تحية للعاملين في القطاع النفطي

بقلم : فراس عادل السالم
لفت انتباهنا الحديث الذي يدار عن موظفي القطاع النفطي خلال الفترة الاخيرة، خصوصا حول انتاجية العاملين به ومدى استحقاقهم للرواتب التي يتقاضاها موظفو هذا القطاع المهم، وربما الأهم بالنسبة لاقتصاد بلدنا، فالقطاع النفطي ونشاطه يحرك البلاد، كلما أتى مشروع نفطي جديد كالمصفاة الرابعة على سبيل المثال، نرى الشركات العالمية تتهافت على مطار الكويت الدولي وعند وصولها تتجه الى مدينة الأحمدي عاصمة النفط بالكويت، لعقد الاجتماعات، وليس مدينة الكويت، حيث تتمركز جميع الشركات النفطية هناك لتعرض ما لديها من خدمات وخبرات ومنتجات وحلول لعل وعسى تنال عقدا ما أو جزءا من المشاريع المطروحة، فمنذ اكتشاف النفط، هذه النعمة التي رزقنا بها الله سبحانه وتعالى، تغير حال وطننا العزيز وأصبح على ما عليه الآن.
العاملون والموظفون في القطاع النفطي لهم بصمة واضحة من خلال اعمال الشركات النفطية الوطنية المتنوعة التي تعمل داخل البلاد وخارجها في شتى بقاع الارض، رافعة شعار واسم دولة الكويت على مرافقها ومقارها الدولية منذ أواخر القرن الماضي، فأصبحت مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة تحقق ايرادات بالمليارات لخزينة الدولة سنويا، الى ان بلغت عوائد النفط 90 في المئة من دخل الدولة، ما يجعلها المورد الأساسي للدخل بلا منازع لعقود طويلة من الزمن.
القطاع النفطي الكويتي يعمل به ما يقارب عشرين ألف موظف كويتي بشكل مباشر، ومنهم من يتجاوز حدود البلاد يوميا كالعاملين الكويتيين في عمليات الخفجي المشتركة لأداء واجبات العمل في رحلة ذهاب وإياب تقدر بـ 3 ساعات و45 دقيقة يوميا من بيوتهم الى مقر عملهم مع تحملهم عناء ازدحام المركز الحدودي في العطل والمناسبات، حيث ان طبيعة عمل هذا القطاع لا تعرف اجازة رسمية أو عطلة، فالعمل يجب أن يستمر بشكل سلس ومنتظم على مدار الساعة طوال ايام السنة، ما يتطلب مجهودا كبيرا جدا من ابنائنا العاملين بهذا القطاع، الذي يكون على حساب أهاليهم ومناسباتهم الاجتماعية، فمن المعيب ان ينتقص من جهدهم من لم يجربه او يسيء لهم، ولا يسعنا الا ان نشكرهم على عملهم، ونسأل الله ان يوفقنا واياهم لما يحب ويرضى.

Print Friendly, PDF & Email