تزايد الإنتاج الأميركي أحبط جهود «أوبك» لموازنة السوق

اكد خبراء أنه على أعضاء أوبك العمل المشترك والتنسيق الأفضل لتحقيق نجاح ملحوظ، من خلال تقييد الانتاج. واذا لم يفعلوا هذا، ربما يتراجع السعر على الرغم من الارتفاعات الأخيرة التي وصلت الى أكثر من 9 في المئة خلال يوليو. من شأن هذا الارتفاع أن يفتح المجال أمام المنتجين غير التقليديين في الولايات المتحدة وكندا لاستغلال ضعف أوبك.
لكسب حرب الأسعار، يقترح خبراء أن على اعضاء أوبك المحافظة على أسعار عالية نسبيا، أي بنطاق 50 الى 55 دولاراً للبرميل، لأن الأسعار العالية فوق هذا النطاق ستجذب المزيد من الزيت الصخري الأميركي والزيت الرملي الكندي والمعروفة بالمصادر غير التقليدية للسوق، ما يرفع التخمة التي لم تختف بعد. كما عليهم الحفاظ على موقف موحد في الاجواء الجيوسياسية المتوترة والمضطربة.
لن تستمر مشكلات أوبك الى الأبد. اذا ارتفع الطلب العالمي على النفط، وهذا لا يحدث بسرعة، ستتغير الصورة وتنتعش الأسعار. وربما الحل العملي هو المزيد من التعاون والتنسيق مع منتجين من خارج أوبك، مثل روسيا والنرويج والمكسيك.
خيار الانهيار
الخيار الآخر الذي يحمل في طياته مخاطر كبيرة للدول الأعضاء في أوبك هو انتاج أقصى ما يمكن انتاجه من النفط، واغراق السوق وتهاوي الأسعار حيث يتوقف منتجي الزيت الصخري عن العمل كليا. لكن هذه الاستراتيجية ستمنع الاستثمار في مشروعات التنقيب والاكتشاف، ما سيخلق عجزا في الامدادات في عام 2020 وفيما بعد.
حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الاستثمار في مشروعات التنقيب تتقلص، وستؤدي الى أزمة امداد في السنوات القليلة المقبلة. كما جاءت تحذيرات مشابهة في مؤتمر اسطنبول للطاقة الشهر الماضي بهذا الخصوص.
وهذا الخيار الصعب يطرح عدداً من التساؤلات المؤلمة، منها:
– هل تستطيع الدول الأعضاء في أوبك العيش مع أسعار متدنية، في نطاق 20 الى 25 دولارا للبرميل؟
– هل يستطيعون التأقلم مع الأسعار المتدنية؟
– هل سيكون لهذه الاستراتيجية الخطرة تأثير سلبي في رؤية السعودية 2030 وطرح اسهم ارامكو في بورصة لندن للاكتتاب العام في عام 2018؟
– هل توافق الدول الأعضاء في أوبك على اعتماد سياسة التقشف عاما أو عامين، في ظل أسعار نفط متدنية جدا؟ هل هم قادرون على تحمل الألم؟
ارتفاع الانتاج الأميركي سيحبط جهود أوبك في ابقاء الأسعار فوق 50 دولارا للبرميل. ولا تزال السعودية، القائد الفعلي لمنظمة أوبك، تتحمل العبء الأكبر من التخفيضات في الانتاج وتطالب الآخرين بتعميق هذه التخفيضات. وجهود التخفيض ساعدت منتجي النفط في الولايات المتحدة بضخ المزيد، وهذا يؤدي الى تدني الأسعار أقل من 50 دولارا في الربع الأخير من عام 2017.
بحسب موقع سي أن بي سي، يتوقع محللون انخفاض الأسعار الى 40 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2017، لكن مصرف يو بي أس السويسري يتوقع سعر 60 دولارا للبرميل في النصف الثاني من العام، بينما تتوقع شركة بي أم بي للبحث سعر 55.20 دولارا للبرميل.

Print Friendly, PDF & Email