أطلق الجيش التركي الاثنين مناورة عسكرية ضخمة في البحار الثلاث التي تحيط بالبلاد، خطوة تبدو استفزازية بعد التوترات التي تسببت فيها أنقرة مع جيرانها الأوروبيين حول مسألة التنقيب على الغاز قبالة سواحل جزيرة قبرص المنقسمة.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع التركية أن هذه التدريبات التي أعلن عن إجرائها الأسبوع الماضي، قد انطلقت الاثنين.
وتأتي هذه المناورات التي وصفها الجيش بأنها “أكبر مناورة عسكرية” للبحرية التركية، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين تركيا وحلفائها الأميركيين والأوروبيين بخصوص التنقيب عن الغاز في مياه جزيرة قبرص.
وأعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن “قلقهما” من نية أنقرة إطلاق عمليات تنقيب في “المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص”.
وفي استعراض واضح من الجانب التركي رغم التحذيرات قال قيادة الجيش إن التدريبات في البحر المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود، والتي من المقرر أن تنتهي في 25 أيار/مايو، تضم 131 سفينة عسكرية و57 طائرةً و33 مروحية،.
والأسبوع الماضي حض مسؤولون أميركيون أنقرة على عدم المضي قدما بأنشطة التنقيب عن النفط والغاز في هذه المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس في بيان إن “هذه الخطوة بالغة الاستفزاز وتهدد بإثارة التوترات في المنطقة”، مطالبة “السلطات التركية بوقف هذه العمليات” و”ضبط النفس”.
من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني تركيا “بإلحاح إلى ضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أي عمل غير قانوني”، مؤكدة أن “الاتحاد الأوروبي سيرد عليه في شكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص”.
لكن أنقرة تجاهلت هذه التحذيرات، مؤكدةً أنها غير ملزمة باتفاقات ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين الحكومة المعترف بها دولياً في قبرص والدول الأخرى المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط.
وأعلنت السلطات التركية في مطلع أيار/مايو عن نيتها القيام بعمليات تنقيب عن الغاز الطبيعي حتى أيلول/سبتمبر في منطقة من البحر المتوسط تقول وسائل الإعلام القبرصية إنها تدخل في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
ولا تمارس جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي سلطتها إلا على ثلثي جنوب الجزيرة، التي يدير شمالها حكومة “جمهورية شمال قبرص التركية” المعلنة من جانب واحد وغير معترف بها دولياً.
وأثار اكتشاف حقول غاز هائلة في السنوات الأخير في شرق البحر المتوسط رغبةً متزايدة للدول المحيطة للتنقيب عن الغاز.
ووقعت جمهورية قبرص عقوداً لاستكشاف واستغلال حقول الغاز مع شركات عملاقة مثل “إيني” الإيطالية و”توتال” الفرنسية و”إكسون موبيل” الأميركية.
لكن أنقرة تعارض أي استكشاف واستغلال لموارد طاقة تستثني “جمهورية شمال قبرص التركية”.
وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، خلال إفطار مع مسؤولين عسكريين مساء الأحد، من أن تركيا ستتخذ كل الإجراءات الضرورية “لحماية حقوقها في بحري إيجه والمتوسط وفي قبرص”.