولة إلى أخرى ليس بالأمر الهين. هناك طريقتان لنقل الغاز وتصديره تعتمدان على طول المسافة بينهما، الأولى تتم بواسطة الأنابيب الممتدة على اليابسة أو المغمورة بالمياه، إذا كانت المسافات معقولة. أما إذا كانت المسافات بعيدة فيتم تصدير الغاز الطبيعي في سفن خاصة بعد تسييله. سأتناول في المقال القادم بإذن الله تعالى آلية تسييل الغاز الطبيعي والغرض من ذلك.

Print Friendly, PDF & Email