تقرير دولى: السعودية تميل لخفض اسعار النفط لتنشيط السوق وارضاء ترامب

ذكر تقرير “ريج زون” الدولي أن السعودية وهي أكبر منتج في “أوبك” تميل إلى خفض الأسعار نسبيا لتنشيط الطلب من خلال تشجيع المشترين خاصة الآسيويين وفي الوقت نفسه التفاعل إيجابيا مع مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الخاصة بتقديم المزيد من النفط للسوق. واضاف التقرير ان السعودية تتعامل برؤية تقوم على تحقيق توازن دقيق في التعامل مع سوق النفط الخام فهي توفي بالتزاماتها الدولية وفي السوق نفسه توسع بشكل جيد دائرة المشترين وتقوم بزيادة إنتاجها من النفط الخام تدريجيا وتراعي تحديد الأسعار الشهرية المناسبة خاصة لأكبر زبائنها في الأسواق الآسيوية.

وأشار التقرير الدولي، المعني بأنشطة الحفر في القطاع النفطي، إلى أن تشديد الإمدادات الناجمة عن التعطيلات غير المتوقعة في ليبيا وفنزويلا وإيران يفرض مهمة أكبر على السعودية لزيادة الإنتاج وتحقيق عوائد جيدة للاقتصاد السعودي بسبب النمو المتوقع في الأسعار.

ولفت التقرير إلى أن السعودية تستعيد حصتها السوقية في آسيا التي تأثرت نسبيا بسبب تخفيضات الإنتاج الطوعية الزائدة منوها إلى أن السعودية قادت بنجاح منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاءها لخفض الإنتاج في بداية العام الماضي معتبرا أن السعودية أعادت تدريجيا سيطرتها على أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم وهي آسيا وذلك مع انخفاض قدرات المنافسين.

وقال التقرير إن أسعار النفط العالمية انتعشت حاليا إلى مستويات جيدة وهو ما دفع منظمة أوبك إلى التوافق على تخفيف القيود الإنتاجية مشيرا إلى أن السعودية تدرس العديد من البدائل في التعامل مع السوق خاصة ما يتعلق بالمفاضلة بين كون حصة السوق أكثر أهمية من السعر أم العكس.

وذكر أن التجار يعتبرون أن المؤشر الرئيس لتطور السياسات النفطية السعودية هو أسعار البيع الرسمية الشهرية التي تطرحها الشركة السعودية العملاقة “أرامكو ” مشيرا إلى أنه من الصعب التنبؤ بتطورات السوق لوجود العديد من العوامل الأساسية وغير الأساسية المؤثرة في السوق.

وأوضح التقرير أنه في الشهر الماضي قادت السعودية وروسيا قرارا من قبل “أوبك” وشركائها لزيادة العرض من النفط الخام استجابة لمناشدة من الولايات المتحدة للحد من ارتفاع أسعار النفط لافتا إلى السعودية عززت إنتاجها من النفط الخام في حزيران (يونيو) بأكبر قدر في خمس سنوات وعلى الرغم من ذلك كان ذلك كافيا للحفاظ على إنتاج “أوبك” ثابتا مع تكدس الخسائر في أماكن أخرى في المجموعة.

ورجح التقرير الدولي أن يزيد السعوديون من إنتاج درجات تصدير أخف من النفط الخام مشيرا إلى أنه على البلاد أيضا أن تأخذ في الاعتبار تأثير جلب كميات كبيرة من النفط في وقت قريب وهو الأمر الذي يمكن أن يضغط على إنتاجها الخاص مشددا على ضرورة وجود استراتيجية طويلة الأمد ومستدامة للقطاع النفطي.

وقال التقرير إن زيادة المشتريات من النفط الأمريكي لن تكون منافسة للإنتاج السعودي الذي يتمتع بتفوق واسع في الأسواق الآسيوية مشيرا إلى أن “أرامكو” تستجيب بالفعل لطلبات بعض المشترين الكبار خاصة ما يتعلق بسياسة التسعير الخاصة بها.

ونقل التقرير عن محللين ومختصين في تجارة النفط في سنغافورة تأكيدهم أن الزيادة في العرض في السعودية تعوض إلى حد كبير خسائر الإنتاج وتعالج عدم الاستقرار في الدول الرئيسية المنتجة مشيرا إلى أن السعودية تراعي المستهلكين بشكل كبير وتدرك أن الأسعار المرتفعة قد تغري المشترين مثل الصين للنظر في واردات من مصادر أخرى.

وتوقع التقرير الدولي أن العقوبات الأمريكية ضد إيران سوف تدفع المشترين الآسيويين، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، إلى خفض المشتريات من ثالث أكبر منتج في أوبك – أو حتى وقف الشراء تماما وقد تكون الصين أكثر استعدادا لمواصلة الاستيراد والحصول على براميل إضافية من الإمدادات السعودية من النفط الخام.

من جانب آخر ، ذكر التقرير أن الإمارات أعلنت استعدادها لزيادة إنتاج النفط بما يتماشى مع التوجيهات التي وضعتها “أوبك” والمنتجون المتحالفون معها بالتعاون مع السعودية لزيادة العرض لتلبية الطلب.

وقال التقرير إن شركة بترول أبوظبي الوطنية “لديها القدرة على زيادة إنتاج النفط بعدة مئات من البراميل من النفط يوميا إذا كان ذلك ضروريا للمساعدة على التخفيف من أي نقص محتمل في الإمدادات في السوق مشيرا إلى قدرة الشركة على ضخ ما يصل إلى 3.3 مليون برميل من النفط الخام يوميا، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام.

وأشار التقرير إلى ارتفاع صادرات النفط الخام والمكثفات من الإمارات إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر في حزيران (يونيو) الماضي بسبب الطلب القوي من اليابان والصين.

ولفت التقرير إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 3 في المائة منذ أن وافقت “أوبك” وحلفاؤها في 22 حزيران (يونيو) على زيادة الإنتاج لتلبية سقف الإنتاج المحدد في عام 2016 لتعويض ضعف إنتاج فنزويلا وليبيا.

ونوه إلى سعي “أوبك” وحلفائها “إلى الالتزام” بأهداف الإنتاج المحددة في عام 2016 وتهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوق النفط مشيرا إلى تأكيد سهيل المزروعي رئيس “أوبك” ووزير الطاقة الإماراتي أن الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد للمساعدة على تخفيف أي نقص في الإمدادات بالتعاون مع منظمة “أوبك”.

ومن ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تباينت أسعار عقود النفط يوم الجمعة مع صعود الخام الأمريكي بدعم من مشتريات لتغطية مراكز مدينة بينما تراجع خام برنت متضررا من التوترات التجارية العالمية وتزايد إنتاج السعودية.

وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 86 سنتا، أو 1.18 في المائة، لتبلغ عند التسوية 73.80 دولار للبرميل في حين تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 28 سنتا، أو 0.36 في المائة، إلى 77.11 دولار للبرميل.