قال مختصون فى مجال أن هناك احتمالات شبه مؤكدة بأن تسجل أسعار النفط قفزة بمقدا سبعة دولارات في حال تطبيق عقوبات أمريكية على فنزويلا.
وأوضح دييجو بافيا مدير شركة “إينو إنرجي ” للطاقة في هولندا إن تصاعد الأزمة السياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا كانت لها تداعيات ملحوظة على سوق النفط وقادت إلى ارتفاع الأسعار بعدما هددت الولايات المتحدة بوقف تصدير نفطها الخفيف إلى فنزويلا التي تنتج نفطا ثقيلا وتمزج النفطين وتعيد التصدير مرة أخرى.
وأشار الى أن توتر العلاقات بين الدولتين، وكلاهما منتج كبير للنفط أدى إلى غياب الاستقرار في السوق وتسجيل الأسعار مستويات هي الأعلى في شهرين، مشيرا إلى أن قطع الإمدادات النفطية الأمريكية عن فنزويلا ستكون له تأثيرات واسعة في اقتصاديات هذه الدولة المثقلة بالأعباء والمشاكل الاقتصادية منذ تهاوي أسعار النفط الخام في النصف الثاني من عام 2014.
وأضاف أن الأزمة السياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا رفعت حالة القلق والتوجس في الأسواق على مستقبل الإمدادات، وأسهم هذا الأمر إلى جانب تراجع المخزونات وتباطؤ نمو الحفارات – الذي تباطأت بأكبر وتيرة في 14 شهرا – في دعم الأسعار وتعزيز خطة أوبك وشركائها في تنشيط سوق النفط.
وكانت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي قد قفزت فوق 50 دولارا للبرميل لفترة وجيزة أمس، وبحلول الساعة 0654 بتوقيت جرينتش بلغت 49.97 دولار للبرميل، لتظل مرتفعة 25 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة عن آخر سعر إغلاق.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 52.85 دولار للبرميل مرتفعة 33 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة. وبلغت الأسعار 52.90 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة وهو أعلى مستوى لها منذ 25 أيار (مايو)، ومع الزيادة في الأسعار يتجه العقدان للارتفاع للجلسة السادسة على التوالي.
وارتفعت الأسعار نحو 10 في المائة منذ آخر اجتماع لأعضاء بارزين في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ومنتجين كبار آخرين من بينهم روسيا، وبحث الاجتماع إجراءات محتملة لتخفيض المعروض في أسواق النفط.
وتدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات على قطاع النفط الحيوي في فنزويلا ردا على انتخابات أجريت أمس الأول لاختيار جمعية تأسيسية انتقدتها واشنطن.
لكن متعاملين يقولون إن الدعم الأكبر للأسعار يأتي حاليا من تراجع المخزونات في الولايات المتحدة.
وحول ذلك ، كشف تقرير “أويل برايس” الدولي عن أنه منذ بداية الربع الثالث من العام الجاري لجأ منتجو النفط الصخري الأمريكي إلى إجراء تخفيضات واسعة في الميزانيات ورؤوس الأموال التي تضخ في الصناعة بسبب انخفاض أسعار النفط على مدى الربع الثاني.
وقال التقرير- المتخصص في صناعة النفط – إنه بعد سبعة أشهر من تطبيق اتفاق خفض الإنتاج بقيادة أوبك ما زالت أسعار النفط أقل مما كانت عليه في نهاية العام الماضى لكون المخزون العالمي ما زال مرتفعا واستمرار الزيادة في الإنتاج الأمريكي على الرغم من مكاسب الأسعار التي تحققت في الأيام الماضية.
وأوضح التقرير أن تعثر أسعار النفط في الربع الثاني جعل بعض المنتجين والمستثمرين الأمريكيين في حالة قلق حيث لجأوا
إلى تضييق أوجه الإنفاق بعدما جاءت الأسعار على عكس التوقعات المفرطة في التفاؤل في بداية هذا العام.
ونوه التقرير إلى أن المنتجين الأمريكيين يعتزمون الحفاظ على درجة عالية من الانضباط المالي في هذه المرحلة وهناك حالة من التحفظ تجاه التوسع في الإنفاق بدون التأكد التام من مردود ذلك على العائدات والتدفقات النقدية.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاع قياسي هو الأعلى في شهرين خاصة بعدما تفاعلت الأسواق مع احتمال فرض عقوبات أمريكية على فنزويلا وهي منتج رئيسي في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”.
كما تلقت الأسعار دعما من استمرار تراجع المخزونات الأمريكية وتباطؤ نمو الحفارات مما رفع مستويات الثقة باتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده أوبك بالتعاون مع روسيا وعشرة منتجين مستقلين واستمرار جهود السعودية في تقليص المعروض من خلال إقدامها الشهر المقبل على تقييد مستوى صادراتها النفطية عند 6.6 مليون برميل يوميا.