كتب :م.أحمد العربيد
لا مثيل في العالم أجمع لحوض النفط في منطقة الشرق الاوسط، إذ يقدر حجم النفط الذي يحتويه هذا الحوض بتريليونين (التريليون يساوي الف مليار) من براميل النفط. وهذا الحوض يمتد من سلطنة عمان جنوبا الى اربيل شمالا في كردستان العراق، ويلامس الحدود التركية.
هذا الحوض يضم دول الخليج العربي وايران والعراق، ويمثل ثلثي المخزون النفطي العالمي، الذي يقدر بثلاثة تريليونات برميل.
لا يوجد مثيل لحوض النفط الشرق اوسطي في العالم أجمع حتى الآن، لكنه أيضا من غير المعقول ان يكون هذا الحوض هو الوحيد الذي يحوي هذا القدر من المخزون النفطي على كوكب الارض.
من المتوقع ان تكون تركيا من الاراضي التي تحتوي على مخزون نفطي يماثل الحوض الشرق اوسطي، لاسباب عديدة، اهمها انها جيولوجياً تقع بين دول واقاليم تمتلك ثروات نفطية كبيرة. ومن هذه الدول المحاذية لها ايران والعراق وسوريا، اما القريبة منها فهي اذربيجان واسرائيل بعد اكتشاف وانتاج الغاز الطبيعي في مياهها، إضافة إلى المناطق المهمة مثل بحر قزوين وبحر ايجه. اما على الاراضي والمياه التركية، فهناك توقعات كبيرة في البحر الاسود وبحر ايجه وفي مقاطعات باتمن واديمان، لا سيما مع تحقيق نجاحات في دول مجاورة بلغت ما يقارب 60 مليار برميل من المخزون النفطي.
يمكن أيضا التنبؤ باحتمال ان الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، التي أسقطت الامبراطورية العثمانية، قد اجمعت على ضرورة حرمان الدولة التركية في معاهدة لوزان من البحث والاستكشاف وانتاج النفط في الاراضي والمياه التركية لمدة مائة عام، ابتداء من عام 1923. هذه الدول اتخذت هذا القرار لاعتقادها باحتمال وجود مخزون نفطي كبير في تركيا.
اما نمو الصناعة النفطية في تركيا، فمن المتوقع حدوث قفزة عظيمة من النهضة الصناعية في قطاع النفط التركي بدأت ملامحه تظهر للعيان. وسوف تبلغ هذه النهضة ذروتها الاولى في 2023، وهو العام الذي سيسمح فيه للدولة التركية بالانطلاق بصناعتها النفطية بعد انقضاء الحظر الذي فرضته معاهدة لوزان.
من هذه المعالم والمؤشرات نجاح تركيا في الدخول بمشاريع نقل الغاز والنفط من دول المصدر ومنها ايران الى الدول الاوروبية الواقعة تحت مطرقة الغاز الروسي. كما ان تركيا تعد الدولة الأعلى في المعدل السنوي لنمو الطاقة بين دول منظمة الطاقة الاوروبية للسنوات الـ 15 الماضية.
وغني عن القول ان الموقع الاستراتيجي لتركيا والقدرة الصناعية التى اكتسبتها في غضون العقدين السابقين والتنافسية العالمية التي حققتها ستؤهلها لدخول الصناعة النفطية العالمية بكفاءة واقتدار. ان النجاح الذي حققته تركيا من دون اعتمادها على النفط كفيل بان يدفعنا ان نتنبأ بنجاحات صناعية كبيرة لتركيا حين تقوم بتفعيل مقوماتها النفطية، وأمامها فرصة ذهبية بأن تعزز قيمة الثروات النفطية للإنسان، وتكمل ما قدمه الفكر الغربي الصناعي للبشرية من نقلة نوعية في معيشة الانسان. هناك ما زال الكثير في النفط من عجائب تزيد الانسان رخاء ورفاهية. عسى ان تضيف الحقبة النفطية ابداعا فكريا وصناعيا يكون عملا جاذبا تضيف فيه تركيا الى فنونها في التمثيل كحريم السلطان وارطغل، ما يكون حافزا للمبدعين و الموهوبين.