62 شركة عالمية في صناعة النفط والغاز تتبنى إجراءات لمكافحة انبعاثات الميثان

اتفقت 62 شركة رئيسة في صناعة النفط والغاز على تبني إجراءات جديدة لمكافحة انبعاثات الميثان، من شأنها أن تحلق عشر درجات مئوية من الارتفاع المتوقع في متوسط درجة حرارة الكوكب بحلول عام 2050.
أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أمس، إن الجهات الفاعلة في صناعة النفط والغاز اتفقت على الإبلاغ عن انبعاثات الميثان بموجب نظام جديد يتمتع بدرجة عالية من الشفافية. وصف البرنامج الاتفاق بأنه خطوة من شأنها أن تساعد في معالجة أحد أكبر المساهمين في صناعة أزمة المناخ وأكثرها قابلية للحل”.
وأكد برنامج المنظمة الدولية أن الميثان، الذي يطلق مباشرة في الغلاف الجوي، هو غاز دفيئة قوي للغاية، كان تأثيره أكثر بـ80 مرة من قوة الاحترار التي أطلقها ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عاما.
ويطلق على المشروع برمته اسم “شراكة الميثان والنفط والغاز 2.0″، وهو، في الواقع، جزء من “مبادرة تحالف المناخ والهواء النظيف” بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمفوضية الأوروبية وصندوق الدفاع عن البيئة. يأمل برنامج الأمم المتحدة أن تسفر الإجراءات الرامية إلى خفض انبعاثات الميثان عن انخفاض في معدل الاحترار على المدى القريب، ما يكمل الجهود الرامية إلى إزالة الكربون من الطاقة ونظم النقل في العالم، مع تحقيق فوائد نوعية الهواء أيضا.
وانضمت إلى هذه الشراكة بالفعل 62 شركة لها أصول في خمس قارات تمثل 30 في المائة من إنتاج النفط والغاز في العالم. إطار العمل الجديد للشراكة بين الميثان والنفط والغاز هو الإبلاغ الجديد عن معيار الذهب الدقيق الذي سيحسن دقة الإبلاغ والشفافية في انبعاثات الميثان البشرية المنشأ في قطاع النفط والغاز.
وفي جوهر هذا الجهد هناك إطار شامل للإبلاغ عن الميثان القائم على القياس من شأنه أن يسهل على المسؤولين والمستثمرين والجمهور تتبع الأداء ومقارنته بدقة عبر الشركات بطرق لم يكن من الممكن الوصول إليها حتى اللحظة. وكما هو منصوص عليه في استراتيجية برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن الميثان، تخطط المفوضية الأوروبية لوضع اقتراح تشريعي بشأن القياس الإلزامي والإبلاغ والتحقق عن جميع انبعاثات الميثان المتصلة بالطاقة، استنادا إلى إطار عمل الشراكة.
الأهم من ذلك، أن الشراكة 2.0″ لا تشمل عمليات الشركة فحسب، بل تشمل أيضا عديدا من المشاريع المشتركة المسؤولة عن حصة كبيرة من إنتاجها. وينطبق إطار عمل برنامج “الشراكة 2.0” على سلسلة القيمة الكاملة للنفط والغاز، ليس فقط على إنتاج المنبع، لكن أيضا النقل في منتصف الطريق ومعالجة وتكرير المصب – وهي المناطق ذات الانبعاثات المحتملة الكبيرة التي في الأغلب ما تترك خارج نطاق الإبلاغ.
وحساب انبعاث غاز الميثان في “سلسلة القيمة الكاملة للنفط والغاز”، هو “معيار الذهب الدقيق” الذي يميز اتفاق الشراكة هذا، طبقا لما قالته لـ«الاقتصادية»، كيشيا روكيكيري، رئيسة قسم الاتصال في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي أضافت، “أن الهدف هو تمكين صناعة النفط والغاز من تحقيق تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان على مدى العقد المقبل بطريقة شفافة للمجتمع المدني والحكومات.
من أجل دعم تحقيق الأهداف المناخية العالمية، يهدف برنامج “شراكة الميثان والنفط والغاز 2.0” إلى تحقيق تخفيض 45 في المائة في انبعاثات الميثان في الصناعة بحلول 2025، وخفض 60 – 75 في المائة بحلول 2030.
وفقا لوكالة الطاقة الدولية، يمكن خفض ما يقرب من ثلاثة أرباع انبعاثات الميثان بواسطة التقنيات الموجودة اليوم، بما يقرب من نصف إلى صفر صاف من التكلفة. وتقول إنه من شأن خفض انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة 90 في المائة أن يحلق عشر درجات مئوية من الارتفاع المتوقع في متوسط درجة حرارة الكوكب بحلول 2050.
ويمكن أن يؤدي خفض انبعاثات الميثان الأحفوري 75 في المائة إلى منع ما يصل إلى 6 جيجاطن gigatonne من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا – معلوم أن كل جيجاطن واحد يعادل مليار طن. يقول برنامج الأمم المتحدة إن منع انبعاثات الغازات بمقدار ستة جيجاطن – أو ستة مليارات طن – يعادل منع ما يقرب من 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم لعام 2019، بما في ذلك التغيير في استخدام الأراضي.
كما أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمفوضية الأوروبية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطط لإنشاء مرصد دولي مستقل لانبعاثات الميثان. سيقوم المرصد بتجميع وتحليل تدفقات البيانات المتعددة لانبعاثات الميثان، بما في ذلك البيانات التي أبلغت عنها الشركات الأعضاء في “شراكة 2.0″، للتعجيل بخفض انبعاثات الميثان على الصعيد العالمي.
ومن خلال مساعدة الصناعة والحكومات على الصعيد العالمي في معالجة عدم اليقين المتصل بالانبعاثات المبلغ عنها، سيحسن المرصد اتساق ومصداقية بيانات انبعاثات الميثان ويعجل بإجراءات التخفيف.
وتقول إنكر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة “للفوز بالسباق إلى صافي الانبعاثات الصفرية، نحن بحاجة إلى كل من على متن الطائرة، نحن بحاجة إلى عمل طموح من صناعة النفط والغاز. نحن نلتزم بدعم الجهود التي تحد من انبعاثات الميثان، ونعترف بقيادة الشركات التي انضمت إلى هذا الإطار الطموح للإبلاغ عن الميثان. نتطلع إلى رؤية إجراءات تحول الالتزامات إلى خفض فعلي للانبعاثات”.
وقال كادري سيمسون مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي، شكرا للشركات الـ62 على التزامها بقياس التلوث والإبلاغ عنه والحد منه من عملياتها الأساسية ومشاريعها المشتركة. وتوقيع أمس هو أول إنجاز في إطار استراتيجية اللجنة الأخيرة المتعلقة بالميثان. هناك عديد من الخطوات ينبغي اتخاذها لخفض الانبعاثات على امتداد سلسلة القيمة بأكملها.