كامكو تصدر تقرير الاكتتابات العامة الأولية بدول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2018

اصدرت شركة “كامكو للاستثمار”تقرير الاكتتابات العامة الأولية بدول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2018 والذى اشار الى ان سوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي ظل  نشطاً في العام 2018 وان كانت انشطة السوق الرئيسية قد هدأت قليلاً مقارنة بمستويات العام 2017 من حيث عدد الاصدارات وحجم رأس المال المجمع. حيث تراجع اجمالي عدد الاكتتابات العامة الأولية للشركات والصناديق العقارية المتداولة مجتمعين ليبلغ 18 اصداراً مقابل 28 في العام 2017، إلا ان هذا المستوى يعد مرتفعاً مقارنة بأنشطة عامي 2015 (6 اصدارات) و2016 (4 اصدارات).  كما تراجعت عمليات زيادة رأسمال الشركات عن طريق الاكتتابات العامة الأولية بنسبة 18 في المائة وبلغت قيمتها 2.7 مليار دولار أمريكي في العام 2018 مقابل 3.3 مليار دولار أمريكي في العام 2017. وخلافاً للوضع السائد في العام 2017 والذي تصدرت خلاله الصناديق العقارية المتداولة سوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي كانت الريادة فيالعام 2018 لاكتتابات الشركات بمساهمة بلغت نسبتها 56 في المائة من عدد الاصدارات و62 في المائة من قيمة رأس المال المجمع.كما تجدر الاشارة إلى ان سوق الاكتتابات الأولية العامة قد شهد خلال العام مشاركة على أوسع نطاق باشتراك الجهات المصدرة من جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست بلا استثناء. إلا انه على الرغم من انتعاش سوق الاكتتابات الأولية العامة في المنطقة على مدار عامي 2017 و2018، إلا ان الشركات المصدرة ما زالت تترقب تراجع معدلات التذبذب في اسعار النفط واستقرار التوقعات على المدى القريب في الأسواق الثانوية الخليجية على السوق الرئيسية

أما على الصعيد العالمي، فكانت أنشطة الاكتتابات الأولية العام مختلطة حتى في ظل معاصرة أسواق الأوراق المالية للخلافات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين والعوامل الجيوسياسية والتقلبات السائدة في البورصات الثانوية بعد البداية القوية التي استهلت بها العام مع ارتفاع معدلات السيولة وقوة التقييمات. حيث تراجعت كمية الإصدارات الأولية العالمية بنسبة 21 في المائة على أساس سنوي مقارنة بمستويات العام 2017 وبلغت 1,359 اكتتاب عام أولي في العام 2018، في حين ارتفعت عائدات الاكتتابات بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي، وبلغ رأس المال المجمع 204.8 مليار دولار أمريكي في العام 2018 وفقاً لمكتب ارنست آند يونج.كما تشير
احصائيات مكتب أرنست آند يونج إلى ان ارتفاع عائدات الاكتتابات يعزى بصفة اساسية إلى الشركات التي توصف بمصطلح “يونيكورن” (Unicorn) وهي المشروعات الجديدة التي تتجاوز أعمالها مليار دولار (40 اكتتاب اولي عام تمكنت من جمع 32.2 مليار دولار أمريكي) بالإضافة إلى الاكتتابات الكبرى. اما من جهة المساهمات الاقليمية، فقد احتفظت منطقة آسيا المحيط الهادئ بموقعها الريادي من حيث تصدرها للأنشطة العالمية سواء من حيث عدد الصفقات او حجم الاصدارات للعام 2018 على السواء. حيث استحوذت المنطقة على ما نسبته 49 في المائة من عدد الصفقات (57 في المائة في العام 2017) و48 في المائة من اجمالي العائدات (39 في المائة في العام 2017)، وفقا لإحصائيات مكتب أرنست آند يونج.من جهة اخرى، ادت حالة عدم اليقين بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والتغير السياسي في ألمانيا وايطاليا إلى التأثير على الاقتصاديات الأوروبية ودول أوروبا والشرق الأوسط والهند وأفريقيا (EMEIA). فكما أوضح مكتب ارنست آند يونج شهدت دول أوروبا والشرق الأوسط والهند وأفريقيا (EMEIA) تراجعا بنسبة 16 في المائة على أساس سنوي في حجم الصفقات، وتراجع سنوي بنسبة 26 في المائة في قيمة رأس المال بالنسبة لإصدارات العام 2018 مقارنة بالعام 2017. واحتفظت أنشطة الاكتتابات الأولية العامة بقوتها في الولايات المتحدة، حيث تحسن عدد الاكتتابات الأولية في بورصتي ناسداك ونيويورك بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي في العام 2018 وبلغ 205 اصدار، في حين قفز إجمالي رأس المال المجمع بنسبة 31 في المائة على أساس سنوي وبلغت 52.8 مليار دولار أمريكي. ووفقاً لما ورد في التقرير، حافظ المستثمرون على التوازن بين القطاعات الدفاعية وقطاعات النمو، حيث كانت الشركات التكنولوجية والصناعية والرعاية الصحية هي المصدر الرئيسيلأكبر عدد من الصفقات على مستوى العالم، في حين استحوذت شركات التكنولوجيا على أكبر حجم لرأس المال المجمع تبعتها شركات الاتصالات والشركات المالية.
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حافظت السعودية على موقعها الريادي في سوق الاكتتابات العامة الأولية الخليجي في العام 2018 بتسجيلها أكبر عدد من الاكتتابات واعلى مستوى من حجم رأس المال المجمع. حيث بلغ عدد الاكتتابات العامة الأولية في السعودية 11 اكتتاباً (بما في ذلك الصناديق العقارية المتداولة) بقيمة إجمالية بلغت 1.33 مليار دولار أمريكي في العام 2018.اما أكبر الاصدارات حجماً فكان من نصيب قطر، حيث تمكنت شركة قطر لصناعة الألومنيوم (قامكو) من تجميع 755 مليون دولار امريكي من خلال طرح اكتتاب اولي عام، والذي تمت تغطيته بواقع 2.5 مرة. وارتفع سعر السهم بنهاية العام 2018 بنسبة 33.5 في المائة مقابل سعر الطرح، وبتراجع بلغت نسبته 25.8 في المائة مقارنة بسعر الافتتاح في اولى جلسات تداول أسهم الشركة في بورصة قطر.وأعلنت إدارة مؤشر فوتسي راسل إدخال شركة قامكو إدخالا سريعا ضمن مؤشر فوتسي العالمي ومؤشر فوتسي للشركات متوسطة الحجم، ومؤشر فوتسي للأسواق الناشئة. وجاء السوق العماني ثانياً من حيث حجم الاكتتابات، حيث شهد السوق الموازي طرح اكتتابين. حيث تمكنت شركة التأمين العربية فالكون من جمع 67 مليون دولار أمريكي، في حين جمعت شركة ظفار لتوليد الكهرباء 52 مليون دولار أمريكي وتم ادراجهما ضمن السوق الموازي لسوق مسقط للأوراق المالية.وعلى الرغم من ان السوق الاماراتي لم يشهد طرح اكتتابات اولية عامة للشركات في اي من بورصتيه، إلا ان بعض الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها قامت بطرح اسهمها للاكتتاب في الأسواق العالمية. حيث قامت شركة شلف دريلينج إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الحفر والتنقيب عن النفط في المياه الضحلة، التي تتخذ من دبي مقراً لها، من جمع أكثر من 225 مليون دولار عبر بورصة أوسلو.بالإضافة إلى ذلك، جمعت مجموعة أر ايه إنترناشيونال جروب المتخصصة في مجال التطوير العقاري في دبي 25 مليون دولار امريكي من خلال طرح اسهمها للاكتتاب العام في سوق الاستثمار البديل في لندن. إلا انه خلال العام، شهد سوق دبي المالي ادراج سهمين جديدين هما شركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية المصرية وشركة اثمار القابضة المدرجة في بورصة البحرين.وعادت الكويت مرة اخرى إلى ساحة الاصدارات الأولية بطرح واحد فقط في العام 2018، حيث قامت شركة المتكاملة القابضة بجمع 213 مليون دولار أمريكي من خلال طرح اسهمها للاكتتاب الأولي العام في بورصة الكويت. كما شهدت بورصة البحرين الاكتتاب العام الأولي لشركة شركة إي بي إم تيرمينالز، الشركة المشغلة الحصرية لميناء خليفة بن سلمان، وبلغت قيمة الاكتتاب 31 مليون دولار أمريكي.
وواصلت اكتتابات الصناديق العقارية المتداولة في الاستحواذ على مركز الصدارة، وتركزت جميعها في السوق السعودي وبلغ عددها 8 اصدارات بقيمة اجمالية 1.03 مليار دولار أمريكي. وشقت نماذج الأعمال والقطاعات الجديدة طريقها إلى سوق الاكتتابات الأولية الخليجي في العام 2018، حيث جمعت شركة لجام للرياضة، وهي شركة استهلاكية ترفيهية في المجال الرياضي، 218 مليون دولار أمريكي. كما تعتبر الشركة الوطنية للتربية والتعليم ومقرها السعودية من الشركات القلائل التي تمكنت من تزويد السوق الخليجي بنشاط تعليمي متخصص، حيث بلغت قيمة الاكتتاب في أسهم الشركة 66 مليون دولار امريكي.
وترى بحوث كامكو ان الافاق المستقبلية للسوق الخليجي للاكتتابات الأولية العامة سيواصل اعتماده في العام 2019 على الأسواق الثانوية واستقرار اسعار النفط حتى مع استمرار الحكومات الخليجية في تعزيز الاقتصادي غير النفطي من خلال زيادة نفقات الموازنة. كما يتوقع ان يتابع المصدرون تطورات الاسواق الثانوية في بداية العام 2019 وكذلك التأكد مما إذا كان اتخاذ مسار سوق أدوات الدين لتغطية احتياجات رأس المال يعد خياراً مجدياً. ويتوقع أن تتراجع أحجام اكتتابات الصناديق العقارية المتداولة نظراً لبعض القضايا الهيكلية التي تؤثر على الطلب الأساسي على العقارات، وانخفاض الهوامش بين عوائدها ومعدلات الفائدة على الودائع لأجل التي تعد أكثر أماناً. إلا انه على الرغم من ذلك، فإننا نرى أن الشركات الخليجية ذات النماذج التجارية المميزة والتصنيف القطاعي والقدرة على إظهار كفاءة رأس المال من المقرر أن تستمر في جذب مزيداً من اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين ممن يتطلعون للمشاركة في الاكتتابات الأولية العامة.