من العوامل المساهمة في حصار امدادات الغاز بهذه الصورة إلى جانب كورونا، الشتاء الدافئ نسبياً والاحتياطات التي تم تكوينها خوفاً من فشل المفاوضات الروسية الأوكرانية بشأن ترانزيت الغاز في نهاية العام الماضي واحتدام المنافسة مع الغاز الطبيعي المسال حسب محللين في قضايا الطاقة.
كما قدرت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير صدر في وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، تراجع الطلب بسوق الغاز الأوروبية بـ7% و4% بالسوق العالمية في العام الحالي في ظل الفائض العالمي الذي يدفع بالأسعار إلى أدنى مستوى في تاريخه.
وحذرت الوكالة من التداعيات طويلة الأجل لأزمة “كوفيد-19” على أسواق الغاز العالمية رغم الانتعاش التدريجي المتوقع في العام المقبل، مرجعة ذلك إلى الغموض الذي يخيم على العوامل الرئيسية المحددة لارتفاع الطلب على المدى المتوسط.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الإطار، يوضح نائب مدير صندوق أمن الطاقة الوطني في موسكو، أليكسي غريفاتش، أن جائحة كورونا شكلت ضربة مزدوجة لحجم إمدادات الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية وأسعاره في آن معاً، مرجحاً في الوقت نفسه عودتها تدريجياً إلى مستوى 200 مليار متر مكعب فأكثر سنوياً، واصفاً الأمر بأنه “مسألة وقت”.
ويقول غريفاتش في حديث لـ”العربي الجديد”: “أثرت الجائحة تأثيراً كبيراً على الطلب على موارد الطاقة في العالم أجمع، بما في ذلك في أوروبا. أما تراجع الاستهلاك، متزامناً مع تزايد عرض الغاز الطبيعي المسال، فأدى إلى انهيار الأسعار”.
ومع ذلك، يلفت الخبير الروسي إلى أن وضع الغاز الروسي ليس الأسوأ مقارنة بغيره، مشيراً إلى أن إمدادات ، مثلاً، سجلت تراجعاً أكبر من ذلك، بينما تتكبد صناعة الغاز الأميركي خسائر فادحة بسبب تكلفته المرتفعة.