بقلم-نايجل روبرتس
سيتوقف ثلث محطات الطاقة الموجودة في المملكة المتحدة عن العمل على مدى السنوات العشر المقبلة، ويعتقد سام ليدلو الرئيس التنفيذي لشركة سنتريكا، أن البديل عن هذه المحطات القديمة سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى الحكومة. ويتوقع ليدلو أن يكون هنالك اعتماد متزايد على الغاز، فضلا عن الطاقة المتجددة والنووية ذات التكلفة المرتفعة، لكنها ستسهم في تحقيق الأهداف المتعلقة بالكربون، يقول ليدلو “نحن بحاجة إلى مزيج، نريد مزيدا من الرياح، ونريد الغاز كبديل احتياطي للرياح، لأن الرياح تأتي على فترات متقطعة. وعلاوة على ذلك، فإننا نحتاج إلى طاقة نووية جديدة، كحد أدنى، لتحل محل المحطات القديمة التي تتوقف عن العمل”. يوافق أليستير بيوكانان، الرئيس التنفيذي لهيئة أوفجيم لتنظيم قطاع الطاقة، على أن البيئة الاستثمارية لشركات الطاقة في المملكة المتحدة عسيرة، مما يضر بأمن الطاقة: لا تزال “الشركات” تعمل في بيئة سوق رأس المال المحدود جدا، مع مرافق رئيسة بميزانيات عسيرة. لذلك، فإننا ننظر إلى سوق تمويلية صعبة، وتحديات تقنية كبيرة، ومسائل تخطيطية مهمة في جميع أرجاء أوروبا، وقد أدى هذا إلى تأخير جميع مشاريع الرياح والماء والأمواج، ربما إلى حد كبير جدا. هل يمكن لحزمة تطوير سوق الكهرباء الحكومية أن تعمل بما يكفي لضمان التدفق الحر للاستثمار في هذه الصناعة، بحيث يكون لدى بريطانيا كفايتها من الطاقة، وتحقيق الأهداف المتعلقة بالحد من انبعاث الكربون خلال السنوات العشر المقبلة؟ يقول بيوكانان “إن ثمة حاجة ملحة لضمان أن يكون تحديد تكلفة عديد من الصكوك المالية المستخدمة في تداول عقود الطاقة على المدى الطويل واضحا وشفافا بما يكفي لتشجيع الاستثمار: في سوق الجملة، التي تعمل حكومة المملكة المتحدة على تغييرها، أنت بحاجة إلى تحديد السعر، لتكون قادرا على إبرام عقد ثنائي، ولا يمكن لك أن تحصل على سعر إلا إذا كانت السوق نشطة، وقد أخبرنا الحكومة أنه لا توجد سوق نشطة الآن”. يقر بيوكانان أن الحكومة تتحرك بسرعة لإعداد إطار استثماري فعال، لكن هنالك حاجة إلى إنجاز كثير من أجل التعامل مع سوق الطاقة المتغير بسرعة كبيرة “كانوا يتوقعون ظهور الطاقة النووية إلى حيز الوجود بحلول 2017، لكنها لن تظهر، وكانوا يتوقعون الفحم النظيف، ويتوقعون الرياح، لكن لا شيء مما توقعوه قبل بضع سنوات سيتحقق. التركيز الآن منصب على الغاز، وما يحاولون فعله الآن هو تشجيع الاعتماد على الغاز من خلال رصيد القدرة، أو الإعانات، لكنهم، من جهة، يقولون إننا سنمتلكها، ومن جهة أخرى، يقولون إننا لن نثير الأمر حاليا. التأخير، وفقا لأوفجيم، سيؤدي إلى تأجيل طرح الأسعار وعرقلة برنامج الطاقة “نحن نقول للحكومة إذا كنتم تريدون أن تسلكوا طريق رصيد القدرة من أجل الغاز، فعليكم الاستمرار. أعتقد أن حكومة المملكة المتحدة قريبة جدا من تحقيق إنجاز رائع، أما إذا، للأسف، أساءت فهم بعض التفاصيل، فإنها لن تشهد وصول تلك الاستثمارات الحيوية في مجال الطاقة، التي تقدر بـ 110 مليارات جنيه استرليني في السنوات الثماني المقبلة”. يعتقد بيوكانان أن أحد أكبر المخاطر التي تهدد أمن الطاقة في المملكة المتحدة هو أنه إذا لم تتمكن الطاقة النظيفة من استقطاب استثمارات كافية، فإن تلك الأجزاء الحيوية من مزيج الطاقة المستقبلي، الذي من شأنه أن يبقي مصابيح الإنارة مشتعلة في المملكة المتحدة، لن تصل إلى المستوى المطلوب. “بصراحة، مقارنة بما كنا عليه قبل سنتين، فأنا متفائل للغاية، ما يثير قلقي هو أن أصبح متشائما للغاية، وبسرعة كبيرة، إذا كانت بعض القرارات خاطئة خلال الأشهر القليلة المقبلة”.