بقلم : د. هيثم باحيدرة
تأتي المشكلات الاقتصادية المحيطة بمختلف صور الدعم للطاقة النووية في الوقت الذي تبدأ فيه طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الوصول إلى تكلفة رخيصة بما يكفي للتنافس مع طرق توليد الطاقة التقليدية، وذلك بعد سنوات من تلقيها الدعم. وقد بدأت حملة دعم المفاعلات العام الماضي بعد أن نجحت شركة إكسيلون في إبراز وجهة نظرها في نيويورك وإلينوي أنه نظرا لأن الطاقة النووية لا تسهم في الاحترار العالمي، فإن محطاتها يجب أن تحصل على الدعم لضمان تكافؤ الفرص مع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ووفقا لمطوري الطاقة النظيفة فهناك اختلافات رئيسة بين دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية من جهة والطاقة النووية من جهة أخرى. ففي حين حفزت أرصدة الطاقة المتجددة صناعة ناشئة، فإن غرض دعم الطاقة النووية هو الإبقاء على المحطات القديمة. وبينما يتنافس مطورو طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع بعضهم بعضا للحصول على الدعم، فإن الدعم المخصص للطاقة النووية يخدم تقنية واحدة. وقد لعبت صناعة الطاقة المتجددة وفقا لقواعد السوق التنافسية ما ساعد على وصولها إلى أسعار جيدة، ولن يكون دعم خطط الطاقة النووية رخيصا. وفي حال حصول كل مفاعل في الإقليم الشمالي الشرقي وإقليم الأطلسي الأوسط على دعم يساوي الدعم الذي حصلت عليه المفاعلات في ولاية نيويورك، فسيحتاج أصحاب الفائدة إلى دفع مبلغ إضافي قدره 3.9 مليار دولار سنويا، وفقا لمؤسسة استخبارات بلومبرج البحثية. ويواجه الدعم طعنا في المحاكم الاتحادية من قبل شركات توليد الطاقة بما فيها شركة دينيجي وشركة إن آر جي للطاقة. ومن منظور مؤيدي الطاقة النووية فإن تكلفة الامتثال للوائح التلوث متضمنة في تكلفة الوقود الأحفوري. والتكلفة الاجتماعية الأسطورية للكربون ليس لها قيمة صافية حالية في معدل الخصم في العالم الحقيقي. ولكن ماذا عن العوامل الخارجية للطاقة المتجددة؟ لا تندرج تكاليف توليد الطاقة الاحتياطية وانقطاع التيار الكهربائي بسبب التقطع في تكلفة مصادر الطاقة المتجددة. وبلغ الدعم الفيدرالي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ثلاثة إلى أربعة أضعاف دعم الطاقة النووية في عام 2013م. وشكلت النفقات المباشرة 2 في المائة فقط من دعم الطاقة النووية، في حين شكلت 72 في المائة و56 في المائة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح على التوالي. ومع ذلك وجدت صناعة الطاقة المتجددة الجرأة للشكوى من تخصيص ولايتي نيويورك وإيلينوي 500 و235 مليون دولار سنويا كإعانات إضافية للإبقاء على محطات الطاقة النووية عاملة في الولايتين. وبكل بساطة لا يمكن للطاقة الشمسية أن تعمل دون الحصول على إعانات ضخمة. وفي حين أن اقتصاديات طاقة الرياح آخذة في التحسن، فإن الطاقة المتجددة لا تزال باهظة التكلفة مقارنة بمحطات الفحم والطاقة النووية القائمة. وتتألف معظم الإعانات الاتحادية للنفط والغاز “96 في المائة” والفحم “71 في المائة” والطاقة النووية “67 في المائة” من الإعفاءات الضريبية. حيث إن الدعم المقدم للنفط والغاز ليس دعما فعليا، بل خصومات ضريبية قياسية وإهلاكا محاسبيا للأصول. ومن وجهة نظر إنسانية فإنه من المسلم به أن محاولات “نزع الكربون” من مصادر الطاقة تعرقل بشكل خطير الجهود الرامية إلى توفير توليد الكهرباء لأشد الناس فقرا في العالم. وقد قدم هذه الاستنتاجات المدمرة باحثون مهتمون بشكل بالغ بخفض أو القضاء على إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري من أجل التخفيف من حدة الاحترار العالمي. ومع ذلك فإن أخلص المدافعين عن الطاقة المتجددة لا يستطيعون إيجاد وسيلة لإثبات الادعاء بأن توليد الطاقة بنسبة 100 في المائة من المصادر المتجددة أمر ممكن.
الرئيسية مقالات