
مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في ضوء بيانات قوية من “أوبك” بنجاح اتفاق خفض الإنتاج واتجاه السوق بخطوات متسارعة نحو استعادة التوازن فيما ظل المنافس من الخام الأمريكي تحت وطأة مخاوف الانكماش بسبب تداعيات إعصار “نيت”.
كما تلقت الأسعار دعما من استمرار السعودية في تقليص صادراتها النفطية إلى جانب الانخفاض المستمر في مستويات المخزونات النفطية الأمريكية.
و قال المهندس “بيرت ويكيرينك” مدير أنظمة التشغيل في شركة “كيوا” للغاز في هولندا، إن أسعار النفط عادت إلى الارتفاع بسبب جهود السعودية المتميزة في تقليص الأسعار، كما حثت بقية المنتجين على تحقيق أعلى مستويات المطابقة لحصص خفض الإنتاج، مشيرا إلى أن اتفاق فيينا الذي تقوده “أوبك” لتقييد الإنتاج يحقق نجاحات جيدة وتدريجية وظهرت آثاره بشكل جيد واسع فيما يتعلق بتقلص المخزونات النفطية.
وأوضح أن دعوة “أوبك” لمنتجي النفط الصخري في أمريكا الشمالية لتحمل دورهم في المساهمة في استقرار السوق هي دعوة مهمة وجاءت في توقيت صائب انطلاقا من قناعة الجميع بأن استقرار الأسواق مسؤولية مشتركة لكل المنتجين وليس من المنطقي أن يعمل طرف في اتجاه معاكس للطرف الآخر، كما أن ازدهار الصناعة وتوازن السوق يصب في صالح الجميع.
أكدت”تي يتينج” مدير المعادن في شركة “آي أيه سنجابور “، أن العوامل الجيوسياسية عادت لتفرض نفسها بقوة مجددا على الشرق الأوسط بعد استفتاء استقلال كردستان التي أدت إلى تعاون تركيا والعراق لغلق الطرق وقطع إمدادات نفط كردستان إلى العالم، وهو ما يجدد المخاوف على الإمدادات بسبب غياب الاستقرار واحتمال تصاعد الصدام بين الإقليم ودولتي الجوار العراق وتركيا.
وأشارت إلى أن صدور تلميحات من “أوبك” بتمديد محتمل لخفض الإنتاج أسهم على نحو كبير في تعزيز مستوى الأسعار وزيادة أجواء الثقة في السوق نتيجة إصرار المنتجين على المضي قدما في خفض المعروض والاستفادة من نمو الطلب في الوصول إلى أهداف الاستقرار والتوازن المستدان في السوق.
وأوضح “فرانك يوكنهوفر” مدير مشروعات سيمنس في بلجيكا وهولندا، إن الاتصالات الناجحة التي جرت قبل أيام بين “أوبك” وروسيا من خلال أسبوع الطاقة الروسي التي أعقبتها مباشرة اتصالات مماثلة مع الهند من خلال منتدى سيراويك تعكس حالة الحراك والفاعلية في سوق النفط والتنسيق المستمر سواء على مستوى المنتجين وبعضهم بعضا في “أوبك” وخارجها وأيضا على مستوى المنتجين والمستهلكين.
وأضاف أن الدورة الاقتصادية الحالية كانت من أقسى الدورات في تاريخ سوق النفط الخام وجاءت آثارها السلبية الكبيرة بشكل أساسي فيما يتعلق بالاستثمارات النفطية التي انكمشت إلى المستويات التي أثارت حالة من القلق على مستقبل العرض، معتبرا أن الجهود الحالية للمنتجين ستقود إلى تدارك الموقف وبث الحيوية من جديدة في شرايين عجلة الاستثمار.
وفيما يخص أسعار النفط، ارتفعت أسعار النفط أمس، في الوقت الذي قالت فيه “أوبك” إن هناك مؤشرات واضحة على أن السوق تستعيد توازنها وفي الوقت الذي يظل فيه الإنتاج الأمريكي متأثرا بالإعصار نيت.
وأعلنت وزارة الطاقة السعودية في بيان رسمي أن شركة أرامكو ستحقق خفضا غير مسبوق قدره 560 ألف برميل يوميا في مخصصات العملاء خلال (نوفمبر) المقبل، وتخطط الشركات إلى تصدير نحو 7.15 مليون برميل يوميا على الرغم من الطلب المرتفع الذي تجاوز 7.7 مليون برميل.
وفي الولايات المتحدة تشير التوقعات إلى أن بيانات الطاقة التي تصدر في أوقات متلاحقة هذا الأسبوع سوف تظهر انخفاض مخزونات الخام للأسبوع الثالث على التوالي، في علامة على تحسن الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم.
وتراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 53.70 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 54.47 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني تراجع لها على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة بآخر تعامل في شهر (سبتمبر) الماضي الذي سجلت فيه 55.20 دولار للبرميل.
وكان “محمد باركيندو” الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أكد أمس الدورة الحالية لسوق النفط تعد الأكثر شراسة من جميع دورات النفط السابقة، مشيرا إلى أنه لا يستبعد اتخاذ المنتجين بعض التدابير غير العادية للوصول إلى أعلى مستويات الكفاءة للمرحلة المقبلة.