
على ما يظهر، فإن الصورة المعهودة للنفط (المادة الخام الرخيصة والسهلة الاستثمار والتي تشكِّل أكثر من 95% من النفط المنتج حتى الآن) تبدو قاتمة. ولكن تبعا للتوقعات في عام 2010، ستحتاج اقتصاديات العالم المتعطشة للنفط إلى نحو عشرة بلايين برميل من النفط، زيادة على ما ستكون الصناعة النفطية قادرة على إنتاجه حينذاك. وهذا يعني نقصا في الإمداد بالنفط، يساوي نحو نصف إنتاج العالم منه عام 1997، قد يقود إلى هزات عنيفة في الأسعار وركود اقتصادي، وقد يؤدي أيضا إلى صراعات مسلحة.
ولكن هناك لحسن الحظ، أربعة تجديدات تقانية رئيسية جاهزة لملء الجزء الأكبر من هذه الفجوة، وذلك عبر تسريع الاستكشاف لمكامن نفطية جديدة، وعبر زيادة مؤثرة في نسبة النفط الذي يمكن استخراجه من الحقول الحالية بفائدة اقتصادية مقبولة، وهي النسبة المعروفة بمعامل الاستخراج recovery factor؛ فبحلول عام 2010، يمكن لهذه التقانات رفع معدلات إنتاج النفط في العالم إلى أكثر من %2، وذلك في حال تطبيقها، حسب ما هو مخطط لها، على أكبر الحقول النفطية خلال الثلاث إلى الخمس السنوات المقبلة. ولكن مثل هذا التبني السريع يمكن أن يبدو طموحا بالنسبة إلى صناعة، احتاجت تقليديا إلى ما بين 10 و 20 عاما لإدخال تقانات جديدة في الاستخدام. لذا يجب، في مثل هذه الحالة، دفع تغيير كهذا بقوى اقتصادية هائلة.
ففي العامين الماضيين مثلا، استطاعت شركة النفط الفرنسية إلف ELF استكشاف توضعات نفطية عملاقة في عرض البحر، مقابل شواطئ غرب أفريقيا. وفي الوقت نفسه تضاعف سعر أسهمها عندما توقَّع المحلّلون الاقتصاديون ازدياد معدل إنتاجها بنسبة %8 في عام 2001. وإذا ما حذا منتجون نفطيون آخرون حذوها بسرعة، فسيكونون قادرين بحلول عام 2010 على تزويد الاقتصاد العالمي بخمسة بلايين برميل من النفط سنويا. وهذا قد يغطي حينذاك نصف الفجوة بين العرض والطلب على النفط في العالم.