تفقد الطفرة الثانية للنفط الصخري في الولايات المتحدة الزخم، لكن لا دعي للذعر فربما تكون هناك طفرة ثالثة تلوح في الأفق.
ويأتي هذا التوقع وفقاً لرؤية تحليلية نشرتها وكالة “بلومبرج أوبينيون” نقلاً عن محلل النفط بالوكالة “جوليان لي”.
ونشرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأخير حول الآفاق قصيرة الآجل للطاقة في الأسبوع الماضي، والذي شهد خفض توقعاتها بشأن إنتاج النفط بحلول نهاية عام 2020، في خطوة تحدث للشهر الرابع على التوالي.
وتتوقع الإدارة الأمريكية حالياً أن يرتفع إنتاج النفط الأمريكي بنحو 370 ألف برميل يومياً فقط على مدى العام المقبل.
ومن شأن ذلك أن يكون أبطأ وتيرة نمو في نحو 4 سنوات كما أنه مؤشر آخر على أن الفترة الأخيرة من التوسع السريع في إنتاج النفط الصخري آخذة في التعثر.
وتراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة في كل شهر من العشرة أشهر الماضية، لتفقد نحو 20 بالمائة منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، كما أن مكاسب الإنتاجية تتضاءل.
وتراجع الحفر في الحوض البرمي، وهو أكثر أحواض النفط الصخري غزارة، بنسبة 11 بالمائة في التسعة أشهر المنتهية في أغسطس/آب الماضي، طبقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتشبه مراحل تطور بقعة النفط الصخري في الولايات المتحدة تماماً الانسان.
وخلال طفرة النمو الأولى في الأربع سنوات حتى عام 2014 كانت الصناعة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث كان كل شيء جديد ومثير.
ويضع الأطفال الصغار أصابعهم (أو في هذه الحالة لقم الحفر الخاصة بهم) في كل شيء فقط لمجرد معرفة ما قد يحدث.
ونضج الأطفال الصغار سريعاً لكن العالم الخارجي لقنهم درساً صعباً على خلفية الانهيار في أسعار النفط والذي وقع عام 2014.
أما مرحلة الطفرة الثانية من عام 2016 فكانت أشبه بمرحلة المراهقة، فبعد التقاط أنفاسهم وتعلم العيش في عالمهم المتغير، قام الشباب البالغين بزيادة عضلاتهم والتركيز فقط على الأشياء الهامة بالنسبة لهم (المناطق الأفضل إنتاجية في رواسب النفط الصخري) واستبعاد أيّ شيء آخر.
وأدى هذا التركيز زيادة أكبر في الإنتاج مقارنة مع الطفرة الأولى.
وفي السنوات الثلاثة الواقعة بين ديسمبر/كانون الأول 2016 وديسمبر/كانون الأول 2019، من المتوقع أن يكون الإنتاج ارتفع بنحو 4.2 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 3.9 مليون برميل يومياً في الفترة بين ديسمبر/كانون الأول 2010 وديسمبر/كانون الأول 2014.
وتكمن التحديات الأكبر أمام طفرة النفط الصخري الثانية في تحديد تلك المناطق الأكثر إنتاجية واستغلالها، لتعزيز المساحة اللازمة لتمكين استخدام الآبار الأطول وإنشاء البنية التحتية لنقل الغاز والسوائل إلى الأسواق ( بما في ذلك الأسواق بالخارج).
ولكن مع وقوف سعر خام غرب تكساس الوسيط عند حوالي 50 دولاراً للبرميل، فإن البعض في نطاق النفط الصخري يعاني.
كما تُجبر شركات النفط الصخري على إنتاج المزيد من أجل خدمة ديونها المرتفعة لكنها لا تحقق أيّ فائض في الربح لخفض معدل اقتراضها أو الدفع للمساهمين.
وبدأ هؤلاء المستثمرون الآن في المطالبة بالمزيد من العوائد.
وبالنظر إلى أن أسعار الخام تبدو عالقة بالقرب من قيمتها الحالية – على الرغم من التوترات في منطقة الخليج التي اندلعت مرة أخرى يوم الجمعة – يمكن أن تكون الجولة القادمة من المناقشات بين منتجي النفط الصخري ومقرضيهم صعبة.
ويمكن أن يتبع ذلك بعض عمليات الاندماج بين الشركات.
ومع ذلك، يجب ألا يفقد مشجعي النفط الأمريكي الأمل، حيث أن نهاية طفرة النفط الصخري سوف تستهل الثالثة: فترة سن البلوغ.
ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى توفير مجموعة من المهارات الجديدة لكن الإنتاج سينمو بوتيرة أكثر تحفظاً.