اعصار “هارفى”يرفع أسعار النفط مع اتجاهه الى سواحل أمريكا

ارتفعت أسعار النفط في ظل استعداد قطاع النفط الأمريكي لتعطل محتمل للإنتاج مع اتجاه الإعصار “هارفي” إلى مركز قطاع النفط في البلاد في خليج المكسيك.
وتشتد قوة العاصفة سريعا منذ الخميس الماضى، وقد تتحول إلى أكبر إعصار يضرب البر الرئيسي الأمريكي في 12 عاما، وتتجه صوب المنطقة بين هيوستون وكوربوس كريستي على ساحل تكساس.
وبحسب “رويترز”، فقد ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 33 سنتا أو 0.7 في المائة عن التسوية السابقة ليصل إلى 47.76 دولار للبرميل، وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 38 سنتا أو 0.7 في المائة عن الإغلاق السابق ليصل إلى 52.42 دولار للبرميل.
وارتفعت الأسعار مع إغلاق منشآت الإنتاج في المنطقة المتأثرة استعدادا للإعصار، وفي ظل توقعات بأن عمليات الإغلاق قد تستمر إذا سببت العاصفة أضرارا واسعة.
وبعيدا عن التأثير المحتمل للعاصفة في قطاع النفط، لا تزال سوق الخام تشهد وفرة في المعروض العالمي رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” لخفض الإنتاج من أجل تعزيز الأسعار.
وتعهدت “أوبك” وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا هذا العام حتى نهاية الربع الأول من 2018، غير أن المنتجين ليسوا جميعا ملتزمين بتعهداتهم، وتظل مستويات الإمدادات عالية، ما أدى إلى استمرار تدني الأسعار.
وقالت لجنة مراقبة وزارية مشتركة بين “أوبك” والمنتجين المستقلين “إنه من الممكن تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد (مارس)، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد”، وأشارت اللجنة إلى أنها على ثقة بأن السوق تتحرك في الاتجاه الصحيح لكن كل الخيارات مطروحة، بما في ذلك تمديد اتفاق خفض المعروض لما بعد (مارس)، للتأكد من استقرار السوق.
وأضافت اللجنة في بيان “مخزونات النفط التجارية تراجعت في (يوليو) وأحدث متوسط خمس سنوات متراجع منذ بداية العام الحالي. وبدعم تقلص هامش العلاوة السعرية للتسليم الآجل على الفوري، فإن المخزون العائم في تراجع منذ (يونيو)”.
وتواصل اللجنة مراقبة العوامل الأخرى في سوق النفط وتأثيرها في عملية استعادة توازن السوق الجارية، وكل الخيارات، بما في ذلك احتمال التمديد لما بعد الربع الأول من 2018 مطروحة للتأكد من بذل كل الجهود لاستعادة توازن السوق.
وأشارت اللجنة إلى أن الاجتماع المقبل للجنة الوزارية الخماسية المعنية بمراقبة اتفاق خفض الإنتاج سيعقد في فيينا يوم 22 (سبتمبر) المقبل، وأن ليبيا ونيجيريا ستتم دعوتهما إلى كافة الاجتماعات الوزارية أو الفنية المقبلة لدول المنظمة وشركائهم من المستقلين لتفعيل دورهما في تحقيق الاستقرار قي سوق النفط.
ويرجع ارتفاع تخمة معروض الخام إلى أسباب من بينها الإنتاج الأمريكي الذي قفز 13 في المائة منذ منتصف 2016 إلى 9.53 مليون برميل يوميا، مقتربا من مستواه القياسي البالغ 9.61 مليون برميل يوميا المسجل في (يونيو) 2015.
وأوضح متعاملون أن الانخفاضات الحالية في مستويات مخزونات الخام الأمريكية مؤشر على سوق تتوازن تدريجيا رغم أن زيادة أخرى في الإنتاج كبلت السوق.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي للأسبوع الثامن على التوالي لتسجل أدنى مستوى لها منذ (يناير) 2016، في حين تراجعت مخزونات البنزين أكثر من المتوقع.
وانخفضت مخزونات الخام بمقدار 3.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 (أغسطس)، بما يتماشى إلى حد كبير مع توقعات المحللين بهبوط قدره 3.5 مليون برميل.
ونزل إجمالي مخزونات الخام الأمريكية إلى 463.2 مليون برميل، لينخفض 14 في المائة عن مستوى الذروة المسجل في نهاية (مارس) البالغ 535.5 مليون برميل، وزادت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 605 آلاف برميل يوميا.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك الخام في مصافي التكرير انخفض 104 آلاف برميل يوميا، وتراجع معدل تشغيل المصافي بواقع 0.7 نقطة مئوية إلى 95.4 في المائة من إجمالي طاقة التكرير، مع اقتراب موسم ذروة الاستهلاك الصيفية من نهايته.
وتراجعت مخزونات الخام في نقطة التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 503 آلاف برميل، وارتفع إنتاج الخام الأمريكي، الذي يسجل نموا مطردا، بمقدار 26 ألف برميل يوميا إلى 9.53 مليون برميل يوميا.
وزادت الصادرات الأمريكية، التي تشهد تقلبات على أساس أسبوعي، إلى 936 ألف برميل يوميا من 877 ألف برميل يوميا في الأسبوع السابق، بينما هبطت مخزونات البنزين 1.2 مليون برميل، فيما توقع محللون انخفاضها 643 ألف برميل.
وأشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت بواقع 28 ألف برميل مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها 93 ألف برميل.