أكد موقع “New Energy Update” المتخصص في شؤون الطاقة المتجددة أن شركة نفط الكويت تعتزم طرح مناقصة لتجربة تحسين استخراج النفط باستخدام الطاقة الشمسية البخارية والتي من المزمع طرحها خلال الربع الأخير من العام الحالي، وذلك تماشيا مع رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتأمين 15% من حاجة الكويت للطاقة من مصادر متجددة.
وأوضح الموقع ان المناقصة تهدف إلى إنتاج نحو 100 ميغاواط حراري من الطاقة البخارية التي سيتم توليدها من خلال استخدام الطاقة الشمسية؛ حيث سيتم حقن هذا البخار في مكامن حقل الرتقة النفطي الذي يتم استخراج النفط الثقيل منه شمال البلاد، وعند نجاح المشروع “التجربة” فإن نفط الكويت تعتزم تطبيق هذه التقنية على نطاق أوسع، وذلك لما لها من فوائد عديدة.
وأكد خبراء في هذا المجال، أن تقنية استخدام الطاقة الشمسية البخارية لتحسين استخراج النفط أصبحت ذات جدوى اقتصادية وبيئية كبيرة ومتنامية، وذلك نظرا لميزة التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها تلك التقنية، فضلا عما لها من آثار ايجابية عديدة، اضافة الى أنها تسهم بشكل فعال في تعزيز مفهوم الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة من خلال الحفاظ على الثروة النفطية لأجيالها المقبلة.
وعلاوة على إسهامها في توفير كميات كبيرة من الوقود المستهلك في عمليات انتاج البخار بالطرق التقليدية، فإن هذه التقنية الواعدة ستسهم ايضا في الحد من الانبعاثات الغازية الضارة التي تنبعث عادة من عمليات احراق الوقود.
كما انها ستساعد على مضاعفة انتاج الطاقة التي يتزايد الطلب المحلي عليها باطراد، إذ إن القطاع النفطي هو أكبر مستهلك للطاقة في دولة الكويت.
ووفقا لتصريحات مسؤولي القطاع النفطي في الكويت؛ فمن المتوقع ان يزداد الطلب على الطاقة بنسبة 200% خلال السنوات الاربع المقبلة، وبالتالي فإن التقديرات تشير الى ان العام 2030 سيشهد استهلاك ما يقرب من ثلث انتاج الكويت من النفط محليا من أجل تشغيل عمليات توليد الطاقة في حال استمرار اتباع الاساليب التقليدية جنبا إلى جنب مع تزايد انماط الاستهلاك.
وقد خصصت الكويت ميزانية مقدارها 75 مليار دولار من أجل تطوير احتياطاتها من الخام الثقيل في شمال البلاد، كما انها تخطط لإنتاج 270 الف برميل يوميا بحلول العام 2022، وهذا الأمر سيتطلب انتاج نحو 900 ألف برميل من البخار يوميا، لذا فإن تقنية استخدام الطاقة الشمسية البخارية لتحسين استخراج النفط ستمثل استراتيجية كفؤة وذات مستقبل واعد في دولة الكويت لدى تطبيقها على نطاق اوسع.
وأشار الموقع الى ان “نفط الكويت” كانت أهلت في البداية 11 شركة متخصصة في مجال استخدام الطاقة الشمسية البخارية لتحسين استخراج النفط، وهو الأمر الذي أدى إلى ضمان وجود صفوة الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وأظهرت نتائج تلك المناقصة حرص القطاع النفطي والجهات الوطنية القائمة عليه ممثلة في وزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية وشركة نفط الكويت على تبني احدث ما توصل إليه العلم من تقنيات، وفتح المجال أمام كبار أرباب هذه التقنية الفريدة من أجل ضمان تعددية العروض الفنية والمالية، وتحقيق الشفافية، الى جانب افساح مجال التنافسية بين اكبر شركات الطاقة الشمسية البخارية، وبالتالي ضمان تحقيق افضل النتائج والعوائد لدولة الكويت من خلال اعلى معدلات الكفاءة على مستويات التنفيذ والانجاز والتكاليف.
