
*الزيد : 5 مشاريع الاولي تنتهي في مدة تقارب 50 شهرا بحلول 2025
*العقاب : الكويت تستصلح الأراضي الملوثة والمدمرة بتكلفة ملايين الدنانير
كتب – عبدالله المملوك:
قال رئيس فريق عمل مشاريع تأهيل التربة في شركة نفط الكويت المهندس نجيب الزيد الشركة وقعت 5 مشاريع خاصة بتأهيل التربية ، مشيرا الى ان تلك المشاريع تعد الحزمة الاولي الخاصة بتاهيل التربية وسوف يليها 3 مشاريع اخري ، على ان تختتم الشركة بطرح 4 مشاريع اخري لتخضير التربة ليصل عدد المشاريع الاجمالي 12 مشروع لتاهيل التربة .
وأضاف الزيد في تصريحات على هامش الاحتفال باليوم العالمي لمنع استخدام البيئة بالحروب والنزاعات المسلحة والذي اقيم امس في معرض احمد الجابر للنفط والغاز بحضور المستشار عبدالعزيز الجارالله ممثل راعي الاحتفالية وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح ومثل الامم المتحدة المقيم في الكويت الدكتور طارق الشيخ وعدد من قيادات الشركة أن كافة المشاريع التي تنفذها شركة نفط الكويت تمول عن طريق نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة من خلال المنح المقدمة دولة العراق للاضرار التي سببتها بتفجير الابار واحراقها خلال العدوان الغاشم.
واوضح ان الخمس مشاريع الاولي التي تشرف على تنفيذها شركة نفط الكويت تنتهي في مدة تقارب 50 شهرا اي بحلول 2025 ، لافتا الى البدء بعدد من المشاريع الاخري التي تمتد لنفس المدة .
واشار الزيد في كلمة القاها نيابة عن الرئيس التنفيذي بالوكالة في شركة نفط الكويت خالد العتيبي الى ان هذا الاحتفال الذي يجمعنا كل عام، ونحيي من خلاله مناسبة عزيزة وذات مكانة خاصة في قلب كل كويتي، ألا وهي ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة في السادس من نوفمبر 1991، ذلك اليوم الذي تنفسنا فيه الصعداء بنجاحنا في القضاء على عملية التخريب المتعمدة لـ 727 بئراً نفطية، بعد أن أضرمت قوات الغزو العراقي الغاشم النار فيها.
واوضح أن الكويت شهدت بسبب هذا العمل المدمِّر أضخم كارثة بيئية عرفها العالم، وعاشت أياماً عصيبة استمرت ثمانية أشهر، تحولت خلالها سماء الكويت إلى اللون الأسود وتسببت بأضرار بيئية كبيرة ليس بالكويت فحسب بل طالت أماكن بعيدة حول العالم.
وولفت الى انه على الرغم من تقديرات الخبراء التي كانت تشير إلى أن عملية إطفاء الآبار ستستغرق عدة سنوات، نتيجة الحرائق الهائلة التي اندلعت طوال تلك الفترة، وما تخللها من آثار كارثية على البيئة والبنية التحتية، فإن ذلك شكّل تحدياً كبيراً لقطاع النفط، ولشركة نفط الكويت على وجه التحديد، التي خاضت غمار المواجهة بقوة وشجاعة، وبفضل عزيمة أبناء نفط الكويت، تمكّن أبطال فريق الإطفاء الكويتي، وبالتعاون مع 27 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، من السيطرة على الحرائق في غضون 240 يوماً فقط، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
وذكر الزيد انه في هذه المناسبة السعيدة، نتذكر بكل فخر وتقدير وإجلال التضحيات التي قام بها هؤلاء الأبطال من الكويتيين الذين بذلوا جهوداً هائلة وخاطروا بحياتهم لإطفاء حرائق الآبار، ونقول لهم إننا مهما قدمنا لكم فلن نستطيع أن نوفيكم حقكم، كما لن ننسى أبداً تفانيكم في سبيل إنقاذ الكويت ووضعها على طريق إعادة الإعمار والتنمية والتقدم، الأمر الذي عاد بالفائدة على مستقبل البلاد والقطاع النفطي.
كما نتوجه بالتحية ونتقدم بأسمى آيات الشكر إلى هؤلاء الأبطال الكويتيين الموجودين بيننا اليوم، والذين نقيم هذا الاحتفال على شرفهم ومن أجلهم، ولولا جهودهم جميعاً وإخلاصهم في العمل ما كان يمكن أن تتحقق كل تلك النهضة والإنجازات التي شهدناها خلال الأعوام الماضية.
واضاف الزيد انه يجب علينا أن نتذكر الماضي، لنأخذ العبر والدروس مما حدث خلال فترة الغزو، وفي الوقت نفسه لا بد أن نتطلع إلى المستقبل ونبذل أقصى ما في وسعنا من الجهود لكي يظل مشرقاً لأجيالنا المقبلة، من خلال العديد من المشاريع والمبادرات التي أطلقناها ونواصل العمل عليها، ومن أبرزها برنامج إعادة تأهيل البيئة في الكويت، والذي يعد أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم، لا سيما أننا نتعاون فيه مع جهات محلية ودولية رائدة تتمثل في لجنة الأمم المتحدة للتعويضات، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونقطة الارتباط الكويتية.
واشار الى أن معظم أعمال هذا المشروع الضخم تقع ضمن اختصاصات الشركة، فقد أنشأنا مجموعة تأهيل التربة من أجل تنسيق هذه الجهود، ومنحناها كل الدعم لكي تقوم بكل ما يلزم لإصلاح التربة والبيئة الناتجة من أضرار الحرائق والبحيرات النفطية وطبقة القار الصلبة ومصادر التلوث الأخرى ، مبينا أن نفط الكويت تعاونت في هذا الجهد مع كافة الأطراف، ولذا أتوجه لجميع الأفراد المعنيين بالشكر الجزيل على الجهد الذي يبذلونه في ضمان إصلاح البيئة الكويتية.
32 عاما
وبدورها قالت رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة د. وجدان علي العقاب من جانبها قالت رئيس جمعية حماية البيئة وجدان العقاب، إن الكويت ورغم مرور 32 عاما على كارثة حرق الآبار الا انها وحتى الآن تستصلح الأراضي الملوثة والمدمرة والتي تكلف ملايين الدنانير مما يثبت للعالم بأن هذه الجريمة البيئية النكراء، هي جريمة طويلة المدى ويجب ان تواجه بالمزيد من الدراسات والأبحاث الداعمة للبيئة واستصلاحها وتربية النشأ على ذلك.
واضافت العقاب: احتضنت الجمعية مبادرة شبابية جديدة، لفريق من خريجي الهندسة البيئية ، بدافع حماية مقدرات كنوز أرضنا ومستقبلنا والاستفادة من علمهم معلنة انطلاق فريق المهندسين البيئيين في الجمعية الكويتية لحماية البيئة.
واضافت ان هذا الوعي و الحس والإدراك ، درك بسببه المجتمع الأممي خطورة الموقف وقرر أن يقف بصف مطالبتها المدنية لحفظ حقوق الأجيال القادمة من الشعوب أثناء الحروب والعداءات والنزاعات غير العادلة تجاه الناس والموارد الطبيعية والبيئة.
واوضحت العقاب اننا نستذكر ببالغ الأسى اتشاح الشمس بالسواد حزناً على ما ألم بالبشر من مصائب سوء التدبير وسوء المنقلب، معرضة بنورها عن الأرض لشهور طويلة، حزينة على ما آلت إليه حالنا في حجيم الذهب الأسود، الذي تعالت ألسنة نيرانه إلى عنان السماء وضجت به أركانها. دمار طال أرجاء الأرض في البر والبحر.. وطغى الفساد فيها أوج طغيانه، بلا رادع ولا وازع.
وذكرت اننا عندما نقلب صفحات القصة نستعجل أحداثها، لنتوقف عند ملائكة النار الذين أطفأوا أجيجها، بالشغف والحب والتضحية .. بشجاعة وبسالة منقطعة النظير، نعرفهم اليوم بفريق إطفاء آبار النفط، تحية إجلال وتقدير لمن أشعل فتيل الأمل في قلب المنكوبين، لنجاحهم الذي أسر اهتمام العالم بأسره ونجاحهم باختصار الخط الزمني الذي رسمته كبار الفرق العالمية لإخماد الجحيم على الأرض. فكانوا كمن قلب صفحات القصة مستعجلاً ليرى نهايتها. فرأها العالم أجمع معه ومن خلال عينه دخان إخمادها ونهايتها في سبعة أشهر عوضاً عن سبع سنين، ثم وقفت الضمائر مصفقةً لبسالتهم ولتضحياتهم.
ولفتت الى انه انقشع الظلام، وغسلت البيوت السخام عن جدرانها، فسالت الجداول السوداء بين الفرجان والطرقات، إلا أنها لم تكن الوحيدة التي تسيل على الأرض ، حيث سال النفط لأشهر على الأرض كجرح نابض بالألم، مدنساً الحياة على اليابسة وفي البحر، مهددأ التنوع الأحيائي والأمن المائي والغذائي والمصادر الطبيعية وصحة الإنسان داخل الكويت وخارجها، وصحت البشرية على أعقاب الكارثة النفطية، على أنين البيئة المغدورة،فارتفعت رقاب الناس حول أسوارنا لتلقي نظرة على ما جرى، فتسارعت قراءات الباحثين بقياس السموم من كل صوب وحدب، فاختبروا عظيم الأثر، وامتداد الضرر، وسطروا في مقالاتهم العلمية صحيح العبر.
وذكرت ان المطالبات المدنية انطلقت عن طريق النخب الوطنية في الجمعية الكويتية لحماية البيئة في التسعينات للالتفات لهذه العبر.. فتجربتنا عبرة لمن لا يعتبر.، ولتحذير العالم من مغبة استخدام البيئة كأداة من أدوات الحرب واستغلالها ضد البشرية فهي تجربة مجحفة بحق الأجيال والشعوب.
ثم تلقت دبلوماسيتنا الكويتية بتوجيه المغفور له بإذن الله أمير الإنسانية .. راحلنا.. سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه وقت أن كان وزيرا للخارجية.. وجه بتبني المبادرة حتى خرج إلى النور “اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية – 6 نوفمبر”.