موسكو تصعّد حرب الطاقة على أوروبا وألمانيا تلجأ لمخزونها وفرنسا تستعين بمفاعلاتها النووية

كتب – عبدالله المملوك
انتقلت معركة الغاز بين روسيا وخصومها الأوروبيين إلى مرحلة متقدمة، بعد أن أعلنت موسكو تعليق إمداداتها عبر خط «السيل الشمالي» الى اجل غير مسمى، في وقت تبحث تركيا عن انجاز جديد في ملف محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية جنوب أوكرانيا وفقا لرويترز .

اقرأ أيضًا.. وزير بترول مصر الأسبق: وضع سقف لسعر النفط الروسي غير واقعي

فقد عرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين وساطة تركية للمساعدة على تسوية الأزمة حول المحطة النووية الأكبر في اوروبا.

وأفادت الرئاسة التركية في بيان بأن «اردوغان أعلن أنه بإمكان تركيا لعب دور المسهل بشأن محطة زابوريجيا النووية، مثلما فعلت بالنسبة للاتفاق حول الحبوب» التي استؤنف تصديرها بعد اتفاق اسطنبول بعد توقفه بسبب الغزو الروسي.

وكانت أوكرانيا أعلنت أول من أمس أنها قصفت قاعدة روسية في اينرغودار الروسية قرب محطة زابوريجيا، متهمة روسيا بأنها سحبت اسلحتها منها قبل تفتيشها من قبل فريق تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبعد عودته من رحلة التفتيش هذه، قال المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي إنه سيقدم تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن زيارة مفتشي الوكالة إلى محطة زابوريجيا بعد غد.

وأضاف غروسي، خلال مؤتمر صحافي بمطار فيينا، «نحاول الآن تقديم تقييم متعمق للوضع، وأخطط لتقديم تقرير أولي بمجرد أن نحصل على الصورة الكاملة»، مؤكدا أنه سيقدم تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء ليلخص فيه الاستنتاجات وما يدور هناك.
وشدد في الوقت نفسه على عدم الحاجة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا، وهو ما لن يرضي كييف على الأرجح، حيث تطالب الى جانب الامم المتحدة وواشنطن بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط «زابوريجيا».

ميدانيا، اتهمت وزارة الدفاع الروسية في إفادة دورية أمس، قوات أوكرانية بشن هجوم يهدف للسيطرة على المحطة.
وقالت إن قوات من البحرية الأوكرانية قوامها أكثر من 250 فردا حاولت الرسو على ساحل بحيرة قريبة من المحطة في جنوب أوكرانيا مساء الجمعة.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن الهجوم المضاد الذي نفذته أوكرانيا في منطقة خيرسون جنوبي البلاد حقق «مباغتة تكتيكية»، مشيرة إلى أن أوكرانيا استغلت ضعف الخدمات اللوجستية في الجيش الروسي.

وفيما يتعلق بمعركة الغاز، أكد المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد باولو جنتلوني أمس أن الاتحاد الأوروبي «على استعداد جيد» في حال الوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي، بفضل التخزين وإجراءات اقتصاد الطاقة.

وقال للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي الذي نظمه «البيت الأوروبي ـ أمبروسيتي» في تشرنوبيو «نحن على استعداد جيد لمقاومة استخدام روسيا المفرط لسلاح الغاز»، وأضاف «لسنا خائفين من قرارات بوتين، نطالب الروس باحترام العقود، ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، نحن مستعدون للرد».

جاء ذلك ردا على إعلان شركة «غازبروم» الروسية العملاقة الجمعة أن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم1» الذي يربط روسيا بشمال ألمانيا وكان من المقرر أن يستأنف الخدمة أمس، سيتوقف «تماما» حتى يتم إصلاح التوربين، وقالت انها وجدت تسربا في محرك اثناء الصيانة، من دون تحديد موعد نهائي.

وبذلك ترد روسيا على القرار الذي أعلنته مجموعة الدول السبع الجمعة والذي يتمثل في استهداف مكاسب الطاقة التي تحصل عليها روسيا، وذلك عبر الموافقة على تحديد سقف لسعر النفط.

وأشار جنتيلوني إلى أن «تخزين الغاز (في الاتحاد الأوروبي) بلغ حاليا حوالى 80%، بفضل تنويع مصادر الإمدادات» حتى وإن اختلف الوضع بين دولة وأخرى.

وأوضح أن الهدف «متابعة استراتيجية أوروبا الموحدة التي تعمل ضد غزو أوكرانيا عبر استخدام السلاح الاقتصادي». وتسبب القرار الروسي باضطرابات شديدة بالأسواق الأوروبية، وسط مخاوف من حدوث أزمة طاقة في القارة العجوز خلال فصل الشتاء المقبل.

وقد أعلنت برلين عزمها استخدام مخزونات الغاز والبحث عن بدائل للغاز الروسي، كما قررت باريس تشغيل جميع مفاعلاتها النووية لتأمين احتياجات الطاقة خلال الشتاء.

وتحدثت وزارة الاقتصاد الألماينة عن توتر في سوق الغاز، إلا أنها أكدت أن «أمن الإمداد مضمون»، وعن تقدم ملموس في تأمين إمدادات بديلة عن الغاز الروسي.

من جهتها، أعلنت فرنسا أنها ستعمد إلى تشغيل جميع مفاعلاتها النووية الـ56 خلال الشتاء، من أجل التغلب على أي أزمة متوقعة في الطاقة، ودعت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناتشر إلى تضامن أوروبي لتجاوز الشتاء المقبل دون نقص في إمدادات الطاقة.

Print Friendly, PDF & Email