الطاقة البديلة هو مصطلح يستخدم للدلالة على مصادر الطاقة البديلة للوقود الأحفوري، وهو وقود يتم استخدامه لإنتاج الطاقة الأحفورية من مصادر أحفورية ناضبة وهي الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي. في رأيي أن مصطلح الطاقة البديلة قد لا يكون دقيقا في وصف حال العلاقة بين الطاقة الأحفورية ومصادر الطاقة الأخرى. لا يمكن بأي حال من الأحول تجاهل التوجه العالمي للطاقة المتجددة وتسارع وتيرة صناعتها وتطور تقنياتها، ما أسهم بفاعلية في ارتفاع لافت لحصة الطاقة المتجددة بين مصادر الطاقة الأخرى. أود التنويه بأن الحديث هنا يقتصر على الطاقة فقط فيما يخص المصادر الأحفورية وعلى رأسها النفط، حيث إن النفط ليس حكرا على الطاقة فله استخدامات وتطبيقات كثيرة لا يسع المقال إلى سردها، كما أن الطاقة ليست حكرا على النفط بطبيعة الحال. بعيدا عن الدراسات الاستشرافية حول مستقبل الطاقة العالمية وحصة مصادرها التي تذهب إلى أن النفط سيبقى متربعا على عرش مصادر الطاقة العالمية عام 2040 بنسبة 27 في المائة، ويأتي بعده الغاز الطبيعي بنسبة 25 في المائة، بينما ستحتل الطاقة المتجددة المرتبة الثالثة كمصدر للطاقة عام 2040 بنسبة قد تصل إلى 23 في المائة، ومن ثم الفحم بما يقارب 20 في المائة، وأخيرا الطاقة النووية بنسبة 5 في المائة. بعيدا عن ذلك أود تسليط الضوء على الأمن الطاقي العالمي، وموثوقية إمدادات مصادر الطاقة وأهمية ذلك. تعرف الوكالة الدولية للطاقة أمن الطاقة على أنه “توافر مصادر الطاقة دون انقطاع وبأسعار يمكن تحملها”، وجدت أن الانطلاق من تعريف الأمن الطاقي قد يقودنا بموضوعية وحيادية للإجابة عن السؤال العريض عنوان هذا المقال: “هل الطاقة البديلة بديلة فعلا؟” فيما يخص الشق الأول من تعريف الأمن الطاقي حول ديمومة الإمدادات وموثوقيتها، أعتقد أن جميع مصادر الطاقة ليست في منأى عن الظروف الطبيعية والتقنية والأمنية والسياسية وغيرها، وقد تتسبب في انقطاعها بنسب متفاوتة، وبأثر متباين. فالظروف الطبيعية والفنية التي تؤثر في إمدادات الوقود الأحفوري، تنسحب أيضا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية وغيرها. لعل ما يحدث الآن في الولايات المتحدة بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت ولاية تكساس وقد تؤدي إلى تعطل إنتاج الخام الأمريكي وأنشطة التكرير لأيام أو ربما لأسابيع في ولاية تعد الأكبر في إنتاج الطاقة. تسببت هذه العاصفة في توقف نحو أربعة ملايين برميل يوميا من الطاقة التكريرية، ونحو مليون برميل من إنتاج النفط، ما أدى ذلك إلى انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بنحو 5.8 مليون برميل الأسبوع الماضي بحسب بيانات معهد البترول الأمريكي، حيث بلغ المخزون نحو 468 مليون برميل. في المقابل أثرت هذه العاصفة الثلجية كذلك في مصادر الطاقة المتجددة في تكساس وعطلت ألواح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الأمثلة على تأثير الظروف السابق ذكرها في مصادر الطاقة في العالم كثيرة بل متكررة، ويهمني هنا توضيح أن الأمن الطاقي مفهوم شامل يقودنا إلى تصحيح وتأطير بعض المفاهيم حول العلاقة بين مصادر الطاقة أنها علاقة تكاملية. الشق الثاني من تعريف وكالة الطاقة الدولية للأمن الطاقي الذي يتمحور حول أسعار الطاقة وإمكانية تحملها، سأسلط الضوء عليه في المقال المقبل بإذن الله وأعرضه على مصادر الطاقة بأنواعها المختلفة لتتضح الصورة أكثر.