
قفزات متتالية سجلتها أسعار النفط الكويتي خلال الأيام الماضية ليقترب من حاجز الـ 60 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ 3 أعوام ونصف العام، حيث ارتفع سعر البرميل أول من أمس 96 سنتا في ليبلغ 58.06 دولارا مقابل 57.1 دولارا للبرميل، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية أمس.
وبذلك يكون برميل النفط الكويتي حقق أفضل سعر منذ يوليو 2015، قبل أن يبدأ عجلة التراجع وليستمر فترة طويلة دون هذا المستوى.
ومع تلك المستويات، فإن أسواق النفط تسير في اتجاه تصاعدي للأسعار مع حدوث استقرار نسبي نتيجة عدة عوامل أبرزها الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بين أعضاء منظمة «أوپيك» وكبار المنتجين من خارجها.
وقال الخبير النفطي محمد الشطي إن متوسط سعر النفط الكويتي ارتفع إلى مستوى لم يبلغه منذ يوليو 2015 ليبدأ سعر الخام مرحلة جديدة من التعافي بعد عامين من التذبذب والضعف بانتظار ما يسفر عنه اجتماع وزراء منظمة “أوپيك” في 30 نوفمبر الجاري.
وأوضح الشطي في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» أن أسعار النفط تعكس واقع ميزان الطلب والعرض، وقد جاء التحول نتيجة تضافر العديد من التطورات ولعل أبرزها توازن السوق الأميركية سواء من خلال سحوبات من المخزون التجاري النفطي أو تواضع الزيادات في الإنتاج الأميركي دون التوقعات السابقة أو انخفاض الواردات من النفط الخام من منظمة “أوپيك” ومن السعودية على وجه الخصوص.
وأشار الشطي إلى أن التوجهات الإيجابية للسوق جاءت بدعم من التصريحات الإيجابية التي صدرت في الأيام الماضية من روسيا والسعودية والتي أوضحت استعدادا أكبر لتمديد اتفاق الإنتاج، وتعهد بأن استراتيجية التخارج ستتم وفق ظروف تحافظ على استقرار الأسواق.
وذكر انه على الرغم من قوة أسواق النفط لكن أي صعود إضافي في الأسعار مرهون بسحوبات متواصلة من المخزون النفطي والتي من شأنها الإسراع في مسألة العرض والطلب، وأخيرا تقييد الزيادات في المعروض من ليبيا ونيجيريا والولايات المتحدة الأميركية.
ووفقا للارتفاعات الأخيرة، فإن معدل سعر النفط الخام الكويتي للسنة المالية الحالية 2017/ 2018 قد بلغ 49.2 دولارا للبرميل.
يذكر أن سعر برميل النفط الكويتي هو الأساس في حساب إيرادات الدولة في الموازنة العامة، حيث تساهم إيرادات النفط بنسبة 88% من إجمالي إيرادات الموازنة العامة للكويت.
والعالمي يستقر وسط تخفيضات “أوپيك” وتراجع المخزونات
وكالات: استقرت أسعار النفط الخام أمس مع تراجع مخزونات الخام الأميركية على الرغم من ارتفاع الإنتاج، بينما تواصل تخفيضات الإمدادات التي تقودها أوپيك تقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق.
وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 60.52 دولارا للبرميل بزيادة 3 سنتات عن سعر التسوية السابقة، وصعد برنت أكثر من الثلث منذ بلوغه أدنى مستوياته في 2017 في يونيو الماضي.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54.26 دولارا للبرميل، منخفضا 4 سنتات عن سعر التسوية السابقة، لكنه يظل مرتفعا نحو 30% عن أدنى مستوياته في 2017 والتي بلغها في يونيو.
وتعززت الثقة بدعم من الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوپيك» وروسيا هذا العام لتقليص الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في تايلند: إن التوازن بين العرض والطلب يواصل التحسن، وإن مخزونات النفط العالمية تتراجع، واصفا الالتزام بالاتفاق الذي تقوده أوپيك لخفض الإمدادات بأنه «ممتاز». غير أن بيانات تجارية رسمية من روسيا أظهرت أن إنتاج البلاد من النفط بلغ 10.93 ملايين برميل يوميا في أكتوبر، ارتفاعا من 10.91 ملايين برميل يوميا في سبتمبر. ولقي النفط دعما أيضا في تراجع مخزونات الخام التجارية الأميركية على الرغم من ارتفاع الإنتاج.
على صعيد آخر، قال مسؤولون في وزارة النفط وشركة تسويق النفط العراقية (سومو) إن صادرات البلاد من الخام من الموانئ الجنوبية في أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 3.346 ملايين برميل يوميا في المتوسط بزيادة بنحو 100 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع سبتمبر. وبلغت صادرات كردستان من الخام 419 ألف برميل يوميا في أكتوبر انخفاضا من نحو 600 ألف برميل يوميا.