الولايات المتحدة تُعيد تموضعها في مناطق النفط شمال شرقي سوريا

بدأت القوات الأمريكية إعادة تموضعها في مواقع شمال شرقي سوريا، معززة وجودها بمعدات عسكرية ثقيلة وأخرى لوجستية، حيث انتشرت قرب حقول النفط والغاز ومواقع أخرى كانت قد انسحبت منها سابقًا قرب الحدود مع تركيا، مع بدء أنقرة عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، في 9 من تشرين الأول الماضي.

عودة بعد انسحاب

شوهدت قوات أمريكية في مركبات مدرعة، الخميس 31 من تشرين الأول الماضي، قرب الحدود السورية التركية في منطقة بشمال شرقي سوريا لم تكن فيها قوات أمريكية منذ أن أعلنت واشنطن قرارها الانسحاب، في أوائل تشرين الأول الماضي، وفقًا لوكالة “رويترز”.

كما وصلت دورية أمريكية إلى قرب منابع النفط في منطقتي الرميلان وتربسبيه على الحدود السورية التركية، وتأتي هذه التحركات، استنادًا إلى خطط واشنطن لإدارة حقول النفط والغاز، بالرغم من الانسحاب من قواعد عسكرية في عين العرب ومنبج وعين عيسى، في ريفي حلب والرقة.

ووفق قناة “روسيا اليوم”، تحركت، الخميس الماضي، قافلة ضخمة من الشاحنات برفقة مصفحات عسكرية أمريكية من منطقة صوامع العالية جنوب تل تمر بمحافظة الحسكة، باتجاه قاعدة صرين في عين العرب بريف حلب، وذلك على الطريق الدولي، الذي سيطر الجيش التركي و”الجيش الوطني” السوري على أجزاء منه مؤخرًا ضمن عملية “نبع السلام”.

وكان لافتًا خلال الأيام الماضية، اختلاط الأرتال العسكرية في شمال شرقي سوريا بين القوى العسكرية المتعددة، حيث شوهدت في أحيان كثيرة المدرعات الأمريكية وهي تجتاز نظيراتها الروسية أو قوات النظام السوري.

وكان الجيش الأمريكي، قال الأسبوع الماضي، إنه يعزز مواقعه في سوريا بعتاد إضافي بما يشمل قوات مشاة ميكانيكية لمنع استيلاء فلول تنظيم “الدولة الإسلامية” أو أي جهة أخرى على حقول النفط.

وقال المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة، الكولونيل مايلز كاجينز، ردًا على سؤال عن تحركات قواته في سوريا، “كل العمليات العسكرية للتحالف تتم دون مواجهة مع القوات الأخرى العاملة في المنطقة”.

وأضاف، “بدأنا في إعادة انتشار لقوات التحالف إلى منطقة دير الزور بالتنسيق مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية، لزيادة الأمن ومواصلة مهمتنا لهزيمة فلول الدولة الإسلامية”

أبرز حقول النفط في المنطقة

وتقع أهم حقول النفط والغاز السورية في محافظتي دير الزور والحسكة، حيث تسيطر القوات الأمريكية على “حقل العمر” النفطي، الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجًا.

كما تسيطر على “حقل التنك”، وهو من أكبر الحقول في سوريا بعد “حقل العمر”، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.

بالإضافة إلى حقل “كونيكو” للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي.

ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميًا، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل يوميًا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سوريا نحو 250 ألف برميل يوميًا، بحسب مصادر متقاطعة منها “بي بي سي” و”بزنس انسايدر” الاقتصادي.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال في 21 من تشرين الأول الماضي، إنه لا يريد أن يترك أي قوات أمريكية في سوريا، لكن القوات الأمريكية التي تنسحب من هناك ستنتشر في مكان آخر قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة.

وأضاف ترامب، أن عددًا قليلًا من القوات الأمريكية سيبقى “في جزء مختلف قليلًا لتأمين النفط”، علاوة على مجموعة أخرى “في جزء سوري مختلف تمامًا قرب الأردن وقرب إسرائيل”.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، السيطرة على حقول النفط شرقي سوريا، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيسًا للتنظيم.

وأعلن الرئيس الأمريكي أن بلاده ستأخذ حصتها من النفط السوري، وذلك بعد انتهاء القوات الأمريكية من محاربة تنظيم “الدولة” في سوريا.