قال الخبير والاستشاري النفطي “د.عبدالسميع بهبهاني” ان منظمة الدول المصدرة للنفط “أوپك” متضررة من انفصال كردستان العراق، وهناك أضرار محتملة على “أوپك” في انخفاض انتاج العراق لفترة لا تقل عن سنة (2018) بمقدار 650 ألف برميل يوميا، وهو ما قد يؤدي الى الإسراع في توازن السوق وهو إيجابي لفترة قصيرة.
وذكر بهبهاني، الذي يتقلد منصب مدير شركة أسكا للاستشارات البترولية، انه سيبرز على الساحة النفطية دولة او عضو جديد في «أوپيك» مؤثر وسط التضارب السياسي هو في الواقع إضافة تعقيد الى منظومة «أوپيك»، ولم يستبعد بهبهاني احتمالية فلتان التزام الدول الأعضاء من أهداف خفض إنتاج النفط وتأجيل التوازن المنشود.
وحول المؤثرات التي انعكست على أسعار النفط، قال بهبهاني انه خلال شهر سبتمبر الماضي حدثت عدة تغيرات لمنحنى سعر خامي برنت وتكساسالمتوسط ما يؤشر الى طروء عوامل مختلفة أثرت على الخامين، مبينا ان خام برنت ارتفع من 50.8 إلى 58.6 دولارا للبرميل (اي بفارق 8.15 دولارات)، بينما ارتفع خام تكساس المتوسط من 45.9 الى 52.1 دولارا للبرميل (أي بفارق 3.84 دولارات).
وذكر بهبهاني ان الفارق بين خام برنت وخام تكساس ارتفع من 4.9 دولارات الى 6.5 دولارات (اي بمقدار 1.6 الى دولارين)، وهذا يؤشر الى أن العوامل المباشرة المؤثرة مختلفة بين الخامين.
مؤشرات خام( تكساس ) حيث رصد البهبهاني 4 عوامل أساسية ذات اثر مباشر على خام تكساس خلال شهر سبتمبر وهي:
1- إعصار “هارفي”، 18 أغسطس، الذي أغلق 30 مصفاة في خليج المكسيك بين تكساس ولويزيانا لمدة أكثر من أسبوعين ما أدى الى تكدس النفط الخام في مجمع “كوشنج” اكلاهوما.
2- إعلان وكالة الطاقة الأميركية (المتفائل) في فبراير عن زيادة توقعات انتاج الصخري في 2018 الى 1 مليون برميل يوميا.
* وهذان العاملان أوحيا الى توقعات وفرة المعروض ومن ثم هبوط سعر نفط تكساس وزيادة الفارق مع خام برنت الى 6 دولارات للبرميل.
3 – ارتفاع ملحوظ للدولار أمام اليورو ما اثر على قرار المركزي الأميركي (FED) في تأجيل رفع الفائدة.
4 – البعد الجيوسياسي حول تصاعد التوتر بين كوريا الشمالية وبعض دول آسيا وبين الولايات المتحدة ما اثر على زيادة مخزون البنزين وانخفاض المخزون التجاري وفي أجواء التوتر السياسي إشارة الى عدم استقرار قادمة.
وقال ان عوامل الأثر المباشر السابقة إضافة الى الإطالة في قرار الموافقة للتصدير الخارجي أثرا على خام تكساس أدى الى توقعات وفرة المعروض ما غلب عليه طابع التشاؤم أكبر من التفاؤل، فانخفضت أسعار خام تكساس المتوسط وزاد الفرق بينه وبين برنت.
وأوضح البهبهاني أسعار خام برنت غلب عليه الأثر الجيوسياسي المباشر، حيث بعد تواترات الحرب الاقتصادية الباردة بين أكبر اقتصاديين يبرز توتر قادم مباشر أثر في محيط رابع أكبر مخزون نفطي وثالث أكبر منتج للنفط وهي العراق، ونزاع انفصال إقليم كردستان (45 مليار برميل).
وأكد ان كردستان تحوي المناطق النفطية كركوك (50% من إنتاج كردستان)، السليمانية وأربيل (المثبت فيها 25 – 8 مليارات برميل نفطي مكافئ)، كردستان تصدر 650 – 450 ألف برميل من النفط العراقي (400 ألف برميل يوميا من حقول كركوك) وهذا التحول الجيوسياسي له آثاره على العراق وعلى الدول ذات العلاقة بل وحتى منظمة أوپك.
وبين أن العراق متضرر لفقدانه إنتاج كركوك 400 ألف برميل يوميا، وفقدان مخزون نفط (كردستان) المثبت منه 25 – 8 مليارات برميل (30% من المخزون العراقي) وفقدان أنبوب نقل النفط العراق/ تركيا “سيهان”.
وحول الأضرار التي ستتأثر بها إيران، رصدها بهبهاني في تأثر أنبوب الغاز (تحت التأسيس) الى أوروبا من خلال تركيا الذي بدأت في إنشائه وحرب الحقول المشتركة بين إيران والعراق.
وشدد ان تركيا تضررت من انفصال كردستان، ولاسيما ان مرور أنبوبين من خلال كردستان وتركيا الى أوروبا وهما أنبوب النفط العراقي (سيهان) وأنبوب الغاز الإيراني وفقدان جدوى موقع تركيا الاقتصادي كحلقة وصل بين آسيا وروسيا وأوروبا وعرقلة التبادل التجاري، بين تركيا وإيران والذي يقدر بحوالي 30 مليار دولار، مشيرا الى أن هذا الضرر متسامح قابل ان يساوم بالمحفزات الاقتصادية والنفطية بين كردستان وتركيا وقابل ان ينتهي بمنافع تركية.
وقال ان كردستان الجديدة متضررة من عبء كبير مباشر على ميزانية الدولة من رواتب وديون والتزامات لشركات تصل الى اكثر من 9 مليارات دولار؛ حيث أن الحصار الأقتصادي وحروب وعدم الأستقرار قد يمتد الى اكثر من 3 أعوام.
وذكر أن العامل الجيوسياسي القادم المؤثر في خام برنت حقيقي واحتمال ان يؤدي الى نقص كبير في الإمداد ومع زيادة الطلب سيؤدي الى فترة “تذبذبات” قوية للنفط مع ارتفاع ملحوظ لمنحنى سعري فقاعي وقد بانت بوادره.