ردًا على أوبك+.. الهند تعتزم خفض وارداتها النفطية من السعودية

*المصافي الحكومية تستورد 14.8 مليون برميل من نفط المملكة شهريًا

كتب-عبدالله المملوك

تعتزم مصافي التكرير الحكومية الهندية خفض واردات النفط من السعودية بنحو الربع، في مايو/أيار، بجزء من مساعي الحكومة لخفض الاعتماد على النفط الخام من الشرق الأوسط، حسبما أكدته مصادر مطلعة.

تأتي الخطوة بعد قرار منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك” تجاهل دعوات نيودلهي بزيادة المعروض -وفقًا لما نقلته صحيفة “إنرجي إيكونوميك تايمز” الهندية، ووكالة رويترز-.

شكوك حول خفض الواردات

وقال مصدران -طلبا عدم الكشف عن هويتهما وفقا لرويترز -، إن مؤسسة النفط الهندي وشركات بهارات بتروليوم وهندوستان بتروليوم ومانغالور للتكرير وصناعة البتروكيماويات المحدودة تستعد لاستيراد نحو 10.8 مليون برميل، في مايو.

وأضافا أن مصافي التكرير الحكومية -التي تسيطر على نحو 60% من طاقة التكرير الهندية البالغة 5 ملايين برميل يوميًا- تستورد في المتوسط 14.7-14.8 مليون برميل من النفط السعودي شهريًا.

وشدّد المصدران على أن المصافي الهندية لا يمكنها خفض واردات النفط من السعودية، لشهر أبريل، حيث تمّ تقديم المخصصات قبل قرار أوبك+، مطلع شهر مارس.

وتابعا أن خطط شهر مايو تُعدّ أولية، وأن المخصصات النهائية لشهر مايو ستُعلَن في مطلع شهر أبريل.

قرار أوبك+
كان أوبك+ قد قرر مطلع الشهر الجاري تمديد معظم تخفيضات الإنتاج إلى شهر أبريل، واتفق وزراء التحالف على الإبقاء على مستويات إنتاج النفط المتبعة خلال شهر مارس، مع السماح لروسيا بزيادة الإنتاج بمقدار 130 ألف برميل يوميًا، وقازاخستان بمقدار 20 ألف برميل يوميًا.

وأشاد الوزراء بقرار السعودية بشأن تمديد عمليات الخفض الطوعية في الإنتاج- التي تبلغ مليون برميل يوميًا- حتى شهر أبريل المقبل.

هجوم الهند ورد السعودية
دعا وزير النفط الهندي دارمندرا برادان مرارًا منظمة أوبك وحلفاءها “أوبك+” إلى تخفيف قيود الإمدادات، لتجنّب الضرر البالغ الذي تعرضت له الهند، جراء ارتفاع أسعار النفط.

وألقى برادان باللوم على عمليات الخفض الطوعية التي قامت بها السعودية في المساهمة بارتفاع أسعار النفط العالمية.

وردًا على طلب برادان، اقترح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن تستخدم الهند الاحتياطيات الإستراتيجية التي قامت بشرائها، خلال العام الماضي، خلال خفض الأسعار.

وردّت وزارة النفط الهندية بالطلب من المصافي تسريع تنويع مصادر النفط الخام وتقليل الاعتماد على الشرق الأوسط.

اعتماد الهند على الشرق الأوسط
تستودر الهند -ثالت أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- أكثر من 80% من احتياجاتها النفطية، وتعتمد بشكل كبير على الشرق الأوسط.

وقطعت السعودية إمدادات النفط، في أبريل لبعض المصافي الآسيوية، لكنها حافظت على متوسط الكميات الشهرية لمصافي التكرير الهندية، ومع ذلك رفضت المملكة طلب الشركات الهندية لإمدادات إضافية.

أميركا أكبر المورّدين
انخفضت حصة الشرق الأوسط من إجمالي واردات الهند إلى أدنى مستوى لها في 22 شهرًا في فبراير .

وبرزت الولايات المتحدة، في فبراير، بصفة ثاني أكبر مورّد للهند بعد العراق، بينما تراجعت السعودية -التي كانت دومًا واحدة من أكبر مورّدي الهند- إلى المرتبة الـ4 لأول مرة، منذ يناير 2006 على الأقل