أكد تقرير “وورلد أويل” الدولي أن السعودية تقوم بدور ريادي رائع في سوق النفط حيث تعمل على تعزيز قوة الاقتصاد العالمي وضمان الاستقرار والنمو المستدام في الأسواق، مضيفة أنه لتحقيق هذا الهدف فإن السعودية تقوم بحشد المنتجين لمزيد من الالتزام نحو تفعيل العمل المشترك وتنفيذ تخفيضات الإنتاج وإنجاح اتفاق “أوبك” والمستقلين.
وأوضح التقرير الدولي -المتخصص في صناعة الطاقة – أن السعودية كثفت اتصالاتها مع نيجيريا وليبيا للاندماج في خطط استعادة الاستقرار والتعافي في السوق وزيادة جهود التنسيق والتعاون مع بقية المنتجين.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط تسير في الطريق الصحيح نحو التعافي حيث حققت نهاية الأسبوع الماضي أكبر مكسب أسبوعي منذ أواخر تموز (يوليو) ويرجع ذلك بالأساس إلى تعافي مصافي التكرير في ولاية تكساس الأمريكية من جراء تداعيات إعصار هارفي المدمر وهو ما أدى إلى صعود الطلب العالمي ونمو الحاجة إلى مزيد من النفط، كما أن توقعات الطلب جاءت كلها إيجابية ومبشرة.
وبحسب التقرير فإن سوق النفط خلال الأسبوع الماضي تلقت دعما واسعا من توقعات متفائلة لكل من منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية بشأن ارتفاع توقعات نمو الطلب وهو ما عزز وضع السوق.
وسلط التقرير الضوء على بيانات صادرة عن وكالة الطاقة التي أكدت فيها أن الطلب العالمي سيصعد هذا العام بشكل كبير مقارنة بعام 2015، وجاءت هذه البيانات بالتزامن مع رفع منظمة أوبك تقديراتها عن كمية النفط التي ستحتاج إلى تصديرها في 2018 بفعل توقعات باستهلاك أقوى للنفط في أوروبا و الصين .
وقال التقرير الدولي إن أجواء الثقة والتفاؤل عادت إلى سوق النفط بفضل هذه الحالة الإيجابية المحيطة بتوقعات صعود الطلب على الطاقة في الأسواق الرئيسية في العالم والمحركة لتطورات الأسواق والمؤثرة في تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وألمح التقرير إلى أن السوق كانت قد تعرضت لحالة من الفوضى وتقلبات الأسعار نتيجة إغلاق نحو 25 في المائة من مصافي التكرير الأمريكية جراء إعصار هارفي واسع التدمير الذي أدى إلى شلل واسع في القطاع النفطي الأمريكي على مدار الأسابيع الماضية وتمثل هذا في الاضطرار إلى إغلاق أو تقليص عمليات الإنتاج والتكرير مع ارتفاع مياه الفيضانات.
ونقل التقرير عن محللين نفطيين أن كل المؤشرات في السوق تؤكد أن الطلب قد انتعش حقا، ونتيجة لذلك حصلت الأسعار على قوة دفع جديدة وجيدة إلى أعلى، وخلال الأسبوعين الماضيين كافحت الأسعار للبقاء فوق مستوى 50 دولارا للبرميل، فقد كانت تقاوم تأثير الزيادة المستمرة السابقة في عدد حفارات النفط الصخري في الولايات المتحدة وما أدت إليه من زيادة واسعة في الإنتاج.
وأضاف التقرير أن دول أوبك وروسيا وشركاء آخرين يحاولون حثيثا السيطرة على حالة تخمة المعروض في الأسواق وتقديم حلول جذرية وفعالة لها، وفي هذا الإطار، بات المنتجون على مقربة من التوصل إلى توافق شامل على تمديد التخفيضات الإنتاجية إلى ما بعد انتهاء مدة الاتفاق في آذار (مارس) من العام المقبل.