
توقعت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية، أن يحقق نمو الطلب على النفط انكماشا ن يصل إلى إلى 860 ألف برميل يوميا في 2020، نتيجة الهلع الذي تسبب فيه فيروس كورونا الذي ينتشر في أنحاء متعددة من دول العالم.
وتأثرت بشدة أسعار النفط بسبب توقعات ضعف نمو الطلب ي لتبقى عند أدنى مستوى في عام حيث فقد خام برنت 3.2 في المائة، بينما هبط الخام الأمريكي بنحو 5 %،
وتستعد منظمة “أوبك” لاستضافة اجتماع هام لوزراء الدول المنتجة في تحالف “أوبك+” يوم الخميس المقبل، ووزعت المنظمة تعليمات وإرشادات على المشاركين للاحتياط من انتشار فيروس كورونا، بينما ترددت أنباء سابقة في فيينا عن احتمال تأجيل الاجتماع أو عقده عن طريق تقنية التواصل عن بعد “الفيديو كونفرانس”.
ويميل المنتجون في “أوبك+” إلى التوافق على إجراء تخفيضات أعمق في مستويات الإنتاج في محاولة لإنقاذ الأسعار التي دخلت في موجة هبوطية حادة جراء حالة المخاوف الواسعة التي تعتري أسواق المال والنفط، التي ألحقت بالفعل خسائر فادحة بجميع الأنشطة الاقتصادية خاصة التجارة الدولية، بالتوازي مع استمرار تعطيل رحلات الطيران وتوقف نشاط الحياة الطبيعية في عديد من الاقتصادات الرئيسة خاصة الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وأكدت “بلاتس” أن تراجع أسعار النفط بشكل حاد الأسبوع الماضي يعود إلى تجدد التركيز على تدمير الطلب بعد موجة من حالات الإصابة بفيروس كورونا خارج الصين، لافتة إلى تعديل نظرتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2020 إلى 860 ألف برميل يوميا مسجلة أضعف التوقعات منذ عام 2011.
وتوقع أحدث تقارير الوكالة الدولية أن ينمو الطلب على المنتجات المكررة الآسيوية بمقدار 380 ألف برميل يوميا في العام الجاري، مسجلا أضعف نمو له منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وأشار إلى تلقي الطلب العالمي ضربة قوية مع تسارع معدل نمو الفيروس خارج الصين في ضوء ظهور بيانات عن انتشار واسع وكبير في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، معتبرا الفيروس يعد بالفعل أكبر خطر على النمو العالمي منذ الركود الواسع أثناء الأزمة المالية العالمية، لافتا إلى أن الطبيعة الجغرافية المتداولة لانتشار الفيروس تعني أن مداه الزمني يمكن أن يمتد على مدار الربع الثاني من العام الجاري.
ونوه باستقرار العقود الآجلة للنفط عند أدنى مستوياتها في 14 شهرا حيث أدى الانتشار العالمي المستمر للفيروس إلى تغذية المخاوف من زيادة الطلب وتزايد شبح الركود الاقتصادي، مشيرا إلى زيادة عملية إلغاء رحلات الطيران بسبب تراجع الطلب على السفر ومن ثم تباطؤ استهلاك الوقود النفاث.
وذكر التقرير أن معظم دول العالم توقع سابقا أن يؤثر هذا الفيروس في الغالب في الصين وحدها، لكن انتشار الفيروس في كل العالم أحدث فوضى وخسائر فادحة في حركة السفر والتجارة العالمية.
وتوقع التقرير أن يشهد يوم الخميس المقبل ضغوطا أكبر على تحالف “أوبك+” لتقديم تخفيض أعمق في الإنتاج لوقف نزيف خسائر أسعار النفط المستمر والتهاوي الحر المتواصل لها، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون حجم الدعم الذي سيقدمه تعميق خفض الإنتاج للأسعار محدودا، لأن تجارة النفط العالمية ستظل توجه أنظارها وتركيزها إلى الانتشار العالمي السريع لفيروس كورونا.
ورجح أن يستعرض الاجتماع المرتقب الذي يستمر على مدار يومين ظروف السوق ومستقبل خطة خفض الإنتاج، في ضوء انتهاء سريان مفعول اتفاقية خفض الإمدادات الحالية البالغة 1.7 مليون برميل يوميا في نهاية الشهر الجاري.
ونوه التقرير بقيام عديد من شركات الطيران العالمية خاصة الأمريكية بإجراء تعديلات واسعة على مساراتها وعدد رحلاتها بسبب انتشار فيروس كورونا، ما دفع إلى تسجيل انخفاض كبير في أسعار الوقود النفاث إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف.
ونوه التقرير بتركيز شركات الطيران الأمريكية على تعليق الرحلات إلى كل من طوكيو وأوساكا وسنغافورة وسيئول، مع عدم تقديم تفاصيل عن الإطار الزمني لتطبيق هذه القرارات.