حوادث “نورد ستريم” تشعل الطلب على الغاز في الأسواق العالمية

كتب – عبدالله المملوك
يتجه التخريب المشتبه به لخطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إلى تصعيد المنافسة العالمية المحتدمة بالفعل على شحنات الغاز الطبيعي.

اقرأ أيضًا.. تسرب الغاز في نورد ستريم.. اتهامات بالتخريب وتهديد أوروبي

وتضررت شبكة خطوط أنابيب نورد ستريم المتوقفة حاليًا عن العمل، حيث قالت ألمانيا إنها تشتبه في أنه عمل تخريبي.

جاء ذلك في وقت هددت روسيا أيضًا بقطع الغاز عن أوروبا عبر رابط رئيسي يمر بأوكرانيا، وهو ما سيكون تصعيدًا حادًا في الصراع بين موسكو والغرب.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بأكثر من 20٪ أمس الثلاثاء، مع ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي المسال الآسيوي أيضًا على خلفية تدهور توقعات الإمدادات. وسيؤدي التخفيض المحتمل لمزيد من الغاز الروسي إلى ندرة أكبر في سوق محمومة بالفعل.

وبلغت عقود الغاز الطبيعي المسال في آسيا لشهر ديسمبر حوالي 51 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية اليوم الأربعاء، أو أعلى بنحو 8 دولارات، وفقًا لتجار وسماسرة قالوا لوكالة “بلومبرغ” إن الأسعار قفزت بنحو 20٪ منذ يوم الاثنين.

وقال توبي كوبسون، الرئيس العالمي للتجارة والاستشارات في شركة ترايدنت للغاز الطبيعي المسال: “سيتعين على أوروبا الحصول على الغاز في مكان آخر إلى أجل غير مسمى، وستتطلع بشدة لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي. ستكون آسيا وأوروبا في مواجهة.. سنحتاج إلى رؤية رد فعل اليابان وكوريا الجنوبية”.

وقال متعاملون إن هناك اندفاعًا لحجز السفن لنقل المزيد من الغاز الأميركي عبر المحيط الأطلسي، مما رفع أسعار الشحن إلى مستويات قريبة من تلك القياسية.

وحصلت أوروبا على 40٪ من الغاز من روسيا عبر خط الأنابيب نورد ستريم قبل الحرب في أوكرانيا، وهو رقم يبلغ الآن حوالي 9٪.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بنسبة تصل إلى 12٪، في قفزة لليوم الثاني على التوالي. كما ارتفعت أسعار أسهم منتجي الغاز اليوم الأربعاء، حيث صعدت Woodside Energy Group Ltd بـ 4.1٪ في سيدني.

مع ذلك، فإن عمليات الشراء الضخمة في اليابان خلال الأشهر القليلة الماضية قد تخفف من حدة التأثير لأنها وفرت مخزونات من الغاز الطبيعي المسال تفوق بكثير متوسط الخمس سنوات. في غضون ذلك، تتمتع الصين بإمدادات كافية مع انخفاض الطلب الصناعي وسط تباطؤ اقتصادي.

وقال أليكس تشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في إنفينيتي أسيت مانجمنت، إن أوروبا ستحتاج إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال، وهذا من شأنه أن يعزز الأسعار الآسيوية. لكن قوة الدولار الأميركي تعني أن الغاز سيصبح أكثر تكلفة بالنسبة لمعظم المشترين، مما قد يؤدي إلى كبح الطلب في آسيا، على حد قوله.

Print Friendly, PDF & Email