في وقت يواجه عمالقة النفط والغاز في العالم ضغوطًا متزايدة لتقليل انبعاثات الوقود الأحفوري، أصبحت شركات الحفر الصغيرة المملوكة للقطاع الخاص أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أميركا، غالبًا عن طريق شراء أصول الصناعة عالية التلوث.
وفقًا لتحليل جديد لأحدث بيانات الانبعاثات التي تم الكشف عنها من قبل وكالة حماية البيئة، فإن خمسة من أكبر عشرة مصادر لانبعاثات غاز الميثان في الصناعة، وهو غاز قوي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، هم من منتجي النفط والغاز غير المعروفين، وبعضهم مدعوم من قبل شركات استثمارية غامضة، حيث تعد آثارها البيئية كبيرة جدًا مقارنة بإنتاجها.
في بعض الحالات، تقوم الشركات بشراء الأصول عالية التلوث مباشرة من أكبر شركات النفط والغاز، مثل ConocoPhillips و BP. وفي حالات أخرى، تستحوذ شركات الأسهم الخاصة على ممتلكات محفوفة بالمخاطر للنفط والغاز، وتطورها وتبيعها بسرعة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح.
أبلغت شركة Hilcorp Energy، وهي أكبر مصدر للانبعاثات من بين شركات الطاقة الأميركية، عن زيادة انبعاثات غاز الميثان من عملياتها بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بأكبر منتج للوقود الأحفوري في البلاد، إكسون موبيل، على الرغم من ضخ كميات أقل بكثير من النفط والغاز.
وأبلغت أربع شركات أخرى غير معروفة نسبيًا هي Terra Energy Partners و Flywheel Energy و Blackbeard Operations و Scout Energy، عن انبعاثات غاز أكثر من العديد من الشركات ذات الوزن الثقيل في الصناعة.
وقد أفلتت هذه الشركات إلى حد كبير من الرقابة العامة، حتى بعد أن أصبحت ملوثًا رئيسيًا.
قال أندرو لوجان، المدير الأول للنفط والغاز في Ceres، وهي شبكة مستثمرين غير ربحية قامت بإجراء الدراسة جنبًا إلى جنب مع Clean Air Task Force، وهي مؤسسة بيئية: “إنه لأمر مدهش كيف يتمكن المشغلون الصغار من خلق جزء كبير جدًا من المشكلة.. ليس هناك أي ضغط عليهم للقيام بالأشياء بشكل أفضل. ولسوء الحظ، فإن كونك شركة نظيفة ليس أولوية في نموذج الأعمال هذا”، وفق ما نقلته “نيويورك تايمز”.
من جانبه، قال نيك بياتيك، المتحدث باسم Hilcorp، إن الشركة “تجري تعديلات كبيرة على رأس المال وتجديد المعدات القديمة في مواقعها المكتسبة حديثًا”، وإن “استثماراتها ستؤدي في النهاية إلى خفض الانبعاثات مع إطالة عمر تلك الأصول”.