
*عبدالمعطي : 200 مليار متر مكعب إجمالي صادرات الغاز الطبيعي من الدول العربية عام 2019 بما يعادل نحو 16% من حجم التجارة العالمية
كتب-عبدالله المملوك
قال الأمين العام لمنظمة أوابك علي بن سبت إن أسواق الغاز تأثرت بتداعيات انتشار الجائحة من عدة أوجه من بينها تراجع أسعار الغاز الفورية إلى مستويات تاريخية، وإرجاء الاستثمار في الغالبية العظمى من المشاريع الجديدة، بالإضافة إلى حدوث صدمة في الطلب على الغاز هي الأعلى في تاريخ الصناعة.
واضاف بن سبت خلال محاضرة عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان “واقع وآفاق صناعة الغاز الطبيعي في الدول العربية” والتي عقدت ( عبر تقنية الاتصال المرئي) في إطار التعاون بين منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) ومنتدى الدول المصدرة للغاز، أن إلى تداعيات انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي ألقت بظلالها على قطاعات مختلفة من الاقتصاد العالمي، ومن بينها قطاع النفط والغاز الذي يعد من بين أكثر القطاعات تأثراً بتلك التداعيات، بسبب إجراءات العزل والإغلاق التي اتخذتها عدة دول للحد من انتشار الفيروس.
واوضح ان الدول العربية، تزخر باحتياطيات كبيرة من الغاز بلغت حوالي 56.3 تريليون متر مكعب بما يعادل نحو 27% من الاحتياطي العالمي مشيرا الي ان إنتاج الغاز الطبيعي في الدول العربية خلال الفترة 1990-2019، حقق نمواً إجمالياً نسبته 340%، حيث تعد الدول العربية من أكبر المناطق نمواً على مستوى العالم خلال تلك الفترة.
ولفت بن سبت الي الدول العربية شهدت نمواً متزايداً في الطلب على الغاز الطبيعي لما يوفره من مزايا اقتصادية وبيئية مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، حيث بلغ معدل النمو السنوي خلال الفترة 1990-2019 حوالي 5% وهو أعلى معدل نمو على مستوى العالم خلال نفس الفترة.
ومن جانبه قال خبير صناعات غازية بإدارة الشؤون الفنية – أوابك المهندس وائل حامد عبد المعطي،أن دول المنطقة استثمرت مليارات الدولارات في مشاريع تصدير الغاز لتوفير إمدادات الغاز إلى الأسواق الرئيسية وتوفير عائدات لدعم اقتصاداتها الدول العربية.
وأكد على أن إجمالي صادرات الغاز الطبيعي من الدول العربية قد بلغ عام 2019 حوالي 200 مليار متر مكعب بما يعادل نحو 16% من حجم التجارة العالمية، ويهيمن الغاز الطبيعي المسال بحصة 75%، بينما تمثل صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب نسبة الـ 25% المتبقية. ثم تطرق إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 على أسواق الغاز الطبيعي المسال، مبيناً أن صادرات الدول العربية قد تأثرت بشكل طفيف خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، حيث بلغ التراجع نحو 1% فقط ويعود ذلك إلى طبيعة التعاقدات بين الدول العربية وعملائها في الأسواق المختلفة القائمة على عقود طويل الأمد، حيث تعد الدول العربية المصدر المعتمد طويل الأمد للغاز الطبيعي المسال. مشدداً على أن تلك التعاقدات تحقق المصلحة للمصدرين والمستهلكين وتضمن استقرار قطاع الغاز.
وأشار إلى أنه وبالرغم من طفرة الإنتاج التي تحققت في الدول العربية على مدار العقود السابقة، إلا أن المنطقة لا تزال تزخر بموارد غنية من الغاز لم تستغل بعد فهي تمثل 16% من الإنتاج العالمي بينما تستحوذ على 27% من الاحتياطي العالمي، كما أن المنطقة باتت تواجه بعض التحديات أبرزها استمرار تنامي الطلب على الغاز بمعدلات مرتفعة تخطت نمو الإنتاج في السنوات الأخيرة، ولذا فقد اتجه عدد من الدول العربية كالإمارات والسعودية ومصر نحو استغلال مصادر أخرى للغاز الطبيعي التي كانت بعيدة عن “بؤرة الاهتمام” كمصادر الغاز غير التقليدية، ومكامن غاز القبعات، ومكامن الغاز الحامضي، علاوة على اتخاذ إجراءات أخرى كالإسراع من تطوير حقول الغاز المكتشفة حديثاً. ويقدر إجمالي الاستثمارات في قطاع الغاز في الدول العربية خلال الفترة 2020-2024 بحوالي 162 مليار دولار.
وإلى جانب تلك الإجراءات، هناك أيضاً آفاق واعدة في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال في ضوء المشاريع الجديدة المزمع تنفيذها في كل من دولة قطر، وسلطنة عمان، وموريتانيا، والتي ستساهم في رفع الطاقة التصديرية من 138 مليون طن/السنة عام 2019 إلى قرابة 200 مليون طن/السنة بحلول عام 2027 بنمو إجمالي 45%.
كما أن هناك خطط أخرى لتنفيذ محطات لتموين السفن بالغاز الطبيعي المسال بإجمالي 4 مشاريع ستعزز من دور المنطقة كمركز إقليمي لتموين السفن بالغاز الطبيعي المسال.