
توقع تقرير نشره موقع “إس آند بي غلوبال بلاتس”، نجاح السعودية في تحقيق الحياد الكربوني قبل الموعد الذي حددته سابقًا، وهو عام 2060.
ورغم ذلك أشار إلى أنه نظرًا لاعتماد اقتصادات الشرق الأوسط بشكل كبير على النفط الخام والغاز الطبيعي وصناعة التكرير، ستزداد الانبعاثات في السنوات المقبلة في مرحلة التعافي من وباء كوفيد-19؛ وستخوض المنطقة معركة شاقة في سبيل تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وسيواجه الشرق الأوسط صعوبة في تلبية تلك الأهداف لأن الاقتصادات تعتمد على قطاعات يصعب إزالة الكربون منها، ناهيك عن أن دعم الوقود يشجع على الاستهلاك، وفقًا لرئيس قسم مسارات الطاقة المستقبلية لدى منصة “إس آند بي غلوبال بلاتس”، دان كلاين.
وأضاف دان كلاين أن انبعاثات قطاع الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 2% في عام 2022، أكثر من تعويض انخفاض انبعاثات النفط بنسبة 0.3% في الصناعة.
وأشار إلى أن نمو انبعاثات الغاز في الصناعة أعلى بقليل من النمو العالمي البالغ 1.94%، في حين يُعدّ الاقتصاد العالمي متفاوت الاستعداد لتبنّي تقنيات جديدة مثل السيارات الكهربائية.
وأوضح أنه لا يتوقع أن تفي دول الشرق الأوسط بتعهداتها للوصول للحياد الكربوني في الموعد المحدد، ويرجع ذلك إلى أهمية خفض الانبعاثات في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها، إضافة إلى التكلفة المرتفعة.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية -أبرز دول منظمة أوبك- تعهدت بخفض انبعاثات الكربون لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، والإمارات بحلول عام 2050، حتى مع إنفاق الدول المنتجة للنفط المليارات على توسيع طاقتهما الإنتاجية من الخام.
بدورهما، قدمت البحرين وإسرائيل تعهدات بتحقيق الحياد الكربوني.
تمثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه الملاذ الوحيد للبلدان التي ترغب في مواصلة ضخ النفط والغاز، حسبما قالت مؤسِّسة شركة “فاندانا إنسايتس” ورئيستها التنفيذية، فاندانا هاري.
وأردفت فاندانا هاري قائلة إن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه مكلفة، علمًا أن البعض يرى أنها ليست سوى غطاء لاستمرار إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري الملوِّث.
وأوضحت أن على شركات النفط والغاز مضاعفة الاستثمار في البحث والتطوير لتقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتسريع المشروعات التجريبية التي يمكن أن تصبح نماذج يحتذى بها.
وقال رئيس قسم مسارات الطاقة المستقبلية لدى منصة “إس آند بي غلوبال بلاتس”، دان كلاين: إنه بعد الانخفاض الطفيف في انبعاثات الشرق الأوسط من النفط المستخدم في الصناعة في عام 2022، سيظهر القطاع نموًا سنويًا حتى عام 2040 على الأقل.
وأفاد معظم المحللين المشاركين في استطلاع غير رسمي أجرته منصة “إس آند بي غلوبال بلاتس” أنهم يتوقعون أن تحقق دول الشرق الأوسط أهدافها في الحياد الكربوني.