«ميد»: 80 مليار دولار مشاريع البتروكيماويات المخطط لها بالشرق الأوسط

«ميد»: 80 مليار دولار مشاريع البتروكيماويات المخطط لها بالشرق الأوسط

*صناعة اليتروكيماويات سيشكل 50% من استهلاك النفط الخام العالمي بحلول 2050

عبدالله المملوك
أظهر تحليل اصدرته مجلة ميد ان الإنفاق على صناعة البتروكيماويات يدلل على التطلعات الكبيرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث يعكف منتجو الطاقة الإقليميون بشكل أكبر على الانخراط في سلاسل التوريد في مضمار البتروكيماويات انسجاما مع مساعيهم الرامية لتعظيم قيمة كل برميل ينتجونه من النفط الخام.

ويشير التحليل إلى أن المنطقة تتمتع بميزة يمكن استغلالها واستثمارها بصورة جيدة، لاسيما وانه يوجد حاليا حوالي 27.8 مليار دولار من مشاريع البتروكيماويات في منطقة مينا في مرحلة الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، وفقا لمجلة ميد بروجكتس التي تتبع المشاريع الإقليمية، بينما تتجاوز قيمة المشاريع المخطط لها هذا الرقم إلى 80 مليار دولار.

وجاء في التحليل الذي اعده محرر المجلة اندراجيت سين، ان البتروكيماويات في طريقها لتشكل أكثر من 50% من استهلاك النفط الخام العالمي بحلول 2050، وفقا لوكالة الطاقة الدولية في الوقت الذي يشهد ارتفاع الطلب بشكل حاد على المنتجات التي تشمل الأسمدة والمواد الكيميائية الصناعية، فضلا عن البلاستيك المنزلي ومستحضرات التجميل.

وقال التحليل ان هذا يفسر إلى حد كبير سبب تضخم موجة الاستثمارات في تطوير المواد الكيميائية في منطقة مينا، اذ تنفق شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية والشركات الصغيرة الخاصة اموالا طالة لتعزيز طاقتها الإنتاجية من المشتقات عالية القيمة والجودة.

كما أن هذا التوجه يوفر لمنتجي النفط الفرصة لتأمين الطلب على إمداداتهم، فيما لاتزال الصناعة على منحنى واضح وحاد من حيث التكاليف والنفقات الرأسمالية، وهو ما يتلخص في أن الوضع الحالي يفرض الاختيار بين امرين، إما التخلي عن النفط والغاز، أو الاحتفاظ به، وذلك لأن هناك حاجة إلى ضمان أمن الطاقة من الوقود الأحفوري من جهة، والتخلص من الانبعاثات الكربونية.

وبالمقابل، قالت المجلة انه يجري تعزيز الإنفاق الرأسمالي المستقبلي على مصافي النفط التي تمثل العمود الفقري التقليدي لصناعة التكرير والبتروكيماويات في مينا بمبلغ 44.3 مليار دولار فقط في المشروعات المخطط لها مقارنة مع 39.3 مليار دولار من المشاريع الجاري تنفيذها حاليا.

ويبدو أن التنبؤات بحدوث ركود كبير في الطلب على وقود النقل البري والبحري – وهو الدعامة الأساسية لقطاع التكرير مع تسارع التحول لإنتاج المركبات الكهربائية – ستؤدي إلى تباطؤ الاستثمارات في مشاريع توسيع طاقة التكرير في المنطقة.

والجدير بالذكر أنه على الرغم من الارتفاع المتسارع لأهمية الغاز في مزيج الطاقة العالمي، فإن قيمة المشاريع في مرحلة EPC والخاصة بمعالجة الغاز لا تتجاوز قيمتها الإجمالية 7.2 مليارات دولار، مقارنة بنحو 13 مليار دولار من المشاريع قيد التنفيذ حاليا.

وعزت المجلة ذلك إلى ان منتجي الطاقة الإقليميين يهدفون لتصدير المزيد من انتاجهم من الغاز إلى الأسواق المستهلكة في الخارج، بدلا من استهلاكه محليا، وهو اتجاه أكدته موجة الإنفاق الرأسمالي التي تحظى بها مشاريع التنقيب عن الغاز وإنتاجه في الوقت الحالي.