الكويت تتأهب لمرحلة السيارات الكهربائية

تستعد شركات السيارات في السوق الكويتى لدخول مرحلة السيارات الكهربائية بعد صدور القرار الوزاري القاضي بتشكيل لجنة فنية لتجهيز البنية التحتية لمواصفات واشتراطات هذه النوعية من السيارات .
ووفقا لــ”الراى” بدأ وكلاء السيارات العالمية في الكويت، يعدّون العدة لمواكبة التطورات المتسارعة والهائلة في هذا القطاع، بما يمكّنهم من الحفاظ على حصصهم السوقية، بالتوازي مع تلبية متطلبات البيئة والعملاء، ومساعدتهم على تخفيض فاتورة استهلاك الوقود.
وفي هذا الإطار، أشار الرئيس التنفيذي في شركة شمال الخليج التجارية، رائد ترجمان، إلى أن الكويت تحتاج لبعض التحسينات قبل إطلاق السيارات الكهربائية رسمياً.
ولفت ترجمان في تصريح لـ«الراي» إلى أن أبرز التحسينات، تشمل توفير محطات كهربائية لشحن السيارات في جميع المناطق، وهو ما بدأت وزارة التجارة والصناعة العمل عليه في الفترة الحالية، فضلاً عن تدريب رجال الشرطة، والعملاء على كيفية التعامل مع السيارات في حال حصول حوادث على الطرقات، عن طريق إقامة الدورات التوعوية، وتوزيع النشرات المطبوعة عن السيارات الكهربائية.
ونوه إلى أن المركبات الكهربائية تعزل نفسها بنفسها من دون أن تشكّل أي خطر على الأفراد، كما أنها قادرة على توفير 50 في المئة من المصاريف على العملاء تقريباً، سواء لجهة فاتورة الوقود أو الصيانة والخدمات الأخرى.
وكشف ترجمان، أن «شمال الخليج» تجهز لإطلاق سيارات «هيونداي أيونيك» خلال فترة قريبة، لافتاً إلى أنها ستحرص على مواكبة التطورات، ومنح العميل بالتعاون مع «هيونداي» كفالة لمدة 7 سنوات على بطارية سيارته، فضلاً عن دراسة إمكانية تركيب محطة شحن كهربائية في منزله، من خلال زيارة أفراد من فريق عمل الشركة لمنزله ومعاينة قدرة وكمية الطاقة المتوفرة، وما إذا كانت تساعده على شحنها.
وذكر أن قدرة السيارات الكهربائية على العمل والسير على الطرقات تختلف من موديل إلى آخر، موضحاً أنها قادرة على العمل لمدة أسبوع تقريباً في حال كان معدل سير العميل بها يتراوح بين 50 و75 كلم يومياً.

ارتفاع الأسعار
وتوقّع ترجمان أن يكون سعر السيارات الكهربائية مرتفعاً في الفترة الأولى من طرحها، خصوصاً وأن الاستثمار الذي تقوم به الشركات العالمية يتطلب مبالغ عالية كبيرة، مرجحاً أن ينخفض السعر تدريجياً، خصوصاً مع السباق المتوقع من قبل العلامات العالمية لطرح موديلاتها.
ورأى أن انتشار هذه السيارات في السوق الكويتي، سيتطلب بعض الوقت، والقيام بجهد كبير من قبل جميع المعنيين للتشجيع على شرائها بين جميع الفئات في المجتمع الكويتي.

ريفولي
من ناحيته، اعتبر المدير العام في شركة الملا وبهبهاني للسيارات، أوسكار ريفولي، أن إطلاق السيارات الكهربائية والهجينة سيتطلب المزيد من الوقت في الكويت وغيرها من دول المنطقة، رغم التغيرات الاقتصادية العديدة التي شهدتها هذه الدول في السنوات الأخيرة.
ولفت ريفولي في تصريح لـ«الراي» إلى أن قرار وزارة التجارة الأخير القاضي بتجهيز الآليات والبنى التحتية لإطلاق وتوفير السيارات الكهربائية في السوق المحلي، يأتي في سياق حرص الدولة والجهات المعنية على مواكبة التطورات العالمية في هذا الإطار، مؤكداً أنه يندرج في إطار ديناميكية الدولة، وأنه عند بلورة الموضوع بجوانبه كافة، ستكون هناك سرعة في توفير التجهيزات المطلوبة من قبيل محطات شحن والمواقف، مع تحسين بناها التحتية للمساعدة على طرح الموديلات الكهربائية، ووضعها بين أيدي العملاء.
واعتبر أن العديد من مصانع السيارات، ومن بينها العلامات المنضوية تحت راية «الملا وبهبهاني»، أي «جيب» و«فيات» و«كرايسلر» و«ألفا روميو» و«أبارث» و«دودج» و«رام»، سيكون لديها خطط لطرح موديلات كهربائية متنوعة، ولكن على المدى الطويل، وليس خلال فترة قريبة مقبلة في المنطقة.
وشدّد في الوقت نفسه على أن الوكلاء في الكويت والمنطقة سيواكبون خطط الشركات عندما تقرر طرح الموديلات الهجينة والكهربائية، وسيعملون على تنفيذها على أرض الواقع، تلبية لمتطلبات العملاء الراغبين بالحصول على أبرز التقنيات والتطورات في عالم القيادة.

مصطفى
من جهته، أفاد مدير المبيعات والتسويق في شركة «أكيورا الملا»، لؤي مصطفى، أن السوق الكويتي متعطش لطرح السيارات الكهربائية، لافتاً إلى أن العملاء يعمدون إلى طلبها وشحنها إلى السوق المحلي وقيادتها على الطرقات، رغم عدم وجود وكيل لبعض العلامات منها.
وذكر مصطفى، أن «أكيورا» بدأت بالفعل بإنتاج مثل هذه السيارات، وتوفيرها في السوق الكويتي، وأبرزها مركبة «NSX» وهي مركبة كهربائية وهجينة في الوقت نفسه، إذ تعمل بالبنزين والبطارية في الوقت نفسه.
وبيّن أن الكويت تحتاج إلى توفير محطات الشحن في المناطق، بما يشجع العملاء على اقتناء الموديلات الكهربائية، متوقعاً أن تشهد انتشاراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، نظراً لمواكبة العملاء في السوق المحلي للتطورات الحديثة، وحرصهم على تجربة التقنيات الحديثة في عالم القيادة فور توافرها في الأسواق.

هيونداي» تنفق
21 مليار دولار

قال ترجمان، إن «هيونداي» تخطط لاستثمار نحو 21.5 مليار دولار، خلال الأعوام الخمسة المقبلة في مجالات تشمل السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة والذكاء الصناعي، لافتاً إلى أن العلامة تضع السيارات الكهربائية في صميم إستراتيجية منتجاتها المستقبلية.
وكشف أن «هيونداي» تخطط لإطلاق جميع سيارات سيدان الكهربائية الخاصة، بها تحت راية علامتها التجارية الراقية «Genesis»، مبيّناً أن المركبة التي تتطلع لإصدارها في المستقبل القريب ستمتاز بمدى بعيد يبلغ 500 كيلو متر بعملية شحن واحدة.
وتابع، أنه من المتوقع أن يصل عدد السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة لدى «هيونداي» إلى 10 موديلات خلال العام المقبل، على أن يرتفع عددها إلى 14 في منطقة الشرق الأوسط بحلول العام 2025.