اوابك : دور مهم للبحث العلمي لمواجهة توفير اللقيم المناسب من المواد الخام الأولية والغاز لصناعة البتروكيماويات

عبدالله المملوك

أصدرت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) دراسة حديثة بعنوان” دور البحث العلمي في تطوير صناعة البتروكيماويات”. استعرضت الدور الهام لأنشطة البحث العلمي والتطوير في ازدهار صناعة البتروكيماويات، وإنتاج بتروكيماويات متخصصة، وتنفيذ استراتيجيات تساهم في زيادة الناتج المحلي، وتنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تعميق الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في مجال التطوير والتكنولوجيا.

وفي هذا الصدد تناولت الدراسة التي أعدها د. ياسر محمد بغدادي- خبير صناعات نفطية- تطور صناعة الكيماويات منذ نشأتها وصولاً لمشهد صناعة البتروكيماويات الحالي مروراً بتجارب الشركات الرائدة في صناعة البتروكيماويات في مختلف مجالات أنشطة البحث والتطوير سواءً في معامل التطوير لديها، أو بمشاركة التحالفات الأكاديمية في الجامعات والمعاهد المختصة.
كما أشارت الدراسة إلى دور البحث العلمي في مواجهة تحديات توفير اللقيم المناسب من المواد الخام الأولية من المشتقات البترولية، والغاز، أو تلك الناتجة عن المشكلات البيئية، والعمل على تحسين كفاءة العمليات الصناعية، وجودة المنتجات لتلبية متطلبات الأسواق ورغبات المستهلكين المستهدفين.

من جانب اًخر سلطت الدراسة الضوء على الاتجاهات الحديثة لتكنولوجيات صناعة البتروكيماويات، والتي مازالت تحت البحث والتطوير المستمر، والمتوقع أن تكون حلول واعدة لتحديات توفير اللقيم المناسب لصناعة البتروكيماويات بأسعار تنافسية، في ظل نمو الطلب العالمي المتزايد على منتجاتها.

ويأتي على رأس هذه التكنولوجيات، تحويل النفط الخام مباشرة إلى كيماويات (COC)، التي تهدف إلى تعظيم تحويل نحو 40 % من برميل النفط الخام إلى كيماويات، وتسعى شركة “أرامكو” السعودية إلى تطوير هذه التكنولوجيا بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين في مشروعها الجديد لتعظيم نسبة التحويل لتتراوح ما بين 70-80٪. ويتوقع أن يكون لها آثار استراتيجية عميقة على إعادة رسم مشهد ومستقبل صناعة البتروكيماويات العالمية.

كما استعرضت الدراسة جهود وأنشطة البحث العلمي والتطوير في الدول العربية، ودور كل من المراكز البحثية الوطنية والجامعات الحكومية، والقطاع الخاص. مع الإشارة إلى التعاون بين شركات البتروكيماويات العربية والجامعات ومعاهد البحث العلمي المحلية والدولية،
وفي الختام توصلت الدراسة لأبرز التوصيات التالية:
1. ضرورة الاهتمام بقطاعات البحث والتطوير، لتلبية الطلب المتزايد على منتجات البتروكيماويات.
2. تحسين المعرفة بالتطورات العالمية في مجال تكنولوجيا صناعة البتروكيماويات.
3. العمل على إقرار التشريعات، وتبسيط الإجراءات والسياسات لضمان تشجيع الاستثمار في أنشطة البحث العلمي.
4. ضرورة زيادة مخصصات البحث العلمي والتطوير في شركات الصناعات التكميلية، بما يماثل النسب المتبعة في الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
5. وضع خطط وبرامج لتطوير تكنولوجيا البتروكيماويات، ودراسة أنسب الطرق لنقل التكنولوجيا الحديثة إلى الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات.
6. الاستفادة من تكامل الإمكانات العلمية المتاحة في الجامعات والمراكز البحثية والصناعية.
7. تعزيز التعاون الدولي، بين المعاهد البحثية الحكومية، والخاصة والشركات الصناعية.
8. زيادة الاهتمام بالكوادر البشرية والعلمية العاملة في مجالات أنشطة البحث العلمي والتطوير.

Print Friendly, PDF & Email