سعر الغاز يثير أزمة بين تركيا وروسيا

“اللاجدوى التركية”، عنوان مقال ألكسندر فرولوف، في “إزفستيا”، عن لا جدوى عناد أنقرة في الحصول على تخفيضات كبيرة في أسعار الغاز من موسكو، ونقاط قوة وضعف كل من الطرفين.

وجاء في المقال: لم تتفق روسيا وتركيا بعد على سعر الغاز. يتميز “السيل التركي” بدرجة عالية من الجاهزية، فسيتم تشغيل الخط الأول منه في وقت لاحق من هذا العام. ولدى الطرفين وقت قليل للمفاوضات.

لتركيا الحق في توقع حسومات. هناك عدة أسباب لذلك. أولاً، كونها ثاني أكبر مشتر للغاز الروسي بعد ألمانيا، و”غاز بروم” أكبر مورد للسوق التركية؛ ثانياً، تركيا مستعدة لتنفيذ مشاريع مشتركة مع بلدنا ليس فقط في مجال الغاز؛ وثالثا، سوف تنخفض نفقات شركة “غازبروم” على نقل الوقود الأزرق إلى هذا البلد بعد إطلاق “السيل التركي”. وربما هذه هي الحجة الأكثر أهمية.

لكن تقليد البازار التركي ما زال قائما. فعلى ما يبدو، يعتقد رجب أردوغان وزملاؤه بأن بلادهم في وضع قوي. ويرجع ذلك إلى استراتيجية لتحويل تركيا إلى بوابة غاز جنوبية لأوروبا، أو مركز للغاز لعموم أوروبا.

ولكن، كما أظهرت أحداث 2015-2016، فليس هناك، باستثناء روسيا، لاعبون آخرون، في المنطقة، يمكنهم تزويد تركيا بالغاز وضمان وضعها كبلد عبور بارز.

بالإضافة إلى ذلك، إذا ماطلت أنقرة كثيرا في المفاوضات حول السعر، وبالتالي، أجّلت بدء عمليات التسليم عبر “السيل التركي”، فستعاقب نفسها. سوف تضطر، في الواقع، إلى الدفع بالأسعار الحالية (التي ترغب في الحصول على خصم منها) لفترة أطول. يمكنها، بالطبع، أن تأمل في أن تستسلم روسيا في نهاية المطاف وأن يعوض الخصم عن المدفوعات الزائدة المحتملة. لكن في ظروف سعي القيادة التركية إلى زيادة نفوذ بلادها في المنطقة، ومن أجل ذلك تعارض حتى شركائها في الناتو، فإن مثل هذه الاستراتيجية لن تؤتي ثمارها. واليوم، فإن أي تأخير من قبل القيادة التركية (والعناد غير البنّاء في التسعير) سيزيد موقفها ضعفا.

تجدر الإشارة إلى أن “السيل التركي” كان في الأصل مؤلفا من أربعة خطوط. ولكن بسبب الأحداث المعروفة، انتقل اثنان منها إلى الشمال ونشأ مشروع “السيل الشمالي”. هناك العديد من اتجاهات نقل الغاز الروسي، وليس كلها تمر في تركيا.