«أويل برايس»: 75 دولارا السعر الملائم لبرميل النفط في دورته الحالية

اكد تقرير “أويل برايس” الدولي أن الانخفاض الواسع في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية هو أمر يمكن ملاحظته بشكل كبير عند مقارنة مستوى المخزونات منذ شباط (فبراير) الماضي وحتى الآن، معتبرا أن هذا الانخفاض هو أهم تطور في سوق النفط منذ انهيار الأسعار قبل ثلاث سنوات.
وقال التقرير الدولي إن هذا يعني أن الطلب الأمريكي قد تجاوز العرض خلال معظم الأشهر الخمسة الماضية، موضحا أن السبب الرئيس في حدوث ذلك هو انخفاض صافي الواردات، وليس ارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي، مرجحا أن هذه الحالة في وضع المخزونات الأمريكية لن تكون مستدامة.
وكشف التقرير أن سعر برميل النفط الملائم للدورة الحالية هو 75 دولارا للبرميل ويمكن بلوغ هذا المستوى السعري في حالة القضاء على فائض المخزونات وعودة مستويات المخزونات إلى المتوسط في خمس سنوات.
وأوضح التقرير أنه بسبب المخاوف من تأثير العوامل الجيوسياسية فإن متوسط سعر النفط حاليا يصعب توقعه بدقة في الفترة المقبلة، خاصة في ظل بقاء مستويات المخزونات النفطية مرتفعة.
وأشار التقرير إلى انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو أكثر من 104 ملايين برميل الشهر الجاري مقارنة بمنتصف شباط (فبراير) الماضي، مبينا أن متوسط السحب الأسبوعي من المخزونات بلغ 4.3 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات المكررة.
وأكد أن الطلب قد تجاوز العرض بما يقرب من 600 ألف برميل يوميا على مدى الـ 24 أسبوعا الماضية.
وفي هذا الإطار، قال لـ”الاقتصادية” الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن إقدام السعودية على تخفيض صادراتها النفطية إلى آسيا بنحو 10 في المائة، في أيلول (سبتمبر) المقبل يؤكد التزام السعودية الواسع والرائد في زيادة فاعلية اتفاق خفض الإنتاج، مشيرا إلى أن الخفض يعد مبادرة جريئة خاصة أنها في الأسواق الآسيوية التي تمثل محور نمو الطلب العالمي على النفط الخام.
وأضاف أن السعودية قامت بمبادرات مماثلة سابقة بتخفيض صادراتها النفطية إلى الولايات المتحدة وتقليص صادراتها بشكل عام بنحو مليون برميل يوميا لتسجل 6.6 مليون برميل وهو مستوى قياسي في الانخفاض في تاريخ صادرات النفط في السعودية، لافتا إلى أن هذا الأمر في إطار الرغبة القوية في إنجاح جهود التعاون المشترك بين المنتجين.
وأكد أن التخفيضات الواسعة والمؤثرة التي تقوم بها السعودية ضمن سياسة الإصلاح والاحتواء بعدما تلاحظ زيادات واسعة في إنتاج دول “أوبك” في الشهور الأخيرة إلى جانب بعض التراجع في نسبة الامتثال بخفض الإنتاج إضافة إلى التأثيرات الواسعة التي أحدثتها زيادة الإمدادات من ليبيا ونيجيريا المعفاتين من اتفاق خفض الإنتاج.
من جانبه، أكد لـ” الاقتصادية” سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن التعافي السريع الذي حدث في حقل الشرارة وهو أكبر الحقول النفطية في ليبيا أسهم في زيادة الإمدادات وتفاقم تخمة المعروض بالسوق خاصة أن هذا التعافي فاق بعض التقديرات السابقة، مشيرا إلى أهمية انخراط ليبيا في منظومة العمل الجاد مع “أوبك” لضبط المعروض النفطي أسوة بما حدث من تفاهمات بشأن إنتاج نيجيريا أخيرا.
وأوضح أنه حتى الآن لا تمارس “أوبك” أي ضغوط على ليبيا ونيجيريا تقديرا للظروف السياسية في الدولتين، كما أن هناك رؤية تفاؤلية لنمو الطلب تقلل كثيرا من المخاوف بشأن استمرار وفرة المعروض، لافتا إلى أن هذه الرؤية الإيجابية للطلب ليست صادرة فقط من منظمة “أوبك” ولكنها مدعومة من عدة بنوك ومؤسسات دولية على رأسها بنك جولدمان ساكس الذي أكد أن نمو الطلب فاق توقعات سابقة له وأن هذا النمو سيزداد بشكل أكبر في النصف الثاني من العام الجاري.
وأفاد بأن أغلب التقديرات تشير إلى نمو الطلب على النفط خلال النصف الثاني بنحو 1.6 مليون برميل يوميا وأن ذلك يرجع بالأساس لتسارع معدلات النمو الاقتصادي خاصة في الاقتصادات الآسيوية الناشئة في الصين والهند التي تحرك منظومة الطلب العالمي على الطاقة.
بدورها، قالت لـ”الاقتصادية” نينا أنيجبونجو مختص التحكيم الاقتصادي الدولي والمحللة الروسية، إن هناك عديدا من الدول المنتجة التي لديها خطط طموحة لزيادة الإنتاج وهى في الوقت نفسه منخرطة في اتفاق خفض الإنتاج وعليها الإسراع بحسم توجهاتها في المرحلة المقبلة والتخلي عن هذه المواقف المتناقضة والغامضة التي ستكون لها تداعيات سلبية واسعة على استقرار السوق.
وأشارت إلى أن روسيا متمسكة باستمرار بالتعاون الاستراتيجي مع منظمة “أوبك” وتمكنت بالفعل من تقليص خطط زيادة النمو في الفترة القادمة مع الوفاء بأكثر من حصة الخفض المقررة في اتفاق فيينا التي تبلغ 300 ألف برميل وتم تجاوزها إلى نحو 309 ملايين برميل.
وعلى صعيد الأسعار، تراجعت أسعار الخام أمس، بفعل زيادة صادرات منتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) رغم أنباء عن انخفاض شحنات الخام السعودية.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن الإنتاج في حقل الشرارة، الذي ينتج 270 ألف برميل يوميا، عاد إلى طبيعته بعد تعطله بسبب اقتحام محتجين غرفة تحكم، وفقا لـ”رويترز”.
وليبيا معفاة من خفض الإنتاج الذي اتفق عليه معظم أعضاء أوبك لدعم أسعار النفط التي تشهد هبوطا منذ أكثر من ثلاثة أعوام بسبب تخمة المعروض.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 40 سنتا إلى 51.97 دولار للبرميل، بحلول الساعة 1330 بتوقيت جرينتش. ونزل الخام الأمريكي الخفيف 40 سنتا إلى 48.99 دولار للبرميل.
وتسبب انتعاش إنتاج النفط الليبي وزيادة إنتاج نيجيريا في الآونة الأخيرة في عرقلة جهود أوبك لخفض المعروض النفطي، ما أذكى الشكوك في فاعلية تخفيضات الإنتاج المتفق عليها.