خبراء: أزمة “كورونا” أعادت صياغة الأولويات للدول النفطية

 

*الحرمي: على الكويت أن تطوي صفحة الإيرادات المالية من البرميل وتتعامل مع الأوضاع الحالية
*الشطي: اساسيات السوق ضعيفه وستظل الأسعار تعاني من الضغوط
*بهبهاني: على الكويت أن تُقلص مصاريفها الرأسمالية لخفض كلفة الإنتاج

كتب -عبدالله المملوك

بات الانفاق الاستثماري علي مشاريع النفط والغاز في ظل ظروف السوق الراهنة يمثل هاجساً لدى الدول النفطية ، “وكالة أنباء النفط” استطلعت أراء بعض الخبراء فيما إذا كان على الكويت الاستمرار في انفاقها الاستثماري الضخم أم عليه أن تتوقف حتى تتضح الصورة ، وتعود مستويات الطلب على ما كانت عليه.

البعض منهم يرى أن على الكويت أن تخفض إنتاجها النفطي إلى ما يكفي حاجة الاستهلاك المحلي فقط ، وأن تبلغ زبائنها بالتوقف المؤقت عن التصدير في ظل زيادة المخزونات النفطية لدى الدول المستوردة، وإيقاف الانفاق الاستثماري الضخم على المشاريع النفطية التي تم رصد أكثر من 35 مليار دينار لها خلال السنوات الخمس المقبلة.

والأخر يرى أن على الكويت الاستمرار في مشاريعها المستقبلية، دون النظر إلى الوضع المؤقت التي تمر به كل دول العالم، لافتين إلى أن النفط وصناعة البتروكيماويات ما تزال تحظى باهتمام المستثمرين في أغلب دول العالم.

 

الخبير النفطي كامل الحرمي يرى أن الكويت بحاجة إلى سعر برميل النفط عند 83 دولاراً ، مشيراً إلى أنه على الكويت أن تطوي صفحات الإيرادات المالية من البرميل وتتعامل مع الأوضاع الحالية، كما أن عليها البحث عن طرق ووسائل بالتعامل مع المعطيات الجديدة بالاعتماد الذاتي، ومدي استفادتها من دروس من أزمة وباء كورونا مع التغيير في نمط الحياة والتعاملات اليومية اليومية.

وأضاف على ألكويت في الوقت الراهن أن تنتج فقط ما يكفي حاجة الاستهلاك المحلي من النفط، دون القيام بتصدير أي من شحناتها إلى الزبائن في الخارج ، في ظل تكدس المخزونات النفطية لدى معظم الدول المستوردة.
الزبائن يرحبون

وأضاف أن الزبائن سوف يرحبون بتلك الخطوة، في ظل توقف المصانع وانخفاض الاستهلاك إلى أكثر من النصف.

وأشار إلى أن كلفة انتاج برميل النفط مقارنة بالأسعار الراهنة مرتفعة ، وهامش الربح لا يلبي حاجة القطاع النفطي وبالتالي متطلبات الكويت.

وبين أن عجز ميزانيات دول العالم حالياً بات بالمليارات والترليونات وماهو مطلوب إيجاد حل للعيش من دون النفط وكيف سنواجه البلاد مشكلة التدفقات المالية عند 20 دولار للبرميل بمدخول سنوي مالي بمقدار 4 مليارات ، في حين أن المطلوب 20 مليار دينار.

 

تعافي الأسواق
الخبير النفطي محمد الشطي يرى أن التعافي في الأسواق النفطية هو السمه الأساسية الي نهايه العام وسيكون اكثر وضوحا كلما بدأت السحوبات من المخزون وكلما اظهر انفتاح الاقتصاد نجاحا وكلما تم اكتشاف علاج جديد لجائحة كورونا .

وبين أن الطريق الي مستويات الستين دولاراً للبرميل ما زال طويلاً بسبب تعبئه المخزون الي مستويات تاريخيه ، لافتاً إلى أن اساسيات السوق ضعيفه وستظل الاسعار تعاني من الضغوط.

وأشار إلى أن ذلك سوف يظهر في تقلبات ونطاق سعري دون التوقعات الي ان يكون هناك وضوح في توازن السوق سواء من الطلب او العرض ، مبيناً أن اوبك بلس أخذت ٣ سنوات لإفراغ المخزون من الفائض.

 

خبير الشؤون النفطية د.عبد السميع بهبهاني يرى أن على الكويت أن تُقلص من مصاريفها الرأسمالية لخفض كلفة الإنتاج والوصول بسعر التعادل في الميزانية من 82 دولاراً إلى 55 دولاراً، مشيراً إلى أمكانية ذلك من خلال إيقاف الهدر والمصروفات الغير ضرورية.

وأكد أن زيادة هامش الربح أمر بالإمكان في ظل توفر التكنولوجيا الحديثة التي من شأنها أن إحداث الفارق في إنتاج النفط.

وأضاف أن أسعار النفط في طريقها للتحسن خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن تقفز خلال يوليو مع حلول الربع الثالث من العام عند 45 دولاراً.